ساسة الغربية بعضهم كأبي رغال
    
سلام محمد العامري
 
مثل متداولُ بين الناس يقول:" من لا يعرفك لا يثمنك" ويعني هذا المثل, أن ليس باستطاعة الشخص, معرفة قَدْر المقابل إلّا بعد معرفته.
إن ما يمر به وطننا العراق, يخالفُ كُلَّ الأعراف, فالتشكيك في كل شيء, أمْرٌ ساد على كافة التعاملات, حتى أنه انسحب على الجانب الأمني, ذو الأهمية القصوى.
ضاع أكثر من ثلث العراق, وسيطر تنظيمٌ إرهابي, ينتهج منهج الذبح والقتل على الهوية, واغتصاب الأعراض, ناهيك عن تدمير الحضارة, الموغلة في القِدَم, مع سلب الأموال الثروة, هب شباب وشيب العراق, وحتى بعض النساء, للدفاعِ عن الكرامة والشرف, بفتوىً أذهلت العالم بأسره, لسرعةِ تنفيذها وتحرير أغلب المناطق, التي تم اغتصابها, بِزَمَنٍ قياسي وأسلحة تُعتبرُ بسيطة, مقابل ما تم تجهيزه من أسلحة, لذلك التنظيم الدَخيل.
محافظة صلاح الدين بأقضيتها ونواحيها, ومحافظة ديالى وما جاورها إلى حدود كركوك, وعندما جاء دور الرمادي, توقف تقدم الحشد المرجعي! ليس خوفاً ولا قلة عدة وعدد, بل بسبب أبواق الإرهاب السياسي, واتهام من حرر الأرض لصيانة العرض, بالسرقات وانتهاك حقوق المدنيين, ليدخل الجيش العراقي, بغطاء طائرات التحالف الأمريكي, مع قوات الحشد العشائري, ولو حسبنا ما جرى من دمار, على ارض الواقع, التدمير في المناطق المحررة, من قبل الحشد المرجعي, لا تتجاوز 3%, بينما نرى تحرير الرمادي وما جاورها, نسبة 80% من البنايات, مضاف لذلك البنى التحتية!
يستعدُّ هذهِ الأيام, قادة الحشد الشعبي, لتحرير الموصل العزيزة, ويهيؤون المقاتلين من أجل ذلك, لتعلوا صيحات الباحثين عن فرصة للتصريح نشاز؛ كما سمعناها من بعض سياسيي الأنبار, ألباحثين عن فرصة تصريحٍ, لإعادة ماء وجوههم, أمام من انتخبهم, تساندهم بذلك دولٌ إقليمية, وإعلامٌ مأجور خسيس, مع انهم يرون تجربة التحرير لمدينة الرمادي, بدون تَدَخل الحشد, والمناطق المحررة من قبلهم, والتفاوت الواضح في الدمار.
إن ما نراه من تصرفات صبيانية, يؤكد اعتقاد كثير من المطلعين, ان بعض ساسة تلك المناطق, لا يمت للشرف والوطن بأي صلة, وهم فرحون بالدمار الكبير, كي ينهبوا بحجة الإعمار, ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا, مراهنين على دعم السعودية لهم, بإقامة إقليم مذهبي, يتيح دخول داعش, في أي لحظة.
كانوا ينادون بوحدة الوطن, استدرارا لعواطف العروبيين, وعندما أفلسوا من ذلك, صاروا يلحسون رمال الصحراء, من تحت أقدام حكام الخليج, لإثبات وجودهم العفن.
أولئك سيلعنهم التأريخ, فهم أسلاف أبو رغال, الذي َدلَّ جيش إبرهةَ الحبشي, وسيكون سِجيل, من نصيبهم هذه المرة, مع لعنة التأريخ. فهم عرفوا قدر الحشد المرجعي, ولكنهم بخسوه.
محرر الموقع : 2016 - 02 - 13