ممثل المرجعية العليا في اوربا يهنيء العالم الاسلامي بولادة الزهراء (ع) قرة عين النبي (ص) داعيا المرأة المسلمة في يومها العالمي للاقتداء بها لانها عنوان الكمال الانساني
    

هنأ ممثل المرجعية العليا في اوربا السيد مرتضى الكشميري العالم الاسلامي بولادة الزهراء (ع) قرة عين النبي (ص) داعيا المرأة المسلمة في يومها العالمي للاقتداء بها لانها عنوان الكمال الانساني

 

جاء حديث سماحته هذا، بمناسبة يوم ولادة الصديقة الطاهرة (ع) الذي يصادف 20 جمادى الاخرة، وهو يوم المرأة العالمي، واليكم نص ما قال:


ليس في وسع الباحث أن يأتي بكمال وصف ما أوتيت سيدتنا الكبرى (ع) من الكمالات التي منحها الله تعالى إياها ولا حتى قريباً من ذلك .

ولا يملك الباحث إلا أن يبسط ذراعيه بوصيد سيد الخلق أبيها ، وسيد الوصيين زوجها ، والسادة الأطهار من ولدها ، صلوات الله عليهم أجمعين ، لمعرفة مَنْ (على معرفتها دارت القرون الأولى).

أما ما ورد في التنزيل، فقد ورد عن الصادق (ع) (أن الله سبحانه ضرب مريم ابنت عمران مثلاً لفاطمة بنت محمد) فكل ما جاء في حق مريم (ع) من اصطفاء وعصمة وكونها حجة لله واتصالها بالملائكة وجبريل، ثابت في حق فاطمة الزهراء (ع) بل اكثر، حيث أن مراتب الحجج الإلهية متفاوتة .

وقد روى حتى المخالفون أن فاطمة (ع) أفضل من مريم ، روى البخاري (أنها سيدة نساء الجنة ، وسيدة نساء الأمة ، وسيدة نساء العالمين) وهو واضح الدلالة في أفضلية الزهراء على مريم عليهما السلام ، ففاطمة لها السؤدد على كل نساء الجنة ، ومنهن مريم .

كما أن كل ما ورد في القرآن من آيات تبين عظيم فضل أهل البيت (ع) فالزهراء (ع) داخلة في مصاديقها بداهةً.

فهي في آية المباهلة ، وفي آية التطهير ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) وآية مودة القربى ((قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)) ، وفي سورة الدهر .. وغيرها من التنزيل الحكيم .
كما نجدها سلام الله عليها في الآيات التي يمكننا أن نطلق عليها آيات الثقلين وهي كثيرة .. منها:
((وما يعلم تأويله (الكتاب) إلا الله ، والراسخون في العلم (العترة)..))
((بل هو آياتٌ بينات (الكتاب) ، في صدور الذين أوتوا العلم (العترة)..))
((إنه لقرآن كريم (الكتاب). في كتاب مكنون . لا يمسه إلا المطهرون (العترة)..))
((.. ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا (العترة) من عبادنا))

وأما سيد الخلق أبوها (ص) فيكفي قوله فيها (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها) ، فهي مَظْهَر رضى الله وغضبه، فمن رضيت عنه الزهراء (ع) دل ذلك على أن الله سبحانه راضٍ عنه ، ومن غضِبت عليه ، دلّ ذلك على غضَبِ الله عليه، قال تعالى ((ومن يَحْلُلْ عليه غضبي فقد هوى)) وروى الحاكم ابو عبد الله (٤٠٥) في المستدرك عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ص لفاطمة عليها السلام (أما ترضَين أن الله اطّلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين .. أحدهما أبوك والآخر بعلك) اطّلع الله سبحانه .. تفيد معنى اصطفى واجتبى واختار .

وأهل الأرض .. فيهم المتقدم وفيهم المتأخر ، مما يعني جميع أهل الأرض .. رجلين .. الكلمة فيها من عظيم الشأن ما لا يوصف .. أن يجمع سيد الخلق ص نفسه التي هي أعظم ما خلق الله مع أمير المؤمنين .. ما يدل على أنهما خِيَرة الله .

وكلاهما لهما نسبة لفاطمة (ع) .. كاف الإضافة .. أبوك .. بعلك .. ولم يقل أنا وعلي .. بل أضاف فاطمة إلى نفسه الشريفة ، وإلى نفس أخيه أمير المؤمنين صلوات الله عليهما .. يعني (أبو فاطمة) و (بعل فاطمة) .. فهي ع لها حضور وارتباط بهما لا يقبل الانفكاك .. وهذا يدل على مقام رباني عظيم .

