رائد العتابي .
عندما يشعر الحاكم بانه الآمر الناهي ، وان كل البلاد تحت سيطرته وتسير برايه فانه يتخذ سياسات منحرفة ومخالفة للعقل والمنطق ويبدا باللعب بالنار ويوغل في ذلك ، والمؤلم ان شعوب المنطقة بالاخص العربية ، ومعظم الاسلامية تهيئ الجو الى ذلك بقصد او من غير قصد فهي التي تفرعن الحاكم ، وعندما يجد الجو مناسبا يتوغل في الخطا والعمل الذي يؤدي الى تخريب الامة وتحطيمها ، عندما لا يجد مقاومة تذكر ولا اصواتا رافضة لاعماله فانه يلجّ في طغيانه ، وبالتالي يستخف قومه ويطيعونه على استغفاله لهم وتقع الكارثة ، فوجدهم يصدقون في كل شيئ يقوله وهذا ما وقع به اردوغان وشعبه وشعوب كثيرة من قبله عندما اطاعوا الحاكم على خطئه وانحرافه في افتعال الازمات واصطناعها .
ان محاولات اردوغان المحمومة للوصول الى الاغلبية التي تهيئ له الاستفراد بالسلطة وتبديل الدستور والتي اضحت الامنية البعيدة المنال ، كاستعداء الاكراد بالرغم من معاهدة السلام الموقعة معهم والاستيقاظ من نومه وضرب داعش - اذا كانت هناك ارادة جدية - الهدف منها ان يقول لشعبه انظر واعرف عدوك انه حزب العمال الكردستاني الذي يحاول قضم تركيا وابتلاع البلد والعدو الثاني (داعش) ، فكانه هو القائد الخيالي (السوبر مان) الذي لا يوجد مثله وباصطلاح البعثيين (القائد الضرورة) .
هذا التشبث والتمسك الغريب بالسلطة من قبل اردوغان بحجة الدفاع عن البلد ، والاصرار على الخطا ولد حالة من الغليان والتذمر لدى الشعب والفساد في اجهزة الدولة وهي من الاسباب المهمة التي تجر البلد الى الاضطراب وعدم الاستقرار والى السرقات والمحسوبيات لان عدم جريان الماء وتبديله يؤدي الى ركوده وفساده ، انه انسان غير لائق في البقاء على سدة الحكم والدليل هو الاعمال والاكاذيب ، وافتعال الازمات في البلد ، والفساد الاداري ، والمالي الذي طال حتى ابنه .
لقد وقع الشعب التركي بين نارين بين ان ينتخب حزب العدالة والتنمية وهو في الحقيقة انتخاب للدكتاتورية وحكم القائد الاوحد ، واما عدم انتخابه الذي لربما يؤدي الى تقوية شوكة الاكراد ويتجرؤن اكثر في استهداف اجزاء اخرى من البلد وفي داخل المدن . ان هذه البراغماتية الي يمارسها اردوغان ستدخله في مطب لا يمكنه الخروج منه، فما كل مرة تسلم الجرة ، انها مقامرة ومغامرة لا بشئ هين بل بارواح الناس، ومستقبل شعب ، واقتصاد دولة لفكرة غبية اراد تطبيقها او تحقيق حلم في راسه انها سياسة الرجم بالغيب .
اراد اردوغان ان يرفع كعبيه في صعوده على ظهر الشعب التركي ليظهر نفسه انه القائد الذي سيخلص البلد من الخطر الكردي الذي يتهدده وخطر داعش الذي اصبح يضرب المدن ، اذن هناك ازمات تحت الطلب ووفق الفصال الذي يريده فازمة الحزب الكردستاني التركي - مثلا - كانت ساكنة نائمة ولكنه ايقظها ليحارب بها ويجعلها قميص عثمان لتاليب الناس على الاكراد ليهدد بذلك البلد بحرب اهلية تحرق الاخضر واليابس انها طريقة ميكيافيلية خبيثة وفاسدة .
ان جنون العظمة الذي يعاني منه هذا الرجل يشبه الى حد بعيد جنون صدام اذا لم نقل هو نفسه ، فصدام قد افتعل ازمات وارتكب اخطاء قاتلة كان ضحيتها العلماء والبلد والاقتصاد والبنية التحتية والى الان يعاني الوطن من آثارها لخداع شعبه من اجل البقاء في السلطة وتحقيق احلامه التافهه وذلك لمرض يعاني منه اسمه جنون العظمة فما هجومه على الجمهورية الاسلامية في ايران ، او حربه لاحتلال الكويت لاسباب سخيفه وواهية تضحك الثكلى الا دليل على ذلك، فاردوغان يعاني من نفس المرض لظهور اعراضه عليه برفع ملف الاكراد ليؤلب الشعب التركي لاغراض انتخابية سياسية باتت مفضوحة ومكشوفة ، وبمقاتلة (داعش) ، انه كالثور الهائج في الميدان الذي يريد ان ينطح القماش الاحمر ولكنه لا يستطيع الا ان يوجه له المصارع رمحا في حدبته وينهي حياته .
