العلامة السيد مرتضى الكشميري يشيد بالبيان التاريخي بقوله: على الشعب العراقي الذي يخوض تجربته الرابعة في الانتخابات النيابية، الالتزام بمفاصل البيان السياسي الديمقراطي الصادر من المرجعية العليا في 5 ايار 2018م
    

جاء حديثه هذا في مؤسسة الامام الحسين (ع) في العاصمة البريطانية لندن، بمناسبة ذكرى ولادة الامام المهدي المنتظر (عج) بحضور جمع من العلماء والمثقفين ورؤساء المراكز من مختلف الجاليات، فقال: 

ان المرجعية العليا في النجف الاشرف ومنذ دخول المحتل الى العراق دعت الى الديمقراطية، فأرادت من الشعب ان يلتزم بها اسوة بالشعوب الحرة المتقدمة في اوربا وغيرها حتى تمارس دورها وحقها في انتخاب من تريد من الكفاءات المخلصة لخدمة العراق والعراقيين دون اكراه او ترغيب او ترهيب قومي او عنصري، حتى ان بعض الصحف الاجنبية كتبت مقالا مفصلا عن الديمقراطية في العراق وقالت (السيستاني يعلّم بوش الديمقراطية) لانها كانت تريد للعراق ان يكون نموذجا ومثالا راقيا يحتذى به وينعم شعبه بالامن والامان ، وبهذا اعطى قوة وزخما للفرد الناخب بأن لا يكون اسير اهوائه ومصالحه الضيقة، وان لا يبيع مستقبله ومستقبل العراق بثمن بخس ووعود كاذبة، وان يعتمد على فكره وعقله وتجربته السابقة مع من عايشهم من دون تأثير طائفي او حزبي او اديلوجي او عشائري، ليعرف من ينتخب ومن يختار لتمثيله، لان التصويت امانة ومسؤولية كبيرة وخطيرة يحاسبنا الله عليها والتاريخ والاجيال.

ولهذا فعلينا ان ننتخب من تتوفر فيه الكفاءة، والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الاجندات الخارجية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن، وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحل الازمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات.

واضاف سماحته الى ان هذا البيان قد اسس خارطة الطريق ليس للعراق فحسب بل لكل شعب أبيّ كريم حرّ يريد ان يعيش معتمدا على نفسه بالعزة والكرامة التي رسمها الله عز وجل له ((ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)) .

كما تحدث سماحته عن دور القيادة النائبة في عصر الغيبة وما قدمته من عطاء فكري عبر العصور والازمان الى جانب مواقفها السياسية في قضية التنباك والمشروطة وثورة العشرين وفتوى السيد الحكيم وانتهاءا بفتوى الجهاد الكفائي.

وقال: لقد عايشت عددا من المراجع العظام في ايران والعراق وهو زمن ازدهار المرجعية لوجود عدة مراجع في وقت واحد، وبقيت بعدها تنحصر شيئا فشيئا حتى زمن السيد الخوئي (قده) الذي دان له العالم الشيعي في كل مكان، حتى وصلت الى سماحة السيد السيستاني (مد ظله)، فقام بدور رائد ادارة وتدريسا رغم الصعوبات والمتاعب التي لم تعشها المرجعية من قبل، وبحمد الله ولطفه اليوم النجف الاشرف ببركاتها عادت الى الازدهار بمدرسيها وطلابها ومدارسها التي اسست اخيرا، وما كان ذلك ليكون لولا قبر عرينها وضرغامها الامام علي امير المؤمنين (ع).

فنسأل المولى سبحانه وتعالى ان يحفظ مراجعنا وحوزاتنا واهلنا من كل سوء ومكروه انه سميع مجيب.

 

محرر الموقع : 2018 - 05 - 08