من كان وراء مؤامرة الهجوم على المنطقة الخضراء ؟
    

وداد عبد الزهرة فاخر *

 

الحديث عن الارهاب الحقيقي يجرنا لذكر اسماء شخوص من يقود الارهابيين ، ومن مولهم ، وجهزهم ودفعهم ، وحماهم ونقلهم لمراكز القتال في كل ارجاء الوطن العربي . ومن يساهم ويشارك من عرب واعاجم في بيع نفوطهم المسروقة من الشعبين العراقي والسوري ، ومن يهرب الاثار ، ويعيد الاموال عن طريق بنوك بتركيا وشمال العراق ليسلمها لـ " داعش " .

بدءا من رئيس اكبر دولة في العالم باراك حسين اوباما لاصغر دولة في العالم والتي لو وقفت على خريطتها ذبابة لغطتها وهي  دولة لعبة الباربي قطر، مرورا بدولة آل سعود المتخلفة العفنة ودولة الميت تركيا ، وبقية مشايخ الخليج المحتلة امريكيا .

والبعث كان الوسيلة ، وشخوصه كانوا الادوات ، وامريكا لم تأت للعراق لتحريره كما رجف المرجفون من عملاء ورجال امريكا بدءا من الميت بفيينا الذي كتب مرة مقالا بعنوان " سانتخب الرئيس بوش " ،وعملاءه " المناضلون " ، حتى آخر عميل أمريكي بأقصى الدنيا وهو يسبح بحمدها ان كان بلندن او باريس أو من مات في النرويج .

ودفاع بعض ممن يسمون بكتاب وطنيين عن " شرعية " سليم الجبوري ، والحط من قيمة نواب وسياسيين وقفوا وقفة شرف داخل البرلمان ضد المحاصصة القومية والطائفية ، وخرج البعض منهم او من تابعي قيادات مريضة لا زالت ترى في " رفاق الأمس " حلفاء جدد ، لا لشيء الا لمرض داخلي يعتمل في نفوسهم ، وذهب بعقولهم ، ان كان على الفضائيات المسمومة او على مواقع الكترونية للترويج لبضاعتهم الخاسرة هو امر مخزي للغاية .

وما حصل من تفجير متعمد للشارع العراقي يوم السبت 30 / ابريل - نيسان / 2016 من قبل جهات خارجية حركت اطراف جاهلة وغير مسؤولة في الشارع العراقي لهو جد خطير ويتحمل مسؤوليتة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، لانه لم يحرك قطعاتة التي تركت المخربين يعبثون بكل شئ بدءا من مقر مجلس النواب حتى عموم المنطقة الخضراء ، وسفارات دول اجنبية يجب ان تقع تحت الحماية العراقية وفق القوانين الدولية المرعية . والعدوان على بعض اعضاءه واحتضان اخرين امام كاميرات العالم يشئ بنواياهم المريبة ، حتى ترويع كل سكان العاصمة ، وزرع الخوف والهلع في نفوسهم خوفا على اطفالهم وانفسهم وبيوتهم واموالهم واعراضهم  .

اذن مادور قيادة قوات بغداد اذا كان دورها يوم الهرج الاكبر وهي تقف متفرجة ، لا حول لها ولا قوة أمام جموع من زحفوا باسم " الثورة " ضد حكومة تتناوشها امور امنية جمة ؟ ، ولم وقفت قوات حماية المنطقة الخضراء متفرجة هي الاخرى على اكتساح المنطقة الخضراء دون ان تفعل شيئا؟ .

ثم من الذي اصدر الاوامر بزحف هذه الجموع الغير منضبطة للهجوم على المنطقة الخضراء ؟ ، علما ان التهديد بالزحف والدخول للمنطقة كان قائما منذ شهر مارس الماضي في اول خطبة لمقتدى الصدر عند اول تظاهرة لاتباعه الذين يأتمرون بأمره ، لكنه وعندما يجد الجد يتنصل منهم دائما ، وهذه الطريقة في التعامل مع الاحداث يجب ان لا تحميه من المساءلة القانونية والادبية !! .

