كلمة حق مدوية فصموا آذانكم!
    
قيس النجم
أبرز ما يميز غيارى الحشد الشعبي والعشائري، هو أنهم يحولون الخسائر الى مكاسب، فساسة الإرهاب والفساد أباحوا أرضنا، لعصابات التطرف والتكفير، فأصابت النوائب والمصائب كل بيت عراقي، عاش ظروف فقدان الأمن والأمان، لكن لهؤلاء العقائديون الأبطال كلمة بمستوى الوفاء والإنتماء، خاصة ممَنْ لبى نداء المرجعية الرشيدة، حين إستشعروا خطر الإرهاب، ليس على محافظاتهم ومقدساتها فقط، بل على كل شبر من عراقنا الغالي، فلولاهم وتلك الفتوى الربانية، لبات العراق في خبر كان.
لا يخلو زمان من الأزمات، ولكن مثل هذه العشر السنين العجاف التي مرت علينا، يجب أن نقف طويلاً أمامها، حيث أُبتلي العراقيون بهكذا إسلام بعيد عن المبادئ الإنسانية والسماوية، مثل تنظيم القاعدة ومن ثم داعش.
ما يجعل العالم متعجباً، هو طريق التصدي والصمود، الذي أبداه نشامى العراق ضد هذه العصابات، وإسترخصوا الأرواح والدماء، ليبايعوا عراقهم العظيم، ومرجعيتهم الحكيمة، وسعيهم لنيل شرف الشهادة من أجل الأرض، وصون العرض، وما تشهده ساحات المواجهة والكرامة، في الرمادي والفلوجة، إلا مثال حي وصورة مشرقة، صوب التحرير القادم نحو الموصل الحدباء، وقطع رأس الأفعى الداعشية المتشددة التكفيرية، المتمثلة بدولة الخرافة، وزعيمها الصعلوك الجاهلي، أبي بكر البغدادي.
معركة الفلوجة قاد العراقيون رحاها، وهم يلتحفون ترابها الطاهر، من أجل إسترجاعها الى حضن الأم، فرسموا صورة للوحدة والتماسك، والحب والإنسانية، هنا علينا أن نشيد ونصفق لهؤلاء الإبطال، ونخرس الأصوات التي تتكلم عن الطائفية المأجورة، والمتطفلة الغبية، فعن أي طائفية تتحدثون؟ وأنتم لا تعرفون غير لغة الإرهاب والفساد في سياستكم؟ وأين أنتم من هذه المكاسب الإستشهادية، التي يمنحها أبناء الطوائف، والمذاهب، والقوميات الأخرى، من أجل عروس العراق الفلوجة؟! وهل تعامل أبناء الجنوب، كما تعامل الدواعش مع أهلكم، من إستباحة للأرض والعرض، والتدمير والخراب؟ إذن إنكم ورب العرش العظيم لقوم ضالون.
الحشد والجيش قاب قوسين أو أدنى، من إعلان النصر النهائي بإذنه تعالى، في معارك الفلوجة، حيث رسموا صورة التلاحم البطولي والوطني، بين أبناء الشعب الواحد، أما السياسيون فلم يفلحوا في تهدئة الشارع العراقي، لذا وجب على الجمهور العراقي، أخذ الحيطة والحذر من المخططات الرامية الى العبث، وإثارة الفوضى، وتخريب الممتلكات العامة، وكل هذا لصرف الأنظار، عن بطولاتهم المتحققة في أرض المعركة، فهي أشبه ما تكون بحرب نفسية، وأمنية، وعسكرية، للنيل من العراق بكافة مكوناته، وليس كما يروج بعض المضغوطين، من أنها حرب إقصاء طرف معين، ضد طرف آخر.
ختاماً: يجب على المجتمع، إعلان الانتصار الروحي، والخلقي، والإنساني، والفكري، ليأمن رجال الحرب، في ساحات الشهادة على مجتمعنا، ويكون ليله ونهاره آمناً مطمئناً، وبما أن العراق يعيش إختباراً، في الصبر، والحكمة، والبقاء، فما عسانا إلا أن تكون صيحتنا واحدة، نقض بها مضاجع الإرهاب أينما كان: هيهات منا الذلة!
محرر الموقع : 2016 - 05 - 30