لقناة (الثقلين) الفضائية؛ بإزاء تصفيات في صفوف الارهابيين
    

 

 

 

   نـــــــــــزار حيدر
   أدناه؛ ملخّص الرأي الذي أدليت به قبل قليل عبر الهاتف لقناة (الثقلين) الفضائية؛
   قريباً، إنّنا بإزاء عمليات تصفية داخلية واسعة جداً في صفوف الارهابيين، وذلك للاسباب الثلاثة التالية؛
   اولا؛ انّ استراتيجية بثّ الرّعب والخوف في النفوس، والتي ظلّ يمارسها الارهابيون طوال الفترة الماضية، متمثّلة بنشر أفلام الفيديو فائقة الجودة وعالية الانتاج التي يصورون بها طرقهم البشعة في تصفية ضحاياهم، هذه الاستراتيجية بدأت تترك اثرها السلبي ومردودها العكسي في صفوف الشباب المغرر بهم الذين يقاتلون مع الارهابيين، فلقد بدأ هؤلاء يتساءلون ويتردّدون ويتوقّفون، ما سيدفع بقادة الجماعات الإرهابية الى تنفيذ حملات تصفية واسعة ضدهم للوقوف بوجه ظاهرة الانهيارات المُحتملة.
   ثانياً؛ كما هو معروف فان لكلّ مجموعة من هذه المجموعات الإرهابية خطوط اتصال ومصادر دعم وتمويل تختلف في اغلب الأحيان الواحدة عن الاخرى، وعندما يدبّ الخلاف بين الكبار من الحاضنين والداعمين والمموّلين لهذه الجماعات فسينعكس كلّ ذلك على الارض.
   اعتقد ان الموقف التركي الاخير، والذي جاء بسبب ملامسة نار الارهاب لشيء من ذيل انقرة والحزب الحاكم، ان هذا الموقف سيحرّض على مثل هذه التصفيات الداخلية، خاصة وان انقرة تمتلك كل الخارطة التنظيمية والميدانية للارهابيين كونها الممر الآمن للعناصر الإرهابية من مختلف دول العالم سواء الى العراق او الى سوريا.
   ثالثاً؛ كما انّ لافتراق اهداف الارهابيّين شيئاً فشيئاً بسبب المتغيّرات السياسية والدولية والإقليمية، يُعدُّ سبباً جوهرياً من اسباب حملات التصفية الداخلية التي ننتظرها.
   لقد ورِث الارهابيون استراتيجية التخويف والرعب من تاريخهم الاسود، فالخوارج كانوا يعتمدونها لبثّ الرعب والخوف في نفوس الناس لاركاع ارادتهم وتمريغها في الوحل، فكانوا يعمَدون لبقر بُطُون الحوامل لإرعاب الاخرين، كما فعل الشيء نفسه معاوية بن ابي سفيان عندما كان يُمارس كل طرق الارهاب للسيطرة على الرأي العام، فكان يقول (نكّلوا بالبريء ليرتدع المذنب)!.
   ذات الاستراتيجية وظّفها (آل سعود) عندما تحالفوا مع (الحزب الوهابي) فكُتُب التاريخ تذكر انّ (ابن سعود) بايع (ابن عبد الوهاب) على (القتل والهدم) وكالتزام منه بذلك ووفاء لهذه البيعة، مارس نظام القبيلة الفاسد طوال القرون الثلاثة الماضية ابشع انواع القتل والذبح والسبي والهدم، بحق قبائل نجد والحجاز ومختلف مناطق الجزيرة العربية ليتمدّد الى مساحات اخرى حتى وصل الى العراق، اذ غارت عصاباته المسلحة عليه اكثر من (٢٠٠) مرة، كان أعظمها جريمة وأبشعها في الذاكرة الهجوم على مدينة كربلاء المقدسة عام ١٨٠٢ في يوم عيد الغدير الأغر بينما كان الرجال والشباب في النجف الأشرف لتجديد عهد الولاء مع أمير المؤمنين عليه السلام تاركين في البيوت النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، فقد قتل الارهابيون وقتها اكثر من (٥٠٠٠) شهيد من النساء والأطفال والشيوخ، كما سرقوا كل الأشياء الثمينة والنفيسة التي كان يحتويها الضريح المقدس لسيد الشهداء عليه السلام وخزاناته.
   ولذلك فليس غريباً ابداً ان يمارس هذا النظام نفس السياسة اليوم وبشكل مباشر في البحرين وفي اليمن، وبشكل غير مباشر في العراق وسوريا وليبيا وغيرها!.
   انّه ارهاب (دينهم) الذي شرعنه الامويّون، عقيدةً ومنهاجاً ومنهجاً، وشرحه فقهاء التكفير من امثال ابن تيميّة ومَن لفّ لفّه.

 

 

 

محرر الموقع : 2015 - 08 - 01