الجميع يطالب بمحاسبة كل الفاعلين والمقصرين من دون استثناء ، فلا احد فوق القانون ، وحتى سبحانه جل وعلا قال : " ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " . وعندما قال نبي الله نوح عند بدء الطوفان كما ذكر القران الكريم : " وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ " هود / 45 ، رد جل وعلا : " قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " هود / 46 .

وعلى المدعي العام العراقي ان ياخذ دوره الفاعل ، مسنودا بالقضاء في هذه القضية الخطرة على الامن والسلم الاهليين، والا ما فائدة وجود السلطة القضائية لو استطاع أي شخص ان يهدد الامن والسلم الوطني؟ .

ولماذا تحركت هذه الجموع مباشرة بعد الزيارة المشؤومة لنائب الرئيس الامريكي لبغداد الذي أملى شروطه على الحكومة العراقية ، وتملقه الجميع ممن يسمون زورا بـ " صانعي القرار السياسي العراقي " ؟ .

هل كانت الحركة التخريبية ضمن مخطط كبير الغرض منه احتلال بغداد بعد احداث حالة كبيرة من الفوضى ، والتخريب باطلاق العنان لجماهير قادمة اصلا من مناطق محرومة ظلمتها جميع الانظمة السابقة واللاحقة، واستغلت لتنفيذ المؤامرة ؟ .

ولماذا يستمر للان حماية " دواعش " الفلوجة الذين يهددون بالعلم العسكري العاصمة بغداد ، ومدينتي كربلاء والحلة؟

وهل يتم امريكيا التحفظ على " دواعش " الفلوجة " وجعلهم كورقة ضغط للتهديد الدائم خاصة لكربلاء حيث مرقدي سيد الشهداء واخيه العباس ، واشعال فتنة طائفية شبيهة بما حصل في تفجير مرقدي العسكريين عند تحريك " الدواعش " امريكيا " لتنفيذ هذا الغرض؟ .

ينتظر جميع العراقيين وقفة دستورية عراقية لاعادة اللحمة للبرلمان العراقي بعد اقصاء اس المشكلة رئيسه المنتخب وفق المحاصصة القومية والطائفية ، والمقال شرعا، والحامل لبذور الارهاب ، وفق الفكرة الاخوانية التي تسيره رضي ام ابى ذلك ، والعمل على تشكيل لجنة اكاديميين موسعة تضم خبراء بالقانون والاجتماع والثقافة والادب والعلماء والمصلحين لمراجعة بنود الدستور العراقي ، وتعديل مواده التي شكلت مدخلا للمحاصصة القومية والطائفية ، وفرقت ابناء الوطن الواحد . وتصحيح كافة مواد القوانين ومنها قانون الانتخابات البرلمانية ، والغاء قانون تقاعد النواب واصحاب الدرجات الخاصة ، وتعديل قانون مجلس النواب ، والمصادقة على قانوني النفط والخدمة الالزامية العسكرية .

أما محاسبة من اشاعوا الفوضى يوم 30 نيسان 2016 ، فيجب ان تكون من ضمن اولويات الحكومة العراقية والقضاء العراقي ، وعلى وزارة الداخلية اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة باستقدام المتهمين وباي صفة او موقع ديني او رسمي كانوا ، وتقديمهم للقضاء العراقي لكي يتخذ اجراءاته القانونية اللازمة لاظهار المذنب منهم والبرئ وبدون ذلك ستعم الفوضى مرات ومرات وستكون وبالا على صانعيها ، والساكتين عنها ، والمتفرجين عليها .

 

 

* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج وحاملي مكعب الشين الشهير

www.alsaymar.org

محرر الموقع : 2016 - 05 - 03