"الموساد" يطلق عبر الإنترنت حملة لتجنيد الجواسيس حول العالم
    

في الأيام الخوالي، إذا أراد أحد ما أن يلتحق أو ينضم إلى أكثر التنظيمات سرية، كان يتوجه إلى السفارات، أو يجيب على أحد الإعلانات المشفرة في الصحف، أو يتجه مباشرة إلى مبنى في تل أبيب للقاء موظف سري.


أما الآن، فكل ما عليه فعله، هو ملء استمارة طلب توظيف في وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، بمجرد الضغط على رابط إلكتروني.
فقد أطلقت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حملة على الإنترنت لتجنيد جواسيس لديها، حيث طوّر جهاز الموساد الإسرائيلي، موقعاً إلكترونياً لتجنيد العملاء من جميع أنحاء العالم، نشر بلغات عدة، العبرية والروسية والفارسية والإنكليزية والعربية، لجذب "مجنّدين" بعيدين عن النطاق الإسرائيلي.

تدخل إلى الصفحة المخصّصة، فتستقبلك رسالة توجيهية تقول: "أيها الزائر العزيز. من المعلوم للجميع أن أي فرد في كافة أنحاء العالم ومن أية دولة أو قومية أو ديانة يستطيع الاتصال بجهازنا (جهاز الموساد) والعمل لخدمتنا، بعد تكليفه بمهمة أو نشاط يناسبه مع تحقيق الاستفادة القصوى منها"، مضيفة أن "الاتصال بنا يعتبر الخطوة الأولى، يليها فحص المعطيات وأخذ الانطباع عن مدى الملاءمة، حيث تعتبر هذه العملية برمّتها سرية، الأمر الذي يشكل جوهر التواصل مع جهازنا".

يقول مدير "الموساد" تامير باردو، بحسب صحيفة "وورلد تريبون" الأميركية، إنه "يجب أن نواصل تجنيد أفضل الأشخاص في صفوفنا بما يمكّن الجهاز من مواصلة التقدم والدفاع والسماح باستمرار مساعدة إسرائيل". ولا حدود لنطاق بحثه عن مجنّدين، حيث لم يذكر باردو سبباً لحملته الإلكترونية غير المسبوقة.

وفي السياق ذاته، تنقل الصحيفة الأميركية عن متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي والمسؤول عن شؤون "الموساد"، أن هدف الموقع الجديد هو "جعل الجهاز أكثر وصولاً للمجندين المحتملين".
يحاول الموساد إغراء العميل، لاعباً على الوتر الحياتي المادي. فتضيف الرسالة التعريفية أن "العمل مع جهازنا يناسب الأفراد الجادين الموثوق بهم، والمسؤولين وكاتمي الأسرار، والطموحين الذين يريدون إحراز التقدم في حياتهم بشكل ملحوظ والحصول على أرباح مادية هائلة في مقابل الجهود التي يبذلونها".

وتقول إن هذا المجال مخصص "لمن يريد أن تكون حياته مليئة بالتحديات والمغامرات وأن يحقق أحلامه وتطلعاته إلى حياة أفضل، ولمن يتطلع إلى السفر والانفتاح إلى العالم الكبير واكتساب تجارب ناجحة وممتعة وإشباع الرغبة الشخصية أو باختصار – لمن يريد الاهتمام بنفسه وتحسين مستقبله ومستقبل عائلته أيضاً"، مضيفة أنه "إذا كنت أنت بدورك تحلم بالنجاح، وإذا كانت لديك تطلعات إلى التغيير في حياتك، وإذا أردت تحقيق جميع ما ورد أعلاه أو حتى بعضه، فيمكنك أن تعطي لنفسك فرصة للتغيير".

يحاول الموساد "تأمينك". فيخبرك أولاً أنه "لعلمك أن كل فرد من المتوجهين إلينا قد يكون مؤهلاً، وأن أبوابنا مفتوحة للجميع. ستحظى كل من المراجعات بمعاملة شخصية وسرية بما يضمن الأمن الشخصي وسرية العلاقة التي سيتم بناؤها معنا".
"إذا أردت الاتصال بنا، برجاء تعبئة التفاصيل الموجودة في الاستمارة التالية، مع الإشارة إلى طرق الاتصال الممكنة معك للردّ عليك". هكذا تبدأ. ولكن "يجب أن تفكر قبل تعبئة هذه الاستمارة إذا كان الحاسوب الذي تستخدمه والموقع الذي تتواجد فيه آمنين بشكل كافٍ، لأن التواصل معنا من خلال وسائل غير مرتبطة بك سيكون أكثر أمناً". "كما نقترح أن تقوم بمحو بيانات التصفح بعد الانتهاء منه".

في هذا السياق، اعترف مسؤولون إسرائيليون، بحسب "وورلد تريبون"، أن هذه الحملة الإلكترونية مشابهة لحملة يقوم بها تنظيما "القاعدة" و"داعش"، لافتين إلى أن "الموساد" قرر استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع شبكة موارده البشرية وسط تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية".

 

محرر الموقع : 2014 - 09 - 30