واشنطن تستنجد بالبعثيين لمحاربة داعش !!
    

علي رحيم اللامي

 اكذوبة التحالف الدولي ومحاربة الارهاب الذي تقوده واشنطن وحلفاؤها بدأت تنكشف خيوطه ليتضح زيف الادعاء وحجم المؤامرة التي تحيكها هذه الدول ضد العراق وشعبه والتي تمثلت بمصادرة جهود ابناء المقاومة الاسلامية وفصائلها البطلة التي كبدت داعش واذنابها اقسى انواع الهزيمة لينتهي المطاف بالبيت الابيض على اعلانه هذه التحالف بعد ان ادرك ان البساط بدا ينسحب من تحت اقدامهم وتنكشف عورة سياستهم الرعناء

اذ سعت واشنطن لإقناع فصائل سنية مسلحة وقيادات عشائرية بمحاربة مقاتلي داعش في خطوة تماثل حركة الصحوات التي طردت تنظيم القاعدة من البلاد قبل ست سنوات وذلك لأنها لا ترغب في إرسال قوات أميركية إلى العراق.

جيمس جيفري الدبلوماسي المخضرم الذي شغل منصب السفير الاميركي لدى العراق في الفترة من 2010 إلى 2012 وله صلات وثيقة بالحكومة في بغداد 'قال ان التحركات كثيرة في الوقت الحالي.'

واضاف 'عقدت اجتماعات في اربيل واجتماعات في عمان'، مشيرا إلى محادثات بين جماعات عشائرية ومسؤولين أميركيين.

والخطة أبعد ما تكون عن السهولة لأن الكثير من السنة يعتبرون حركة الصحوة فشلا بل وخيانة ويرون في اجتياح داعش لشمال العراق وغربه حيث يمثل السنة الأغلبية أهون الشرين رغم عمليات القتل الجماعي.

يقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إن الخطة الجديدة لا تمثل إعادة إحياء للصحوات بل ستدمج السنة في 'حرس وطني' يمثل قوة أمنية يقص بها التخلص من مركزية السلطة في بغداد لمعالجة مطالب السنة.

وقال دبلوماسي غربي في المنطقة مشترطا عدم نشر اسمه 'بينما نتحدث نحن يتحدث أميركيون من كل المؤسسات مع السنة العراقيين من كل الأطياف.. وعمان تمتلئ بهؤلاء الناس.'

كما يجري الاتصال بمتشددين من السنة قاتلوا القوات الأميركية والحكومة العراقية بعد الإطاحة بصدام حسين.

ومن المؤكد أن التحدث مع جماعات متمردة قتلت جنودا أميركيين سيكون مثارا للخلاف في الولايات المتحدة وكذلك في العراق، حيث تشعر الاغلبية الشيعية بالقلق للدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة للمتشددين من السنة.

واضاف الدبلوماسي ان من أبرز الوسطاء السنة للأميركيين أحمد أبو ريشة اضافة الى أكثر من 20 زعيما عشائريا من محافظة الأنبار في غرب العراق يتحدثون مع ممثلين أميركيين.

واوضح إن أبو ريشة فقد نفوذه ولم يعد يحظى بالاحترام.. ونحن نتحدث عن قيادة جديدة للعشائر في الأنبار كلها.'

وقال شقيقه عبد الرزاق إن السليمان الذي غادر الأنبار في نهاية ابريل/نيسان التقى مع ممثلين للولايات المتحدة لبحث تشكيل الحكومة المقبلة.

وتابع 'هذه القيادات على استعداد لمساعدة القوات الاميركية في القتال داعش وهي تعمل على إعادة تنظيم قوات الصحوة التي لديها حاليا 22 ألف عضو ما زالوا يقاتلونها.'

وقال إن 32 ألف مقاتل من قوات الصحوة مستعدون للقتال في صف الولايات المتحدة.

