سائل تحت المجهر
    

وليد كريم الناصري

هدأت الحرب السياسة التسقيطية قليلاً، بعدما نشبت بين الأطراف المتعددة، كلعبة (الزنيف في الدومينو)، حيث يحسب كل لاعب نقاطه لصالحه، ما الذي إنتهت به اللعبة؟ بعد إن رحلت كل الشعارات الشعبية أدراج الرياح، ساحة التحرير قد تكون خالية، إلا من قناني الماء الفارغة والأوساخ من مخلفات الطعام، بأمل العودة من جديد، رئاسة البرلمان مازالت تتمتع بصلاحيتها، كونها الرئاسة الشرعية المنتخبة،رئاسة الجمهورية إلى اليوم مستثناة من شعار (شلع قلع)!، رئاسة الوزراء، مازالت تتخبط بطرح الكابينة الوزارية في البرلمان.

من حيث لا يشعرون؛ الكتل تقدم وزراءها التكنوقراط، حسب ما نصت به (وثيقة الشرف)، مازال الوزراء المرشحين (2لكتلة (أ) و3لكتلة ( ب) و 5 لكتلة (ص)، أعضاء البرلمان يصوتون حسب التحالفات، المرجعية مازالت متمسكة بكلامها:( الإصلاح ليس بإستبدال الوزراء بقدر ما يتعلق بالقضاء ومحاسبة المفسدين وحيتان الفساد بإسترجاع المال العام)، بعض الوزراء بقوا في مناصبهم لأن رئيس الوزراء لا يرى المهنية في البديل،النواب المعتصمين يتركون البرلمان إلى بيوتهم ليرجعوا مقاعدهم بثياب جديدة.

الشعب؛ وبعد أنهكته ساعات الليل الطويلة، التي قضاها في ميدان الحرب التسقيطية، في (الفيس بوك أو ساحة التحرير)، والتي أفقدته الكثير من الاقرباء أو الاصدقاء بسبب حدة (لسانه أو قلمه أو الكيبورد)، أخيراً جلس ليستريح ويتفرج، على رؤساء الكتل الإصلاحية، ونواب الكتل المتخاصمون، وهم يحسبون نقاط ربحهم من تلك اللعبة الممتعة، وتبقى التساؤلات تجوب أزقة المراقبين للعملية السياسية، ماهو الجديد في كل ما حصل؟من المستفيد من هذه الحرب أو تلك اللعبة،ومن الخاسر يا ترى؟

(وثيقة اللا شرف, وثيقة المحاصصة, وثيقة من باع العراق)، تتحول بين ليلة وضحاها الى وثيقة الإصلاح، وبدلا من أن يبر قسم المعتصمين، في إخراج من وقع تلك الوثيقة من رئاساتهم الثلاثة، راح يقبل ايدي تلك الرئاسات ليلاً، لإقرار الكابينة التي نصت عليها وثيقة (اللا شرف) على حد وصفه، هل هذا الشرف بنظركم؟ أم تخبط سياسي؟ ام هو انعدام للرؤى؟ أم كان الاعتصام حصان طرواده، الذي سيدخل الى الوثيقة من خلاله؟

(حكومة المحتل لا تمثلنا، لا نشارك بحكومة فيها أصابع خفية لأمريكا، بإعتبارها الشيطان الأكبر)،شعار منمق جيد، لكن على لسان السذج والجهلة، وينطلي على من نراهم يدافعون عن حكومة الظرف المغلق، التي باتت أميركا جزء منها، وليس إصبع كما أوهم المتظاهرين، هل أدركوا إنه لابد من الإنفتاح مع أميركا؟ أم لازال أميركا العدو الأكبر،هل أدركوا أخيراً إن ما يأتي من خارج العراق لمصلحته، وأمريكا راعية الإصلاح ؟.

(معتصمون داخل الخضراء، وسنبقى حتى الإصلاح، وسيكون عبر رئاسة الوزراء، بتقديم الكابينة الوزراية)، كلام معسول لمئات الآلاف من المغرر بهم، لكنه متناقض للمنصفين، أتسأل إذا كان ذلك ممكن؟ كيف سيقدم رئيس الوزراء كابينته؟ وممثليكم معتصمين بالبرلمان لأقالته من رئاسة الوزراء، ومن سيقدم الكابينة تلك لمجلس البرلمان؟ وممثليكم معتصمين لإقالة رئيس البرلمان، ومن هي تلك الأسماء التي أردتم تمريرها وتدافعون عنها، كم أسم فيها لكم وكم لغيركم؟ ولماذا رفضتم وثيقة الشرف إذا كنتم أنتم من تقدمون الأسماء، هل أنتم كتلة مشاركة أم لجنة تكنوقراط؟.

وأخيراً؛ حفظ ماء الوجوه، لا يأتي في التناقض المتجدد في مواقفكم، يحترم بعض الأشخاص، ليس لكونهم على صواب، بل لكونهم أصحاب موقف وقرار لابد منه، ولعل ما يسمى بالتخبط السياسي، وإنعدام رؤي خارطة الإصلاح في سياستكم، ستكلف الشعب الكثير، كما أرهقت وأزهقت منذ عام 2004 الى اليوم، ألاف من القتلى والمغرر بهم، تحت ذريعة محاربة الاحتلال، وغيبت الآلاف من السجناء، وإكراما لهذا الشعب، أما أن تتركوه وترحلون بتخبطكم، أو تنتهجون سياسة الإصلاح الحقيقي الذي يضمن خلاص البلد.

 
 
محرر الموقع : 2016 - 04 - 29