وقد قالت في كلام لها (واحمدوا الله الذي لعظمته ونوره يبتغي من في السموات والأرض إليه الوسيلة .. ونحن وسيلته في خلقه .. ونحن خاصته ومحل قدسه .. ونحن حجته في غيبه) شرح النهج لابن أبي الحديد .

فالزهراء عليها السلام تبين حقيقة من حقائق التوحيد .. وأن الله سبحانه لا سبيل لمعرفته إلا بآياته .. وبالآثار الدالة على كماله وجلاله وجماله وبهائه في خلقه . وبالوسائل الدالة عليه والموصلة إليه .. وهم صلوات الله عليهم المصداق لكل ذلك .
فالشهادة الأولى "أشهد ألا إله إلا الله" إقرار بالتوحيد ،
والشهادة الثانية "أشهد أن محمداً رسول الله" إقرار بالوسيلة والواسطة ،
والشهادة الثالثة إمتداد لذلك وفي طول الشهادة الثانية .
وكل ذلك بيان لحقيقة التوحيد .

وهو ما تجلى وبصورة واضحة في مقطع من قولها (ع) التي اذهلت به المهاجرين والانصار بفصاحة وبلاغة يعجر البلغاء عنها: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار في الفكرة معقولها، الممتنع من الابصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها....) ، وبهذا المقطع دحضت مزاعم المجسمة وغيرهم ممن يقولون برؤية الخالق وتجسيمه ويستدلون على ذلك بظواهر بعض الآيات الكريمة والروايات.

وحتى سمعنا اخيرا من يؤكد هذا الاعتقاد الفاسد بالصوت والصورة على الانترنيت حيث يقول: كنت سابقا مترددا في ان الله يُرى او لا يُرى؟ ولكن الموضوع الان عندي شيء طبيعي لاني رايت الله عشر مرات !!

في حين ان الزهراء (ع) المعصومة تقول (الممتنع عن الابصار رؤيته) وذلك لاستحالة عقلية فلسفية يمتنع عن الابصار ان تراه سبحانه في الدنيا او في الاخرة ، واكدت ذلك بقولها (المتنع من الالسن صفته ومن الاوهام كيفيته) وهو نص ما ذكره القران ((لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير)) وبهذا المعنى يخاطب الله سبحانه نبيه موسى بن عمران عندما قال ((رب ارني انظر اليك)) ((قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين)) وهنا (لن) كما يقول النحاة تفيد النفي التأبيدي، (لا تراني) سواء كان في هذه النشأة او فيما بعدها، وبهذا الطرح المتين سدت الابواب على مثل هذه التخرصات الانفة الذكر والتوجهات والمقالات التي تذكر خلاف التوحيد الحقيقي الذي نزل به القران وبيّنه النبي والوصي في أول خطب نهج البلاغة (الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون. ولا يحصي نعماءه العادون. ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بُعْدُ الهمم ولا يناله غوص الفطن. الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود. ولا وقت معدود ولا أجل ممدود. فطر الخلائق بقدرته. ونشر الرياح برحمته. ووتد بالصخور ميدان أرضه. أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به. وكمال التصديق به توحيده).

وبصريح العبارة اذا اردنا معرفة التوحيد الحقيقي وغيره من حقائق الاسلام ودقائقه فلا بد لنا من الرجوع الى من نزل الوحي في بيوتهم وهم ال محمد (ص)
بال محمد عرف الصواب            وفي ابياتهم نزل الكتاب

وهذا ما بينه القران في قوله ((فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)) واهل الذكر هم ال محمد (ص)، وبقول رسول الله (ص) (أوصيكم بكتاب الله وعترتي) ولقوله (ص) (انا مدينة العلم وعلي بابها) فلا يمكننا فهم العقيدة الحقة وحقائق القران ودقائقه، وعامه وخاصه، ومحكمه ومتشابهه، الا عن طريق اهل البيت (ع) الذين اشارت اليهم الاية ((وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم)) والراسخون في العلم هم محمد وال محمد (ص).

جعلنا الله واياكم من السائرين على طريقهم والمنتهجين منهاجهم والمهتدين بهديهم، فان من اقتدى بهم فقد اهتدى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محرر الموقع : 2021 - 02 - 02