السيد عمار الحكيم يدعو لاجراء احصاء شامل لواقع المرأة ويؤكد: العراق لا يحكم بيد ومنهج واحد
    

دعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم، الى اجراء عملية احصاء شاملة لواقع المرأة العراقية"مؤكدا ان" العراق لا يحكم بيد ومنهج واحد".


وقال السيد الحكيم في كلمته خلال حفل [اليوم الاسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة] اقيم بمكتبه ببغداد اليوم "اذا كانت الصراعات السياسية اوقفت عملية الاحصاء العام للسكان،ة فاننا ندعو ومن هذا المنبر لأجراء عملية احصاء شاملة وعلمية لواقع المرأة العراقية كي نتعرف عن قرب عن حجم الكارثة الانسانية والمجتمعية التي نواجهها، فعندما نتعرف على عدد النساء المضطهدات والمعنفات والمرملات والفاقدات للمعيل، وعدد النساء اللاتي يعانين الفقر والاهمال الصحي وعدد الفتيات اللواتي لا يمتلكن فرصة التعليم، عندها سنتعرف على حجم الكارثة المجتمعية التي لا يجرأ احد على التكلم بها والتصريح عنها".


وأضاف "أننا ندعو الى حملة وطنية لاجراء احصاء خاص بالمرأة، فالحقوق تحتاج الى معرفة والمعرفة تحتاج الى احصاء، واني أدعو منظمات المجتمع المدني  المهتمة بشؤون المرأة الى اخذ زمام المبادرة والقيام بهذه الحملة ومساعدة الاجهزة الحكومية التي تعاني من الاجراءات الروتينية المعرقلة، وعدم الالتفات الى الحساسيات السياسية التي قد تعرقل اي مشروع يكون الهدف منه معرفة المجتمع بحقيقة الاوضاع التي يعيشها وانه لمن المؤسف ان تكون وزارة المرأة وزارة دولة تنقصها الامكانيات والصلاحيات الكافية فيما دعونا كراراً لجعلها وزارة كاملة الصلاحيات لأداء مهامها الجسيمة".


وأشار الحكيم الى "اننا نعيش في وطن هو بأمس الحاجة الى تنمية انسانه قبل اي تنمية اخرى، ولا يمكن لمجتمع ان ينمو وفيه المرأة مكبلة ومنكسرة ومصادرة في حقوقها، وقد يقول قائل ان التحديات كبيرة والاولويات كثيرة وان قضايا المراة ليست أولوية، ولكننا نقول انها أولى الاولويات لاننا نؤمن ايمانا راسخا ان بناء المواطن الصالح ينطلق من بناء المرأة الواعية، وأن ترسيخ مفهوم المواطنة يبدأ من ترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية، ولن تتحقق العدالة الاجتماعية الا بأنصاف المرأة،  لانها نصف المجتمع وركيزته الكبرى".


ولفت رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى ان "العراق اليوم يتمتع بحكومة جديدة مبنية على رؤية توافقية واضحة وروحية العمل المشترك بشكل بارز وعلينا ان نستثمر هذه الفرصة لتشريع عدد اكبر من القوانين التي تصب في صالح المرأة وتنميتها والحفاظ على حقوقها "مضيفا "نحن في تيار شهيد المحراب نعتمد في سياساتنا المجتمعية على ايماننا بقدرة المرأة على المساهمة بتنمية المجتمع والوطن وان الاهداف المركزية التي وضعناها نصب اعيننا تتمحور حول تحرير المرأة من الخوف والضعف وازمة الثقة بالنفس والحاجة والعوز، لان امان المجتمعات يبدأ من شعور المرأة بالأمان".


وقال "انتهز هذه الفرصة كي اتطرق لمحاور مهمة وحساسة في واقعنا السياسي الحاضر وفي مستقبلنا المشترك كوطن ومجتمع وادعو مختلف القوى السياسية الى توحيد فهمها وتعريفها للمفاهيم السياسية المختلف عليها واهم هذه المفاهيم هي مفهوم الوطن، فاننا لن نصل الى حالة الاستقرار المجتمعي والسياسي الكامل الا اذا اتفقنا على مفهوم واحد وواضح للوطن والتزمنا جميعا بهذا المفهوم".


وأضاف الحكيم "كما ادعو القوى السياسية للعمل بروح الفريق والمشاركة والابتعاد عن روحية الانا والاقصاء، فقد اثبتت التجارب البعيدة والقريبة ان العراق لا يحكم بيد واحدة او فكر واحد او منهج واحد، وان هذا قدر العراق وعلى الجميع ان يؤمن به ويعمل من خلاله، علينا ان نوحد المشاريع في مشروع واحد كي نكسب احترام شعبنا اولا ومن ثم نكسب احترام الاخرين، فليس مهماً ان نختلف في الوسائل ولكن المهم ان نتقفي الاهداف".


وبين ان "هدفنا الاسمى هو بناء دولة عصرية عادلة قادرة على حماية شعبها وتنمية مواردها والحفاظ على وجودها، ولن نستطيع الوصول الى هذه الدولة الا اذا وحدنا مفهومنا للوطن ووحدنا المشاريع بمشروع واحد وشامل وقادر على ان يستوعب الجميع".


وأكد ان "الايمان الحقيقي بالعراق هو السبيل الوحيد للعبور الى الضفة الاخرى، وبدون هذا الايمان لن يتحقق شيئ مهما كانت الامكانيات والادعائات كبيرة، وان الحرية حق مكفول للجميع وتقرير المصير ضمن سياقاته الدستورية جزء من الحرية، ولكن التفكير بعقلية الوحدة والانصهار يجب ان تطغى على التفكير بعقلية الانفصال والتقوقع".


وقال الحكيم ان "الاجواء العاشورائية التي نعيشها تدفعنا للتذكير بالمشروع الحسيني الواعي نحو الحرية والكرامة، فالحسين هو الرمز المشترك للشيعة والسنةوالمسلمين والمسيحيين والصابئة والايزديين والعرب والكرد والتركمان والشبك لان الظلم واحد ورمز الحرية واحد، والتضحية الحسينية هي التي منحت العالم القدرة على البقاء والاستمرار، واننا دائما نعيش بزخم التضحيات التي يقدمها  القادة العظماء وان قدوتنا في الحياة لا تقتصر على الرجل وانما تمتد  لتشمل المرأة المتميزة والتي تجلت بابهى صورها بالنموذج الزينبي المتألق، وأننا اذا ننصف المرأة فأننا ننصف المجتمع كله، وقبل كل شيئ ننصف انفسنا وانسانيتنا ومشروعنا الالهي على الارض"

محرر الموقع : 2014 - 11 - 22