كلمة ممثل المرجعية العليا في اوربا. و التي ألقيت في احتفال مؤسسة الامام المنتظر(عج) بمناسبة ذكرى ولادة الامام أمير المؤمنين عليه السلام.
    

 

برعاية ممثل المرجعية العليا في اوربا ، تقيم مؤسسة الامام المنتظر (عج) كعادتها احتفالا بهيجا بمناسبة ولادة الامام امير المؤمنين (ع) والذكرى السنوية ..... لافتتاح المؤسسة 
وقد جاء في نص كلمته :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يؤسفني باني لم استطع الحضور معكم في هذه السنة وبهذه المناسبة العزيزة لظروفي الخاصة، ولكن وجود اخي الدكتور ابي عبد الرحمن قد سد الفراع عن مشاركتي، فاسأل المولى سبحانه وتعالى دوام التوفيق والتسديد لما فيه خير الدارين انه ولي التوفيق.
هذا وان مؤسسة الامام المنتظر (عج) ومنذ افتتاحها في عام 1430هـ، قامت بخدمات جليلة تذكر فتشكر، كالخدمات الثقافية والفكرية والاجتماعية والتربوية، وقد تحرج من مدرستها العشرات من الطلاب والطالبات الذين حافظوا ويحافظون بما تلقوه من علوم على دينهم وعقيدتهم، ملتزمين بخط المرجعية العليا وتوجيهاتها وتوصياتها في الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية.
وتزامنا مع الذكرى السنوية لافتتاح المؤسسة، تحتفل كعادتها ايضا بولادة امام المتقين وسيد الموحدين الامام علي امير المؤمنين (ع) الذي كانت ولادته قبل 14 قرن، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الان بقي (ع) القمة لكل الفضائل والكمالات لانه ورث مناقب النبوة ومواهب الرسالة وبلاغة الوحي وصراحة الايمان وبسالة المجاهدين، وكيف لا يكون ذلك وقد تربى وتغذى في حجر النبي (ص)، ورضع من ثدي الايمان، والاخلاص لله سبحانه وتعالى؟! (كان يرفع لي )
وتقلد (ع) الامامة والخلافة الالهيتين والمجتمع الاسلامي انذك في اوج مفارقاته وانحنائاته الفكرية والعقائدية وهو بعد لم يخرج عن ربقة الجاهلية والعبودية لغير الله تعالى، فتسنم علي (ع) مظاهر الخلافة التي زينها بعدله وحسن ادارته وتصرفه من اجل نصرة الحق والمظلوم، وخذلان الباطل وقهر الظلم.
وسار علي (ع) في خلافته وفي سياسته - رغم كل تناقضات المجتمع انذاك -  وفقا لما يحمله من اخلاق الهية ونبوية، فما قارف ان يستأثر لنفسه، ولا حاول تفريق شمل الامة، ولا اثارة العصبية بينها، ولم يراقب فرصة في استخدام المال واطماع الاخرين لمصلحته الشخصية ولا....
لقد كان امير المؤمنين ولا يزال حتى قيام الساعة المثل الاعلى في كل شيء، في اخلاقه، وفي علمه وفي نهجه وعبادته وحروبه وسلمه، في حكمه وقضائه، وفي اقواله، بل وفي جميع افعاله وتصرفاته ... ولهذا اجمع جميع الناس على اجلاله واكرامه وحبه واعظامه، حتى اعداؤه ما استطاعوا ان يجحدوا مناقبه التي ظهرت من هنا وهناك، فبرزت على السنتهم في اقوالهم وكتاباتهم ومؤلفاتهم، فانظرها في كتب جمهور المسلمين منها :
كتاب (خصائص امير المؤمنين) للنسائي، و(كنزل العمال) و(تاريخ دمشق) و(ينابيع المودة) وغيرها. يقول أحمد بن حنبل (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (ص) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب (ع)).
مضاف الى هذا ما صرح به اعدائه ومناوؤه من مسلمين وغيرهم، فذلك معاوية بن ابي سفيان الذي يعد من الد اعداء امير المؤمنين (ع) وممن اسس اساس سب الامام (ع) وشتمه على المنابر سبعين عاما ، يسأل احد محبي الامام (ع) ويطلب منه ان يصف له عليها (ع) فيصفه له فتدمع عينا معاوية وتخضل دموعه على خديه ويقول: هكذا كان ابو الحسن، رحمك الله يا ابا الحسن، وانظر ما قاله وما نسب الى عدوه الاخر عمر بن العاص في قصيدته البائية المسماة بالجلجلية والتي يمدح بها امير المؤمنين عليه (ع) ويذم بها معاوية ، الى غير ذلك مما لا يعد حصره من اقوال.
واما ما صرح به غير المسلمين بالسنتهم ومؤلفاتهم فمما لا يسع المجال لذكره، فراجع في هذا الشأن كتاب (الملحمة الغديرية) للكاتب المسيحي بولس سلامة، و(صوت العدالة الاجتماعية) لجورج جرداق، وغيرهم من المسيحيين والغربيين والمستشرقين كالكاتب الانجليزي كارليل وغيرهم، عندها تتجلى لنا عظمة هذا الامام ومقامه السامي، هذا في الدنيا.
 
واما في الاخرة فهو (قسيم الجنة والنار)، والساقي على حوض الكوثر مع ابن عمه النبي المختار (ص). وهذه سيرته العطرة مثالا رائعا لمن احب السعادة الدنيوية والاخروية. 
فعلي (ع) هو المثل الاعلى والقدوة الصالحة لمن اقتدى وبه اهتدى، ولكن من المؤسف والمحزن ان البعض في هذا اليوم ممن يُحسب على خطه ومدرسته قد خرج عن منهجه وطريقته (ع) وباع اخرته بدنياه ودنيا غيره، فخسر بذلك الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين ((ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمان به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين))
نسال المولى سبحانه وتعالى ان يمن علينا بالاقتداء والاهتداء بسيرته وان لا يحرمنا شفاعته يوم القيامة ، وان يمن على المسلمين وعلى الشعب العراقي بالامن والامان وان يدع عنهم كل بلاء ومكروه خصوصا هذا الوباء الذي ظهر مؤخرا.
محرر الموقع : 2020 - 03 - 09