الشعب التركي لاينخدع هذه المرة بالرغم من عدم وجود مقاومة ومعارضة قوية تعّرف الناس الحقيقة وان الامر لا يعدو لعبة من قبل الحزب الحاكم . الهدف من اختلاق هذه الازمات هو تحقيق نزعة شخصية ونزوة نفسية عند سيادة الرئيس وهي العيش يوما ما في قصر الخليفة العثماني مجَدَدا ، ومسيطِرا على البلاد ، وتاتيه العباد تسعى ، وما بناء القصر الفخم ذي الالف غرفة والمثير للجدل والذي اثار استهجان اوساط كثيرة من الشعب التركي والمسلمين الا دليل ضمن الادلة الكثيرة على ذلك فقد احضر الرجل العرش وهو ينتظر النقش ، والا ما السبب في بناء قصر كهذا الا لسد نقص وخلل نفسي يعاني منه هذا العثماني الجديد ، انها محاولات لتحقيق حلم الخلافة الذي يدور في رؤس الاخوان المسلمين التي اثبتت فشلها وتهافتها من خلال اعمالها المتناقضة مع مبادئها والتي حكمت على نفسها بالموت في تبنيها مبدا القتال والحرب وقتل الابرياء من الناس للرجوع الى السلطة التي فقدتها والتي برهنت انها ليست من اهلها .
لقد استخدم اردوغان سلاح الحس القومي الخطير للوصول الى مآربه وهو اقذر ما يمكن ان يستعمله انسان في تحقيق ما يريد هذا البراغماتي الصغير، وعلى قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ومهما كانت الوسيلة خبيثة حتى وان كانت بمستوى القاء البلد في المجهول ، كم يستصغر شعبه عندما يطلب منه ان يصدق باكاذيب مختلقة مفتعلة مفضوحة ، فمطالبته بانتخابات مبكرة بعد فشله في تشكيل حكومة ائتلاف مع احزاب المعارضة هي حبس للشعب التركي في زاوية ضيقة وتهديد له ان يفعل ما يؤمر والا فانه القتل وتحطيم البلد من قبل الاكراد (وداعش) -على حد زعمه - هذا ما يريد ايصاله الى الشعب التركي .
لقد وصل هذا الشخص الى مستوى من التكبر ، والغطرسة ، والانانية بحيث بات لا يرى الا نفسه ولا يرى شعبه ومستقبل المنطقة ، يريد اقتلاع حزب الشعوب الديمقراطي الذي يحظى بتاييد الاكراد من ساحات البرلمان عبر اقتلاعهم في ساحات القتال بقصفهم بالطائرات ويريد ان يقول اعرف عدوك ايها الشعب فاني اسالم متى شئت واحارب متى شئت مع ما تقتضيه مصلحة حزبي لا غير . ولكي تكون الحجة اقوى فانه اضاف عدوا اخر الى الاكراد انه (داعش) حيث بدا بقصفه بالاتفاق مع اميركا - فاين كان هذه المدة من هؤلاء القتلة الذين عاثوا في الارض فسادا - لينظر له الناخب التركي نظرة البطل المدافع عن حياض الوطن .
ان من البلاهه ان يحطم الانسان ما بناه ويكون كالحمقاء التي تنقض غزلها بعد التعب عليه ، لا ننكر ان لاردوغان دورا في بناء الاقتصاد ورفع دخل المواطن وارتفاع سعر صرف الليرة التركية ، ولكنه خلط مع هذا العمل اعمالا رهيبه ومخزية وذلك بمساعدته لداعش وتدريبهم وارسالهم الى العراق وسوريا ليقتلوا الاطفال ، ويغتصبوا النساء ، وهيهات ان تذهب هذه الدماء هدرا وهذه الشهقات من الامهات والنساء عبثا وانها لكبيرة عند الله الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء . لقد بدى كذب اردوغان في قتاله لداعش ان الغاية من الهجوم هو الاكراد ليس الا ، فان عدد الطلعات الجوية ضد الكرد بلغ ثلاثمئة طلعة وثلاث طلعات ضد داعش فقط هذا ما صرحت به جريدة الاندبيندنت البريطانية وعلى لسان كاتبها باتريك كوكبرن وان هذا ليس بسر منذ البداية فان اردوغان لا يطلق النار على نفسه وعلى شرذمته (الدواعش) فهل يعقل ان يقطع احد يده او يقتل من رباهم ودربهم للقتل ، والارهاب ، والذبح ، والاغتصاب ، وجعلهم يده التي تعيث في الارض الفساد مقابل يد ايران التي ساعدت سوريا ، والعراق في محنتها ضد داعش ، وحزب الله في التصدي للكيان الصهيوني في ابتلاع المنطقة وحظيت باحترام الجميع لمواقفها المشرفة لقد حاولت اميركا ان تمد يدها الآثمة للعب في المنطقة من خلال تركيا ودول الخليج مقابل يد ايران التي تضمد الجراح فشتان بين اليدين فهذه يد يحبها الله ورسوله وتلك يد يبغضها الله ورسوله ولها ان تقطع .
لقد جعل اردوغان حرب داعش غطاءً لحرب الاكراد حتى لا يقول قائل لقد قاتل اردوغان الاكراد وترك العدو الحقيقي داعش ، وهذا يذكرني عندما دعى سيده القرضاوي في احدى خطب الجمعة على الرئيس بشار الاسد والسيسي والحوثيين واتبعها في الاخير الدعاء على اسرائيل وما اظن هذه الدعوة الاخيرة الا لذر الرماد في العيون ، والتلبيس على الناس ، وخداعهم حتى لا يقول قائل دعى على هؤلاء وترك اسرائيل التي هي سيدته ولا يستطيع ان يمسها بسوء ، هذا الشيخ الخرف المنافق الذي باع اخرته بدنيا صبية لا يعرفون اصول الادب والحياء فضلا عن اصول السياسة فليس المجرم الذي يقتل الناس عندما يضغط زناد البندقية ولكن المجرم ايضا هو الذي يضغط القلم ليكتب الفتاوى التي تقتل الناس والابرياء والاطفال فهو واردوغان صنوان لصنع القتل والازمات .
