العلامة السيد الكشميري ...لقد خص الله عليا (ع) باوسمة بما لم يخص بها غيره من انبياء ومرسلين
    
العلامة السيد مرتضى الكشميري يهنيء العالم الاسلامي بولادة بطل الاسلام والمسلمين الامام علي بن ابي طالب (ع) ويقول:
• لقد خص الله عليا (ع) باوسمة بما لم يخص بها غيره من انبياء ومرسلين
• قال الكاتب المسيحي جورج جرداق : (علي صوت العدالة الانسانية) واستاذ عصره وجيله في الحكمة والفلسفة بل استاذ الاجيال التي تعاقبت من بعده

 

جاء حديثه هذا في الاحتفال الذي اقيم في مركز الامام الجواد (ع)في مدينة بيرمنهكام البريطاية بمناسبة ولادة الامام امير المؤمنين (ع) التي صادفت يوم الثالث عشر من شهر رجب الاصب 23 قبل الهجرة الموافق 599 بعد الميلاد، وهنأ المسلمين بولادته (ع) التي كانت في اقدس بقعة في العالم وهي الكعبة المشرفة، وفي داخلها وعلى الرخامة الحمراء، ولم يحض بهذا الوسام السماوي غيره من الانبياء والمرسلين .

وقد حدثنا التاريخ بأن مريم ابنة عمران لما جاءها المخاض اتجهت الى بيت المقدس وهي حامل بنبي الله عيسى (ع) فنوديت ان يا مريم هذا بيت عبادة لا بيت ولادة.

وفاطمة بنت اسد لما اتجهت الى البيت الحرام وقد اخذها الطلق وهي تنادي (أي رب إني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول، وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، وإنه بنى بيتك العتيق، فأسالك بحق هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك، لما يسرت علي ولادتي) فانشق لها جدار الكعبة ودخلت ي داخلها، وولدت سيد الاوصياء (ع) على افضل واطهر بقعة وهي الرخامة الحمراء، وخرجت بعد ايام وهي تحمل وليدها المبارك الموسوم بـ(علي).

وهذه احدى خصوصيات الامام علي بن ابي طالب (ع) بالاضافة الى الخصوصيات الاخرى والتي ابرزها :

1- كونه هو اول المؤمنين بالله والمصدّقين برسوله (ص) والمصلين خلفه.
2- كانت تربيته على يدي رسول الله (ص) حيث قال (ع) (وضعني في حجره وانا وليد ، يضمني الى صدره ويكتفني الى فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه وكان يمضع الشيء ثم يلقمنيه ، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه، يرفع لي كل يوم من اخلاقه علما، ويأمرني بأمرتي بالاقتداء به).
3- اعلان النبي (ص) بالوصاية له بنزول اية الاقربين ((وَأَنذِر عَشيرَتَكَ الأَقرَبينَ)).
4- مبيته على الفراش ليلة هجرة النبي (ص).
5- زواجه من حبيبة المصطفى (ص) وعزيزته الزهراء (ع).
6- حامل لواء النبي (ص) في يوم بدر وكل مشهد.
7- حبه (ع) من علائم الايمان وبغضه من علائم النفاق (يا علي لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق).
وغير ذلك من هذه الاوسمة والخصوصيات التي لم تجتمع لاحد غيره (ع) ابدا.

نسال المولى سبحانه وتعالى بحق هذا المولود العظيم ان يمّن على المسلمين جميعا بالسير على نهجه والاقتداء به فانه خير قدوة لمن اقتدى فاهتدى. 

ولكن من المؤلم والمؤسف ان الكثير من المسلمين وخصوصا في عصرنا الحاضر ممن تقلدوا قيادة الشعوب قد ركبوا اهوائهم وساروا خلف ملذاتهم غير آبهين بمصائب شعوبهم وما يعانونه من ويلات في حياتهم من فقر وفاقة ومرض وحروب وتشريد وغير ذلك من الافات والابتلاءات. 

وكم كنا نتمنى على قادة الشعوب والاوطان ان يدرسوا حياة هذه الشخصية العظيمة التي كانت تتألم لألم المظلومين والمحرومين، وكيف كانت تحنو على ضعيفهم وفقيرهم ويتيمهم وتقول: 

ما إن تأوهت من شيء رزئت به            كما تأوهت للأيتام في الصغر 
قد مات والدهم من كان يكفلهم            في النائبات والاسفـار والحـضـر 

وقد ذكر لنا المؤرخون ان موقفا من المواقف قد هزه في الكوفة عندما رأى (ع) رجلا على قارعة الطريق يتطلع الى الوجوه المارة لتعطف عليه بشيء ما يسد به رمقه، فالتفت (ع) مغضبا الى علي بن ابي رافع قائلا ما هذا المنظر؟ قال يا أمير المؤمنين إنه نصراني قد كبر وعجز ويتكفّف، فقال الإمام (ع): ما أنصفتموه. استعملتموه حتى إذا كبر وعجز تركتموه، عيّن له من بيت المال راتباً ، ووعلى اثر هذا وغيره انشأ صندوقا للضمان الاجتماعي وغيره من الصناديق والمشاريع التي تدل على عدل وانافه واهتمامه بالرعية.

محرر الموقع : 2018 - 04 - 06