واشنطن تتخذ من الكويت مقرا لقيادة عملياتها ضد داعش
    

يبدو ان القادة الاميركيين في غرفة العمليات ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" ادركوا انهم بحاجة الى اتخاذ مزيد من الاجراءات لبلورة النتائج العسكرية بطريقة اكثر وضوحا عقب التقدم الباهت الذي حققته قوات التحالف الدولي في مناطق الصراع بسوريا والعراق.

فقد قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ان وزارة الدفاع (البنتاغون) تستعد لإقامة مقر قيادة متقدم في الكويت لإدارة حربها طويلة الأمد ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.

جاء ذلك بالتزامن مع تصريحات القيادة المركزية الأميركية في بيان قالت فيها إن الجيش الأميركي وجه ست ضربات جوية لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" قرب مدينة كوباني الحدودية السورية الأحد والاثنين.

وأضافت أن قوات أميركية بالتنسيق مع قوات برية عراقية نفذت أيضا ست ضربات جوية استهدفت الدولة الإسلامية في العراق قرب الفلوجة وبيجي بمشاركة فرنسية وبريطانية.

وفي اول حديث للصحافيين عن الحملة التي يقودها من مقره في فلوريدا، حذر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد اوستن مساء السبت من توقع تقدم سريع في العملية، قائلاً انه لا يعرف الوقت الذي سيستغرقه اعداد قوات عراقية يُعتمد عليها وقوة للمعارضة السورية تستطيع مواجهة "الدولة الاسلامية" على الأرض.

ونقلت صحيفة الراي الكويتية عن اوستن قوله ان "الحملة لتدمير الدولة الاسلامية ستأخذ وقتاً وستكون هناك سقطات أثناء العملية، خصوصاً في هذه المرحلة التي ندرب فيها قوة عراقية تستطيع العمل بفاعلية بعد سنوات من الاهمال والقيادة الضعيفة".

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الأسلحة والذخائر التي أسقطتها طائرات أميركية فجر الاثنين بدأت في الوصول إلى وحدات حماية الشعب الكردي بمدينة عين العرب "كوباني" الكردية السورية على الحدود مع تركيا.

وأضاف في بيان أن طائرات التحالف نفذت ضربتين عند منتصف ليل الأحد/الاثنين استهدفتا تجمعات لتنظيم "الدولة الإسلامية" بالريف الغربي للمدينة.

وشهدت المدينة محاولة من تنظيم "الدولة الإسلامية" التقدم من محور البلدية باتجاه وسط المدينة. وأدت اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية من مقاتلي التنظيم.

وأكدت مصادر في المدينة أنه مع وصول الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الكردي فإن موازين القوة قد تنقلب في أي لحظة.

ورغم الغارات الجوية اليومية على مواقع "الدولة الاسلامية"، يتحدث الجيش الاميركي عن حرب تدوم سنوات وتتطلب ما هو اكثر من الضربات الجوية ولن تظهر نتائجها إلا بصورة تدريجية وقد تستدعي نشر المزيد من المستشارين العسكريين الاميركيين على الارض.

ولهذا السبب، تستعد وزارة الدفاع لإقامة بنية قيادة اكثر تنظيما، تعرف بالتعبير العسكري بـ"قوة المهام المشتركة"، لقيادة وتنسيق الحملة من مقر قيادة متقدم ربما يكون في الكويت.

وسبق لواشنطن ان اعلنت عن ارسال الفين و300 جندي من المارينز إلى الكويت لإقامة مقر قيادة لعمليات التدخل السريع في المنطقة، غير ان هذه القوة لا علاقة لها بقيادة الحرب على "الدولة الاسلامية" التي اكد المسؤولون العسكريون الاميركيون في حينه انها باقية في مقر القيادة الوسطى في تامبا بفلوريدا.

وقال هؤلاء في حينها ان القوة المرسلة إلى الكويت مهمتها الرئيسية القيام بعمليات انقاذ طارئة في حال اقتضت الضرورة.

محرر الموقع : 2014 - 10 - 21