الحشد الشعبي تجربة فريدة بكل المقاييس فلتحتضن من الجميع
    

لقد ولد الحشد الشعبي في زمن قل فيه الابطال من أجل القيم والمبادئ والعقيدة ، وكانت القابلة (الحبوبة) التي ساعدة على ولادته في زمن المصالح والفساد والانا هي فتوى الجهاد الكفائي للسيد السستاني (حفظه الله) ، فقد أزاحت هذه الفتوى الغبار وأخرجت المعدن الحقيقي للرجال الذين لبسوا القلوب على الدروع من أجل صون مقدسات الأمة بعد أن باعها قادة السياسة ليحققوا مصالحهم الشخصية والحزبية ، هؤلاء الرجال الذين نذروا أنفسهم وأهليهم وما يملكون في  هذه الدنيا من أجل الوطن والشعب والمقدسات ولم يفكروا في مكاسب أو مناصب بل هدفهم الأسمى هو التصدي لقوى التكفير والإرهاب من أجل حماية هذا الوطن وشعبه ومقدساته وحضارته وثرواته بعد أن تركت القيادات السياسية الساحة منشغلةً بمصالحها وسرقاتها ومكاسبها فارغة ومهيأة لإجرام الدواعش وقوى الظلام الأخرى ، فلم يتساءل ابناء الحشد الشعبي عن مستحقاتهم المالية أو مأكلهم أو مشربهم وحتى السلاح وعتاده الذي يقاتلون به بل هرولوا بقلوب متلهفة لأحدى الحسنين أم النصر أو الشهادة ، وقد أعطت  قيادة هذا الحشد المثل الأعلى والأجمل للقيادات الحقيقية التي تقود من أجل تحقيق المصلحة العليا والمحافظة على المبادئ والمقدسات وهي تقود المعارك بنفسها بل تتقدم أمام جنودها لمواجهة الإرهاب الوحشي الداعشي ، وقد زرعت هذه اÙ!
 �قيادة الشجاعة والإقدام والتضحية في قلوب المقاتلين وجعلتهم بحق أسود يزأرون في سوح القتال والمواجهة وما تصدي مجموعة قليلة (يقدر عددهم ب 51 مقاتل ) من فرقة الإمام علي (ع) القتالية هذه الأيام لهجوم أكثر من 300 داعشي مع مركباتهم المفخخة في محور مفتول وآلبو شجل والصقلاوية وجسر الياباني حتى كاد القتال بالسلاح الأبيض وقد هزم هؤلاء الأبطال الدواعش وجعلوا جثثهم متناثرة على أرض المعركة على الرغم من اختلاف العدة والعدد ولكن الله سبحانه وتعالى قال (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (يأبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها) فهذه المجموعة البطلة التي تشجعت عندما رأت قائدها الشيخ البطل كريم الخاقاني قائد فرقة الإمام علي (ع) القتالية أمامهم يقاتل ويواجه ويضحي وغبار المعركة يغطي كل جسمه ومع نوايا خالصة لله سبحانه وتعالى في الدفاع عن العرض والوطن والمقدسات عندها اكتملت الصورة وتهيأت الأسباب التي بها جعل الله سبحانه وتعالى الغلبة لهذه المجموعة الخيرة الطيبة الشجاعة من الحشد الشعبي أمام هذا الكم الكبير من أنجاس الدواعش التكفيريين ، هذه تجربة بطولية واحدة من ألاف من التجارب التي سطرها أبطال الحشد الشعبي وقياداتهم الحكيمة الذين جعلوا المصلحة العليا نصب أعينهم ورضا الله سبحانه وتعالÙ!
 ‰ كل ت!
 فكيرهم ، نماذج بهذه المستوى من العطاء والتضحية والفداء لا يمكن أن نحققها بأموال الدنيا ما لم تتوفر الأرضية الصالحة لزرع هكذا رجال مضحين ، فهكذا نماذج يجب المحافظة عليها وحمايتها واحتضانها وتوفير كل ما يحتاجونه لهم لتذليل صعوبات الحياة أمامهم ،لأنهم أمل العراق وشعبه الوحيد والسلاح الأخير الذي يمتلكه هذه الشعب من أجل الدفاع عن وجود ومقدساته وثرواته أمام هذا الكم الهائل من الأعداء الذين يحيطون به من كل مكان بالإضافة الى المنافقين الذين لا يفكرون إلا بمصالحهم ومكاسبهم الشخصية.
خضير العواد

محرر الموقع : 2016 - 05 - 30