أنت داعشي ياولد
    

هادي جلو مرعي

نعم هم جزء مهم من الشعب وقرروا التطوع لتمثيله في الشوارع، وهم يعلمون إمكانية أن يصابوا بأذى، أو يتهموا بالتحريض، أو التواطئ، أو قبض الأموال، ولم يكن خروجهم طلبا لسلطة، أو جاه حتى وإن كان من بينهم مندس يبحث عن فرصة فهو في النهاية فرد، أو مجموعة صغيرة غير مؤثرة ومكشوفة، والمهم هو إن التظاهرات حق مشروع في الدستور، وقد وردت مواد خاصة بحرية التعبير والتظاهر، ولايحق لأحد أن يقف بوجه الشعب ويمنعه من التعبير عن رغباته.

لايمكن أن نصم المتظاهرين بأنهم داعشيون، أو بعثيون فهذا وصف غير منصف، ولايجدر بمن يطلقه أن يكون مسؤولا وتناط إليه مهمة قيادة مجتمع، فهو يعرف تماما أن المتظاهرين مواطنون عاديون يبحثون عن حقوق حرموا منها من سنوات طويلة، وتتلخص بحق الحصول على الماء والكهرباء والخدمات التربوية المتعلقة بالمدارس وبناء المستوصفات وتعبيد الطرق وتحسين واقع الخدمات، ومن يرفض تلبية هذه المتطلبات فهو الداعشي وليس المتظاهر المسكين الذي يقف تحت الشمس تضرب وجهه ريح السموم ويكاد يقتله العطش في ظروف مناخية لاتطاق.

وزارات الدولة جميعها خدمية ومهمتها القانونية توفير ضمانات العيش للمواطنين، ولو عددنا أسماء تلك الوزارات التي هي" التجارة والزراعة والتربية والتعليم والصحة والثقافة والصناعة والداخلية والرياضة والشباب والدفاع والإسكان والنقل والمالية والنفط والبيئة والعلوم" لتأكد لنا إن المواطن هو الغاية من تشكيل تلك الوزارات التي يقف على رأسها كبير الوزراء ويسمى رئيس الحكومة والذي تناط به مهمة الإدارة، وإتخاذ القرارات بالتعاون مع وزرائه لتلبية متطلبات العيش الآمن والكريم، وضمان حرية الحصول على الحقوق كافة دون تأخير، وفي إطار من الواجب الوطني الذي يفرض على الناس أن يلتزموا بتقديم العون والمشاركة الفاعلة لتأكيد حضور مؤسسات الدولة، وعدم إعاقة مشاريعها التي تواجه تحديات الفساد والقصور في تنفيذ الواجب.

وصف المتظاهرين إنهم داعشيون وبعثيون لايحقق الغرض، وهو نوع من رد الإعتبار للبعثيين، ويؤشر على تنظيم داعش بأنه يطالب بالماء والكهرباء والخدمات، فهذه هي مطالب المتظاهرين، وليس من المعقول أن تكون مطالب المواطنين هي مطالب داعش التي يقول المناهضون للتظاهرات إنها جزء من حراك داعشي بعثي. ولعل هذه التحرك الشعبي هو أول نوع من الحراك يقوده معممون بعمائم سوداء، وشيوخ حوزة، ولبراليون ومثقفون وأكاديميون ويتم إتهامهم بالداعشية.

إستجيبوا لمطالب الناس ودعوا عنكم الداعشية، لكي لاترتد عليكم خطاياكم.

 

محرر الموقع : 2015 - 08 - 04