مظاهرات التيار المدني في صالح من
    

نعم ان التيار المدني ضعيف وتأثيره في الشارع قليل لكن التغيير الذي حدث في العراق بعد 2003 خلق ظروف ملائمة جدا لنمو هذا التيار واتساعه وتقويته   وبالتالي يمكنه ان يؤثر في مسيرة  بناء العراق الديمقراطي التعددي عراق القانون المؤسسات عراق المواطنة

للاسف ان التيار المدني لم يستغل الفرصة الظروف الجديدة صحيح ان التغيير الذي حدث مهد لكل التيارات  المختلفة  لكل العراقيين الخروج واستغلالها لصالحها  الخاص لمنفعتها الذاتية وهذا امر طبيعي على التيار المدني الاعتراف به  بل يتطلب احترامه  والتعامل معه بشكل طبيعي

من الأخطاء القاتلة التي قام بها التيار منها   الأبتعاد عن هذه التيارات المجموعات بل حتى عدم الاعتراف بها واعتبر نفسه وحده سيد الساحة رغم انه لا يملك شي منها  ومع ذلك   انه استمر على شكل أفراد ومجموعات قليلة وكل مجموعة  تنال من الاخرى كان المفروض ان توحد نفسها في تيار واحد وفق خطة واحدة وتدرس الواقع دراسة عميقة ودقيقة  لمعرفة هذه التيارات والمجموعات معرفة دقيقة وما هي النقاط التي  تساعدها في اللقاء  والتحرك معهم لان هدف التيار المدني هو دعم وترسيخ الديمقراطية واحترام الدستور والمؤسسات الدستورية

الى الان لم  يولد تيار مدني  واضح المعالم والابعاد نعم هناك دعوات فردية او مجموعات قليلة تعبر عن امنياتها عن معاناتها نتيجة للظروف الغير طبيعية التي اشعلت نيران الفساد امثال المحاصصة الطائفية والعرقية والعشائرية والمناطقية

لهذا على القوى المدنية الديمقراطية ان توحد نفسها في تيار واحد  يضم كل العراقيين من كل الاعراق والالوان ومن كل المناطق والمحافظات وفق خطة واحدة وبرنامج واحد والسعي بجد  وصدق لتطبيق هذه الخطة وهذا البرنامج نعم العمل ليس سهل بل يتطلب صبر وجد وتضحية ومعرفة كل خطوة تخطوها بعناية ودقة  اي لا توضع الا في موضعها الصحيح فاي خطوة لا تكون في موضعها قد تؤدي الى تراجع خطوات وبعض الاحيان تؤدي الى نقطة الصفر

وعندما خرجت الجماهير المكتوية بنيران الفساد والفاسدين  تدعوا الى انقاذها من هذه النيران التي تتفاقم وتزداد سعيرا لبى هؤلاء اي دعاة وانصار المدنية والديمقراطية اي مجموعة التيار المدني    حيث كان الكثير من انصاره ومؤيديه هم من هؤلاء الذين يكتون بنيران  الفساد والفاسدين   فصرخ الجميع صرخة واحدة لا للفساد والفاسدين لا لمصدر الفساد المحاصصة الطائفية والعرقية والعشائرية والمناطقية وفعلا كانت صرخة حضارية انسانية سلمية ملتزمة بالدستور والمؤسسات الدستورية حتى انها اثارت اعجاب واحترام وتقدير قوى ومنظمات اقليمية ودولية  فكانت بحق بداية مرحلة جديدة في مسيرة العراقيين دفعتهم خطوة  الى الامام ورفعتهم درجة الى الاعلى فكانت مدرسة تنمي روح التضحية ونكران الذات وزرع الروح العراقية الصادقة الرافضة للعرقية والطائفية والعشائرية والمناطقية   فمظاهرات التيار المدني كانت مدرسة لصنع الانسان الديمقراطي  لكن  هذا لا يعني  انها خالية من الشوائب والسلبيات لا يعني ان القوى الفاسدة وحتى الصدامية والوهابية الارهابية لا ترغب في اختراقها وركوبها بل  اعتبرتها فرصة مناسبة تحقيق مآربها الا انها لم تجد الفرصة المناسبة رغم دخول تيارات صدامية ووهابية ولكن تحت اسماء شيعية مثل تيار الخشلوك وفضائياته ومجموعة المنبوذ الصرخي الا انها بقيت معزولة ومكشوفة الا ان دخول تيار الشلع القلع تيار الفرهود وكل من في نفسه مرض  المفاجئ والغير متوقع ادى الى غرق التيار المدني   في فوضى هذه التيارات وفعلا كادت تحقق اهدافها خاصة عندما تواطأ بعض قادة الاجهزة الامنية مع هؤلاء  واعتصموا حول اسوار  المنطقة الخضراء وكادوا يدخلوها الا ان الحكومة انتبهت الى هذه  الحالة واعتقلت القادة الامنية المتواطئة وحمت المنطقة الخضراء وبالتالي حمت العراق من الفرهود والفوضى

كان المفروض بالتيار المدني ان يسرع ويعلن انسحابه  من المظاهرات الا انه استمر في هذه الحالة  فجعل من نفسه اي التيار المدني مطية مطيعة  لتحقيق اهداف القوى الاخرى التي تعمل على حماية الفساد والفاسدين من خلال ترسيخ  نظام المحاصصة وحكم القطيع   من حيث يدري او لا يدري

كما ان استمراره من ضمن هذه الفوضى من ضمن هذا التجمع المشبوه فانه جعل من نفسه آلة  تجميل وتنظيف  وجوه  قادة عناصر تلك القوى

اقول  على التيار المدني ان يقوم بالخطوات التالية

اولا ان يوحد نفسه في تيار واحد  يضم كل العراقيين من كل الالوان ومن كل المحافظات

ثانيا  ان يتحرك وفق خطة واحدة وبرنامج واحدة

ثالثا ان يدعم ويؤيد انتفاضة كتلة البرلمان  الجديدة ويكون جناحها  المدني  الان وفي الانتخابات القادمة بأعتبار هذه الانتفاضة هي الوليد الجديد لانتفاضة التيار المدني السلمية الحضارية طيلة شهور سنين

لهذا على التيار المدني اللقاء بهؤلاء  النواب المنتفضين وتوضيح ما هو مطلوب منهم

على النواب المنتفضين التخلي عن كتلهم القديمة وتكوين كتلة جديدة تضمهم جميعا ومفتوحة لكل من ينضم اليها بشرط ان يكون منطلقه عراقي اولا

وفق خطة واضحة وبرنامج واضح والعمل بموجبهما

اعتقد بذلك يمكنكم اقامة تيار مدني يحقق للشعب طموحاته ومستقبله وبناء عراق حر ديمقراطي مستقل

اما اسلوب التهديد والوعيد والشلع والقلع  والهجوم على الخضراء انه اسلوب اللصوص والعبيد المأجورة  والفرهود والحواسم

مهدي المولى

محرر الموقع : 2016 - 04 - 28