هل التدخل الأمريكي سيعرقل تحرير الفلوجة؟
    
سيف أكثم المظفر
دلائل وقرائن كثيرة، تدل وتؤكد إن هناك شيء ما، يجري خلف كواليس الإدارة الأمريكية في العراق، وسياستها المزدوجة مع الحكومة العراقية، وما يحاك من مؤامرة شيطانية، تقضي بعدم تخليص العراق من داعش، إلا وفق فترة زمنية، تضعها الإدارة اوباما، تتناسب مع الانتخابات الأمريكية مطلع العام المقبل.
بداية هذا العام زار القنصل الأمريكي في مدينة البصرة جرحى الحشد الشعبي، الراقدون في مستشفى البصرة العام، وقدم الثناء والشكر للجنود، وهي سابقة لم تحصل، وشبه اعتراف أمريكي، بوجود وقوة شعبية عراقية، بدأت تفرض وجودها على الجبهات، في ساحات القتال مع داعش، وانتصاراته المتتالية، اثبت انه قوة لا يستغنى عنها، في كل المعارك القادمة.
انطلاق عمليات تحرير الفلوجة، وتقدم القطعات العسكرية، على جميع المحاور، وكسر الطوق الأول والثاني لداعش، ورفع العلم العراقي فوق المجلس المحلي لمدينة الكرمة، أثار نوع من المخاوف لدى الجانب الأمريكي، وتحدث بعض القادة إن دخول الفلوجة لن يستغرق سوى أيام قليلة، جعل القادة الأمريكان يهرولون لعرقلة العمليات العسكرية، متخذين من تواجد المدنيين ذريعة مع الجنبة الطائفية، خصوصا بعد التقارير؛ التي استرجعت حرب الفلوجة العصية على الأمريكان.. والتي خاضتها بأعظم قوة لديها من المارينز الخاصة ولم تستطع تحريرها ذلك الوقت.
كل تلك المخرجات تدخل ضمن الحسابات الأمريكية، خصوصا مع ما تراه، من تعاظم قوة الحشد الشعبي، وتطوره في الأساليب القتالية، وحسمه لمعارك بساعات قليلة، كانت تستغرق أشهر لدى القيادة الأمريكية، اليوم والعراق يسير باتجاه لملمة الجراح، وتوحيد ورص الصفوف خلف قيادته، بعد التشضي والتمزق الذي أصاب مؤسسات الدولة، بسبب الإصلاحات؛ وما رافقها من مظاهرات وإعتصامات عقدت الأمور، وأخفقت في تنفيذ إصلاح حقيقي، يمس جوهر الخلل في إدارة الدولة، ويرفع المعانات عن كاهل المواطن العراقي الجريح.
أتت عمليات تحرير الفلوجة، في ظرفٍ صعب ومنعطف خطير جدا، ومن خلالها توحدت الصفوف، وأجتمع العراقيون على إعلاء كلمة الوطن؛ على جميع المسميات الطائفية والحزبية والقومية، لترسم قوس قزح من ألوان الطيف العراقي المناصر لجيشه وحشده الأبطال، وهم يخوضون أشرف المعارك، ضد الباطل والفساد، شهداء ودماء وأرواح تبذل من أجل أن ينعم الوطن بالسعادة والرفاهية.
كلما توحد العراقيون في ما بينهم، أنحسر التدخل الخارجي، وضعف القرار الإقليمي، وسيبرز القرار الوطني المدعوم من الشعب، ولن يكون هناك وصي على العراق، من الدول الإقليمية أو الدولية، وهذا سيجعل من الوطن، قوة إقليمية ذات إرادة حقيقية، في التعايش السلمي وبناء البلد؛ وازدهاره، وخلق جيل من شباب الواعي والحريص على وطنه العظيم.
محرر الموقع : 2016 - 05 - 29