"إذا رميت يصيبني سهمي"
    

علي علي

 

  في ظل العمليات العسكرية التي أتت أكلها يانعة نضرة، مكللة بتحرير الأراضي المسلوبة في الفلوجة حصرا، وفي محافظة الأنبار عموما، وبعد التأييد الدولي الذي حظيت به الحكومة العراقية على هذا الإنجاز، نرى بعض الشخصيات والجهات داخل العراق من التي تتبوأ مراكز عليا في السلطة، تعمل من خلال تصريح في لقاء او حديث على الهواء، على عكس هذا النجاح الى ضده، وذلك بإلباسه لباس الفشل في الأداء من جهة، او إضفاء صبغة اللاشرعية واللاقانونية واللاأخلاقية واللاإنسانية في طرق معالجة الأهداف المعادية من جهة أخرى. ومن غير شك أن عملية عسكرية واسعة بهذا الحجم، في رقعة جغرافية شاسعة، وطبيعة أرض متشعبة بين صحارٍ وهضاب وسهول، تتطلب إشراك تخصصات عسكرية وأمنية واستخبارية وما الى ذلك من صنوف القوات المسلحة، لضمان نتيجة العملية لصالحها، لاسيما وأن العدو يتمثل بعصابات تجمهرت تحت إمرة مخطط وممول ومفكر، وهذا يجيز لقواتنا المقاتلة استخدام كل السبل المتاحة للوصول الى الهدف بشتى الوسائل، مع الأخذ بالحسبان ان الجهة المعادية تتبع أساليب خادعة للتخفي والتواري عن أنظارها، من هذه الأساليب؛ ترك مواقعهم في الصحراء والتغلغل الى داخل المدن والأقضية والقصبات، أي بمعنى آخر يتخذون من المدنيين درعا يتدرعون به ويحتمون خلفه من ملاحقات الجيش والقوة الضاربة. أما المدنيون في محافظة الأنبار فإن من المؤسف أن نسبة غير مستهان بها من العصابات هي من أبنائهم، وهذا دليل على الغاية الدنيئة التي حمل من أجلها هؤلاء المسلحون سلاحهم، وانساقوا مع الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، تدفعهم الى هذا دول يعرف الجميع ان السعودية أولها وقطر ثانيها، وهناك ثالث ورابع وعاشر من داخل العراق، ممن باعوا وطنيتهم وشرفهم، والحديث عنهم يبلغ من المرارة حدا لايطاق، فكما يقول مثلنا؛ (العضة بالجلال) او كما قال الحارث بن وعلة الذهلي:

قومي همُ قتلوا أميم أخي

            فإذا رميت يصيبني سهمي

  إن لانتشار تلك الجماعات بين صفوف الأهالي -وهم أهلوهم- لهو دليل على خسة ماتعتقد به هذه الشرذمة الضالة، إذ معلوم أن الثائر يذود عن عرينه بتوفير البيئة الآمنة لأهله وذويه، ويضحي بنفسه وروحه من أجل سلامتهم، فما القول في من يلوذون بأهليهم بدل الذود عنهم؟. أما الأبواق الإعلامية المسخرة لقلب الحقائق وتشويه الصور التي تنقل الحدث، فإن الدور في تحجيمها وإسكاتها، فعلينا أن نلعبه نحن المواطنين، بعد غياب الدور الكبير الذي كان من المفروض أن تلعبه جهات قضائية باتخاذ قرارات سريعة لغلق مثل تلك المواقع او القنوات او حجبها. كما فات القنوات الاعلامية المنصفة والوطنية ان تقوم بحملة إعلامية توعوية، توضح فيها مراحل صناعة الخبر في تلك الجهات، وكيف يمكن التلاعب بمفردات الخبر بحيث يأخذ معنى مخالفا للحقيقة، قد يتأثر به السذج من الناس فتنعكس الصورة لديهم، في الوقت الذي لاينكر ماللإعلام من دور في الرأي العام والخاص على حد سواء، لاسيما وقد انحسرت فسحة الوقت أمام إعلان ساعة الصفر لتنظيف الساحة العراقية من أخر رجس من عمل الإرهاب، وحري بالعراقيين حينئذ الالتفات الى بناء بلدهم طولا وعرضا وارتفاعا وعلوا في ميادينه كافة.

aliali6212g@gmail.com

 

محرر الموقع : 2016 - 06 - 25