درس لعدم تعطيل وظيفة العقل ...في وقفة مع السيد السيستاني
    

 

 صوت الجالية العراقية : ذكر الشيخ أسامة الساعدي على صفحته في الفيسبوك ، قائلاً ، في بداية دراستي في النجف الأشرف (قبل أحداث 2003 )كنت أذهب دائماً لزيارة سماحة المرجع الديني السيد السيستاني (حفظه الله)، حيث كان من السهل زيارته في تلك الفترة، كان السيد يجلس كل يوم قبل صلاة الظهر بساعة ويتوافد عليه الزائرون.

في يوم من الأيّام كنا واقفين على شكل صف، وأمامي ما يقارب العشرين، وكان كل واحد منهم يسلّم على السيد وينصرف، وبعضهم يطلب منه استخارة، حتى جاء دوري، فسلّمت على السيد وطلبت منه استخارة، ولما رأى أنني شاب (حيث ان 
عمري كان وقتها 18 سنة تقريباً) قرر أن ينصحني بنصيحة مهمة جداً، ولا زالت كلماته ترنّ في مسمعي، قال لي سماحته: "أنت شاب في مقتبل العمر، لا تتعوّد أن تلجأ في كل شيء إلى الاستخارة: إذا عزمت على أمر، ففكر فيه جيداً واستشر به أهل الخبرة والاختصاص بذلك الموضوع؛ ممن تعلم أنه لا يخونك في النصيحة، فإذا وصلت إلى مرحلة الحيرة فالجأ إلى الاستخارة".

لقد أعطاني السيد (حفظه الله) درساً مهماً مفاده أن الاستخارة ليست تعطيلاً لوظيفة العقل والتفكير! كما نشاهده عند بعض المقدّسين الذين يستخيرون حتى قبل تناول الطعام! والمشكلة أنهم عوّدوا الناس على ذلك، فصرنا نرى الشخص المسلم يطلب استخارة في الصغيرة والكبيرة من شؤون حياته!.

إذن يجب أن لا ننسى يا سادة: عندما ننوي الزواج، أو أيّ عملٍ أو مشروع آخر؛ فيجب أولاً التفكير مليّاً، ودراسة الموضوع من جميع جوانبه، ثم استشارة المختصين في هكذا مواضيع، ونعمل وفق ما يوصلنا إليه العقل والمنطق. وعند الحيرة فقط نلجأ إلى الاستخارة.

محرر الموقع : 2014 - 04 - 05