هل ستعصف موجة أغتيالات سياسية بالعراق؟
    
سيف أكثم المظفر
تتحرك الأجواء العاصفة بسرعة كبيرة، خصوصا لو تعلقت بالسياسة، تقلبات بالآراء، إصطفافات متغيرة، الغاز محيرة، كلمات غير مفهومة، خيانة، تخاذل، تأمر، شعارات، بين قوسين(هوسه)، نبذة مختصرة عن ما يدور في المعترك السياسي العراقي.
انشقاقات؛ تتعرض لها بعض الأحزاب، خصوصا الكبيرة منها، تعطي مؤشرا جيدا، في الأنظمة الديمقراطية المستقرة، لكن في وضع مثل العراق، لن تكون سهلة، أو تمر مرور الكرام، في خضم وضع أمني شبه منفلت، مع تزايد أعداد الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، تحركها أيادي إقليمي، تجند عصابات، الجريمة المنظمة، التي تزايد عدادها بشكل مخيف جدا.
ينذر بتدهور الأوضاع، على الصعيد الأمن الداخلي والمجتمعي، مع ضعف أداء الشرطة الجنائية والتحقيقية، حيث أكثر الجرائم، تسجل ضد مجهول.. تنامي تلك العصابات، ووجود أعداد كبيرة من النازحين في، أغلب المحافظات المستقرة، بخلفيات مشبوهة ومرتبطة بمخابرات خارجية، يفضي إلى زعزعت الاستقرار في وسط وجنوب.
اشتداد الصدام بين السياسيين، وابتعادهم عن طاولة الحوار، التي تقرب وجهات النظر، وتقلل من الاحتقان السياسي، جعل الأمور تسير بمنحى تصعيدي، مع ازدياد في نبرات التهديد والوعيد، قد تشهد الساحة العراقية عدت اغتيالات لشخصيات متنفذة في السلطة، وصاحبة قرار، يتبادلها الأحزاب السياسية، في جو يوفر الغاية والوسيلة، حيث اغلب الأحزاب يملك قوة مسلحة، يقودها رئيس الكتلة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا واضح وملموس ولا يحتاج إلى برهان.
كثير من الدول التي عاشت تجربة تغيير نظامها، تعرضت لموجة من الاغتيالات؛ لدوافع سياسية، أستهدف كبار شخصياتها الحاكمة، السؤال الذي يطرح نفسه: هل الوقت حان لتنفيذ الاغتيالات من الأطراف المتنازعة؟ وما تعرض له مكتب النائب كاظم الصيادي، هل سنسمع صداه لمكاتب نواب آخرين؟ أو يتصاعد المشهد ليصل إلى شخوص السياسيين.
كل الاحتمالات واردة، والأرضية مهيأة؛ لهكذا أعمال إجرامية، التي تصب في مصلحة أعداء الوطن والدين، لذا يتوجب على الطبقة السياسية ، الاحتكام إلى العقل، والجلوس إلى الطاولة المستديرة، لان وضع البلد، لا يحتمل النزاعات والخلافات السياسية، التي سيخرج الجميع منها خاسرا، ويعج الهرج والمرج، وسنندم على أيام مضت دون أن نتحاور وينصت بعضنا لبعض، فالوقت يسير بسرعة، والحياة قصيرة؛ إن لم نسيطر على مجرياتها، فستنفلت الأوضاع، ومن يتابع الشارع، يجده يعيش حالة من الاحتقان الحزبي والقومي والمناطقي والطائفي.
ينتظر الشرارة، من أيادي خفية، ستطلقها في الوقت المناسبة، ليكون أنفجار عظيما، لا يمكن السيطرة عليه، لكن؛ هناك نقطة أمل بيضاء، بين هذا السواد المعتم، ألا وهي مرجعيتنا الرشيدة التي ستكون لها؛ كلمة الفصل، لضبط النفس ودرأ الفتنة، وإطفاء نار الحرب، دوماً هي صمام أمان للعراق وأهله، فلتحفظها السماء وليبارك بها الرب.
محرر الموقع : 2016 - 04 - 29