" دعوة صبي البلاط الملكي لتفكيك الحشد الشعبي "
    

عادل الجبير وزير خارجية العائلة المالكة السعودية من باريس وفي مؤتمر صحافي يطالب بتفكيك الحشد الشعبي ويتهمه بالإرهاب وإرتكاب الجرائم ...أعتقد أن تصريحات هذا الجبير صبي القصور الملكية ونديم الأمراء لم تسجل أية مفاجئة للعراقيين بل هي رد فعل طبيعي لهم ولديهم مايبرر ذلك من الأسباب : السبب الأول هو صدمتهم الكبرى بتحرير الفلوجة...الفلوجة التي كلّفت السعودية الملايين والمليارات من الريالات المقطوعة من ميزانية شعبهم لجعلها إمارة داعشية تحتضن الإرهابيين القادمين من مملكتهم وغيرها من الدول التي تريد بالعراق شرّا ...وخلال بضعة أيام الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي يطالبون بتفكيكه هدّ بناءهم الذي بنوه وقتل آمالهم وخيب ظنونهم وأسكت أفواههم ودكّ حصون الإرهاب في قلعتهم المزعومة...فليس من السهولة بمكان أن تستوعب السعودية هذه الصدمة وتتعامل معها بشكل طبيعي وهي ترى زرعها يُحرق أمامها على أيدي العراقيين الأبطال ...فجاء ردّ فعلهم السيء على لسان وزيرهم الجبير المطالبة بتفكيك مليشيات الحشد الشعبي مع كيل الإتهامات للحكومة العراقية ويطالب بإعادة تشكيلها لتضم جميع الأطياف ! ولعلّه يقصد بالأطياف الشراذم المتسكعة في مملكتهم ومملكة الأردن من طه الدليمي الى أشباهه من العاوين على فضائياتهم المشبوهة .وإلا الحكومة العراقية تضم جميع المكونات والأسماء معروفة من السنة والأكراد وباقي المكونات الأخرى !إلا إذا كان لديهم قائمة بأسماء دواعش السياسة ويحاولون زجّهم في تشكيلة الحكومة ! السبب الآخر الذي أحرجهم وأثار في نفوسهم القلق والخوف هو قوة الجيش العراقي ووحدة الصف الوطني والتضامن الشعبي الكبير مع الجيش الذي بدا واضحا يستعيد الثقة بضباطه وجنوده وأعطاءهم الصورة الحقيقة التي يستحقونها...لايستطيعون توجيه النقد المباشر للجيش لأنهم يعلمون علم اليقين أنه يضم في صفوفه قادة من السنّة وعلى رأسهم وزير الدفاع السنّي فصبّوا جام غضبهم على الحشد الشعبي لأنهم شيعة ! هذه الأسباب  أفقدتهم توازنهم وأخرجتهم عن موقف الحياد الذي يدّعونه فنطق وزير خارجيتهم بما تكنّه ضمائرهم وتختزنه نفوسهم المليئة بالغل والحقد على العراقيين...ولكن  مَنْ أجاز لهذا الصبي أن يتدخّل بشأن دولة أخرى لها سيادة وتأريخ وقوة وشرف لايطاله هو وأسياده ويتطاول على أبطال وشجعان لقّنوا دواعشهم درساً لن ينسوه ؟ أعتقد أن الذي أغوى هذا التابع وأغراه في التطاول على العراقيين هو تعاطي الحكومة العراقية المتساهل والمتهاون مع الذين يسيئون للعراق وللعراقيين...وأقوى رد على هذا المتطاول هو إعلان أسماء الإرهابيين السعوديين على الملأ وإحراج مملكتهم أمام المجتمع الدولي علماً أن هناك المئات من المجرمين السعوديين الذين قدموا للإنتحار وقتل العراقيين محتجزين في السجون العراقية...ورد آخر نتمنى أن نسمعه من أبناء السنّة الذين تعامل معهم الحشد الشعبي بعد تحريرهم من المجرمين الدواعش ويحدثوا هذا السعودي عن المواقف الإنسانية التي أبداها ابناء الحشد معهم.
صالح المحنّه

محرر الموقع : 2016 - 06 - 30