ممثل المرجعية العليا في أوروبا يوصي طلبة الحوزة العلمية بوصايا تنفعهم في تحصيلهم العلمي للوصول إلى النتائج المرجوة
    

 

أوصى ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري طلبة الحوزة العلمية بوصايا تنفعهم في تحصيلهم العلمي للوصول إلى النتائج المرجوة

 

جاء حديثه هذا في لقاء له بمجموعة من طلبة الحوزة العلمية في مدرسة السيد الكشميري (قده)، حيث أكد عليهم بالأمور التالية -التي استقاها من توصيات المرجع الأعلى لطلبة العلم مع بعض التصرف-:

١- الاستفادة من الوقت قدر الإمكان فإنه أغلى من الذهب خصوصاً وأنتم متفرغون من الالتزامات الاجتماعية والعائلية مما يؤهلكم للمطالعة والمذاكرة والمباحثة مع زملائكم.

٢- مطالعة الدرس قبل حضوره وقبل أن يلقيه عليكم الأستاذ، فإنه ينمي قابلياتكم مبكراً ويختصر لكم طريق التعلم، ويختزل المسافات. ولا تعتمدوا كلياً على ما يطرحه الأستاذ أثناء الدرس، لأن وظيفته إنما هي أن يبين بعض الأمور الغامضة التي لم يفهمها الطالب أثناء القراءة.

٣- ينبغي على طالب العلم أن يحافظ على عنوانه وخصوصياته بما يميزه كطالب علم حتى في طبيعة عيشه وسلوكه وتصرفات عائلته وتعامله مع الآخرين، فإن للناس اعتقاداً بالعلماء وعلينا أن نحافظ على هذا الاعتقاد بالرغبة في الآخرة والإعراض عن الدنيا والدعوة إلى الله والدار الآخرة. فإن طالب العلم هو الذي يدعو إلى الله والآخرة ولا يدعو إلى نفسه وشخصه، فإذا كان ناظراً إلى الآخرة بإخلاص فإن لذلك عظيم الأثر في نفوس الناس وتصحيح عقائدهم، بخلاف ما إذا كان يدعو إلى نفسه وإلى الدنيا فإن ذلك يفسد عقائد الناس ويشككهم في دينهم.

٤- عدم إحراج الأستاذ أو الانتقاص منه حتى لو كان مخطئاً في الفهم، فلا يقال له هذا خطأ أو أنك اشتبهت. بل قولوا له: (ما رأيك لو كان معناه كذا؟) أو (ألا تحتمل أن يكون معناه كذا؟) أو نحو ذلك. ولنا في قضية الكندي مع الإمام العسكري (ع) العبرة حيث كان لطريقة عرض الإشكال عليه أبلغ الأثر في صرفه عما كان بانياً عليه من إبداء تناقضات القرآن.

٥- وينبغي للأستاذ أن يتواضع لطلابه ويحترمهم، فقد ورد: (تواضعوا لمن تعلمونه).

٦- كما ينبغي له أن يتحلى بالآداب الشرعية فإنه أبلغ في نفوس طلبته وأشد تأثيراً من مجرد القول، لقوله (ع): (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم). ولنا في سيرة علمائنا الأبرار المسطورة في كتب التاريخ كثير من العبر والدروس في هذا المجال.

٧- مما ينبغي للأستاذ مراعاته: احترامه للعلماء عندما يذكرهم ويذكر آراءهم. ولا نقول: المبالغة في التعظيم بل الاحترام ومراعاة مقامهم بلا إكثار للثناء والإطراء والألقاب الطويلة خصوصا الأحياء منهم، بل يحترمهم ولا ينتقص منهم، فإن لذلك نتيجة طيبة في سلوك تلامذته من بعده.

هذا، وفي الختام تمنى سماحته للحاضرين مزيداً من التوفيق والتسديد في حياتهم العلمية والعملية.

((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))

 

 

 

محرر الموقع : 2022 - 01 - 28