رسالة خاصة ذات دلالات عامّة عن حوادث الحجّ الأخيرة:
    

ألاخ الدكتور اللدواني المحترم:
طيبتك و حسن ظنك حتى بآلوهابيين يُدلّل على تألق إنسانيتك لآخر المدى, و لكن عندما يصل الأمر إلى حدّ إسالة دماء ضيوف الرحمن و في بيت الرحمن و في شهر الرحم وعلى يد أعتى خلق الله العميان - بحسب الوقائع و القرائن و القرآن -  فأسمح لي القول: بأن حسن الظن بهؤلاء الوهابيين القتلة هو قمة الجهل .. بل إنكار فاضح للحقيقة و إسمح لي القول أيضاً:

بأنّ الرّافعة الرئيسة التي سقطت قبل حادثة منى المدبرة هي مرك و أمّ الرافعات في تلك المنطقة, و هي التي تنصب و ترفع الكتل و الأجهزة و الرافعات الفرعية الأخرى يعني كانت مركز الثقل في المشروع و كانت متوقفة عن العمل و لم تكن تنقل أو تحمل أيّة أثقال أو مواد في وقتها, لكنها سقطت و قتلت المئات من الحجاج و أكثرهم من الأيرانيين و بضمنهم أربعة علماء للذرة من الجمهورية الاسلامية!

أعتقد إن هذا الأمر يكفي للدلالة على أنّ هذه الحادثة الفاجعة ليست حادثة أو قضاء و قدر كما قال آل سعود.. بل مفتعلة و لا يمكن من الناحية الهندسية أن تحدث بسبب مراعاة مهندسي تلك الشركة لكافة قواعد السلامة و المواصفات العالمية عند نصب مثل تلك الرافعات المركزية, و لم يسبق أن حدث مثل هذا أبداً في أيّ مشروع سابق من الناحية الهندسية و العلمية و في أية بقعة من بقاع العالم!

من جانب آخر هل تدري بأنّ الوهابية المتوحشة في السعودية إستخدموا في حادثة منى غاز الخردل الثقيل الذي لا ينتشر إلا ضمن المكان المخصص المعني عند إنفلاقه, أي إصابة الهدف المحدد فقط, و لهذا سبب وفاة آلآلاف خلال دقائق فقط, هذا ما أشارت إليه الفحوصات التي أجرتها الهيئات الطبية الأسلامية بعد إرجاع جثامين 465 شهيدأً لطهران, حيث لم تسعف و لم تساعد الشرطة السعودية و لجان الحماية و الكشافة و الدفاع المدني ايٍّ من المصابين حتى تمّ التأكد من موتهم خصوصا المقصودين منهم, هذا مع فقدان أيّ مصدر للماء بقربهم على مدى خمس ساعات بينما الشرطة و لجان الدفاع المدني كانوا يتفرجون من فوق على الصرعى والجرحى والمصابين على جانبي الطرق التي تمّ غلقها من قبلهم بشكل عمدي, و لذلك لم تسمح سلطات آل سعود من زيارة الوفد الأسلامي الأيراني ولا أي وفد رسمي آخر و قتها للكشف عن أسباب الحادث و معرفة الحقيقة إلا بعد ما تمّ إزالة الآثار الظاهرية و ترتيب الأمور و إختطاف المفقودين, و لحد الآن لا يُعرف عدد الضحايا و المفقودين بآلضبط و أسباب ذلك رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على تلك الحوادث .. و رغم وقوعها في الزمان و المكان المحددين!؟

القضية واضحة أيها الأخوة, و هي كآلشمس و لا غموض أو شك بكون السعودية و بأمر من بني صهيون قد إفتعلوا الحادث في الزمان و المكان المناسبين لقتل الحجاج و بضمنهم العلماء الأيرانيين الأربعة العاملين في السلك النووي و إنا لله و إنا إليه راجعون, و لا أعتقد بأن هناك مؤمن شريف سيعاتب الذين سيقصفون أوكار هؤلاء العملاء لأبادتهم و تخليص الحرمين الشريفين من سيطرتهم و كذا العالم الأسلامي من شرهم و فسادهم في الأرض!

و في الختام نتمنى و نرجو من مراجع الدين و الهيئات المعنية بآلحج إعلان الحرب و الحصار على آل سعود الذين حوّلوا بيت الله الحرام إلى مركز للقتل و الفتنة و الشر و الفساد و أوكار للتجسس و العمالة للصهيونية و تحريم زيارة الحج تحت ظل و وجود هذه العصابة الأرهابية الوهابية لتلافي تكرار مثل تلك الحوادث  المؤسفة التي لم نشهدها في كل التأريخ الأنساني حتى في زمن الجاهلية عندما كان الناس يحجّون لمكة آمنين و مسالمين و لم يكن من حقّ أحد آلاساءة إليهم أو حتى التشاجر معهم, لكننا نرى اليوم فقدان الأمن و السلام من تلك الدّيار المقدسة للأسف.

أللهم إشهد إني قد بلّغت.
عزيز الخزرجي

محرر الموقع : 2015 - 10 - 08