وقال مسؤول أمني عراقي إن القوات الرئيسية التي يجري الحوار معها مزيج من جماعات عشائرية ومتشددين من السنة يصل قوامها إلى نحو 60 ألف مقاتل.

وقد وعد أوباما بتدمير داعش باستخدام حملة منظمة من الضربات الجوية. وقال إن حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الاطلسي مستعدون للمشاركة في عمل عسكري ضد حركة وصفها بأنها تمثل خطرا رئيسيا على الغرب.

وعلى النقيض مما حدث مع حركة الصحوات فلن يكون للولايات المتحدة قوات على الارض مع المتشددين السنة، وهو ما يجعل السيطرة على العملية أكثر صعوبة ويزيد من صعوبة نزع فتيل المواجهات بين المقاتلين وبغداد.

وقال دبلوماسي أميركي اخر إن ثمة عدد من القيادات العشائرية السنية المعتدلة سافرت إلى دول سنية والسعودية وقطر في الأسابيع الأخيرة، وطلبوا الدعم من دول الخليج طرد التنظيم.

وقال مسؤول رفيع بالحكومة العراقية إن جماعات سنية عراقية تجري مباحثات مع بغداد منذ يونيو حزيران، وإنها عرضت محاربة الدولة الاسلامية مقابل توزيع السلطات على نطاق أكبر والعفو عمن حاربوا الحكومة.

واضاف ان 'كل هذه الجماعات تلتقي بالمسؤولين الحكوميين لعقد صفقات. وتقول إنها ستمنحنا السيطرة على المناطق بشرط حصولها على ما تريد'. وأضاف أن الحكومة تريد معرفة ما يمكن لهذه الجماعات أن تنجزه.

وقال أحد القيادات العشائرية التي يجري التواصل معها في الانبار إن الأميركيين اتصلوا به بشكل غير مباشر لإشراك أنصاره في الخطة. وذكر أسماء آخرين من أعضاء حزب البعث العراقي السابق إلى الاسلاميين الذين يسعون للإطاحة بحكومة بغداد بالقوة. مبينا إن الأميركيين التقوا بالجيش الاسلامي الذي يقوده اسلاميون من السنة وبجيش النقشبندي البعثي.

وأضاف 'بعض العناصر في الحكومة العراقية بدأت أيضا حوارا مع هذه الجماعات لاستمالتها لمحاربة داعش.'مؤكدا أن محادثات جرت بين الأميركيين وجماعات مسلحة تعارض الحكومتين العراقيتين السابقة والحالية.

وقال مصدر آخر في صفوف التمرد السني يشارك في العملية إنه يجري الإعداد لمحادثات أكثر رسمية بين الجيش الاسلامي والولايات المتحدة.

كما تجري واشنطن محادثات مع حلفاء من عرب الخليج بهدف توسيع نطاق تدريب مقاتلي المعارضة السورية المناهضين للدولة الاسلامية وتسيلحهم وذلك لضرب التنظيم من الجانبين.

غير أن الأسلحة التي سلمت للجيش السوري الحر المدعوم من الغرب تعرضت للسرقة وبيعت في بعض الأحيان لداعش، مما يسلط الضوء على قضايا تمويل المتشددين السنة في سوريا.

ولتجنب ذلك في العراق، قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الاميركية إن الحكومة الأميركية تعمل عن كثب مع العبادي لإنشاء 'حرس وطني' يمثل مؤسسة تديرها الحكومة تضم المتشددين السنة وتقطع شوطا طويلا في تلبية مطلب رئيسي للسنة بانسحاب الجيش من محافظاتهم.

ويجري إعداد تقييم لتحديد حجم قوة الحرس الوطني المطلوب وأماكن نشر هذه القوات ونوع ضمانات الفحص والتدريب اللازمة.

وقال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في مقابلة هذا الاسبوع إن الحرس الوطني سيتيح للمحافظات أن تكون مسؤولة عن سلامتها.

محرر الموقع : 2014 - 09 - 16