في ذكرى استشهاد الامام الكاظم
    

  الاحتفال بهذه الذكرى  اي ذكرى أستشهاد الامام الكاظم واجب انساني على كل انسان حر يحترم ويقدس انسانيته ويعتز بها رغم المها الا انها موضع فخر واعتزاز   لان الامام الكاظم في موقفه البطولي الشجاع والحكيم متحديا الطغيان والظلام من اجل الحرية والنور ليس من اجل نفسه بل من اجل الاجيال اللاحقة من اجل الانسان وقيمه الانسانية السامية وما يتمتع به الانسان الان من حرية ونور الا نتيجة لتلك التضحية وتلك البطولة وتلك الشهادة و نتيجة لكل تضحيات  الذين  صرخوا بوجه اهل الظلام والطغيان في كل مكان وفي كل تاريخ  فكانت ارواحهم سماد لشجرة الحياة ودمائهم مائها

فهؤلاء لم يحملوا السلاح ولم يأمروا بقتل احد حتى بقتل الطاغية بل انهم صرخوا بوجوه الطغاة البغاة وقالوا كلمة الحق التي لا تعرف المساومة والتراجع مهما كانت التحديات واستمرت الصرخة تتحدي حتى لو ذبح  من يطلقها فصرخة  اباذر والحسين وكل الذين صرخوا ضد الظلام واهله ذبحت وقطعت اجسادهم الا ان صرخاتهم  استمرت بعدهم تزداد قوة واتساعا وعلوا في الحياة  مبددة ظلام الظالمين في كل مكان من الارض وفي كل زمان

فالاحتفال بشاهدة الامام الكاظم وصرخة الحرية والنور التي صرخها بوجه الطاغية  يجب ان يكون الهدف معرفة وفهم تلك الصرخة ولماذا صرخها فالامام الكاظم لم يحتفل بصرخة جده الامام الحسين واستشاهده بالبكاء وذرف الدموع واللطم على الصدور وضرب الرأس ابدا بل  كان يحتفل بالتمسك بالقيم والمبادئ الانسانية التي تمسك بها الامام الحسين والسير على دربه بالتمسك بالصدق وان اضره وتجنب الباطل وان نفعه بحب الناس والدفاع عن المظلوم  وتحدي الظالم كان يغضب ويثور عندما يشاهد فقيرا جائعا لانه يعلم ان هناك من سرقه من سلب قوته تعبه فيصرخ ان هذا المجتمع مجتمع كافر لان فيه شخص فقير شخص مظلوم شخص مسروق

المجتمع المؤمن المسلم هو المجتمع الذي لا يوجد فيه فقير ولا مظلوم ولا مسروق لا بكثرة عدد الذين يصلون ويصومون ولا بكثرة المساجد ودور العبادة

هذه هي رؤية الامام الكاظم للايمان وعدم الايمان

ليتنا  نرتفع الى مستوى رؤية الامام الكاظم للايمان وعدم الايمان وننطلق منها  للاسف اننا لم نفكر  مجرد تفكير  على الاقل لمعرفة تلك الرؤية

الا اننا نعمل برؤية اعداء الامام الكاظم برؤية الذين ذبحوا الامام الكاظم  وبهذه الحالة نكون اكثر عداءا للامام الكاظم واكثر ذبحا له من اعدائه

فهؤلاء الاعداء ذبحوا قطعوا جسده الا انهم عجزوا عن ذبح صرخته اما نحن فنقوم بذبح صرخته  من خلال احتفالنا بالبكاء وذرف الدموع حتى اصبحت وسيلة للكثير من الطغاة اللصوص والفاسدين  لنشر الفساد وتضليل الناس وتحقيق مآربهم الفاسدة بالاحتفال بهذه المناسبة

لهذا على محبي الامام الكاظم محبي الحق والحرية ان يجعلوا الاحتفال بمناسبة صرخة الامام الكاظم صرخة جماعية مدوية يصرخها كل زائر كل محب للكاظم وصرخة الحرية بوجه كل مرتشي كل مستغل نفوذه كل سارق كل فاسد  كل متسيب عن عمله كل من لا يؤدي عمله بصدق واخلاص

لهذا على محبي الامام الكاظم ان يشكلوا لجان  للبحث عن الجياع عن المرضى عن المحتاجين عن الذين يكتوون بنيران الفساد والارهاب وعن الذين سرقوا اموال وطعام هؤلاء

قالها الامام علي قبل 1400 عام

ما جاع فقير الا بتخمة غني لم ار نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضاع

لو نسأل المسئولين جميعا عن الاموال التي لا تعد ولا تحصى من ارصدة وعقارات  وسيارات وما يبذرونه في سفراتهم وحفلاتهم من اين اتوا بها لاشك انهم سرقوها

والله لو نصف هذه الاموال استخدمت في صالح الشعب لأنهت الفقر والجهل والبطالة ووضعت العراق على طريق التطور  والتقدم

فصرخة الامام الكاظم صرخة الانسان الحر المظلوم مهما كان واينما يكون ضد العبد الظالم  مهما كان واينما يكون فلم تنحصر في بلد ولا منطقة ولا بأمة ولا مجموعة

فالويل كل الويل لكل من  يحسبه لبلد لامة لطائفة فانه يقتله ويخمد شعلته

مهدي المولى

محرر الموقع : 2016 - 05 - 02