هنــأ ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري العالم الإسلامي بحلول شهر شعبان المعظم ، داعيا إلى اغتنام ما جعله الله في أعمال هذا الشهر ، من الفضائل التي لا تحصى .
وذكر سماحته في حديثه ، ما ورد عن المعصومين سلام الله عليهم ، أنه إنما سمي شعبان بهذا الاسم لتشعب الخيرات فيه ، ونحن أحوج ما نكون إلى ذلك ، في وقت كثرت فيه البلايا والمخاوف المحيطة بنا نتيجة الحروب والأوبئة .
فعلينا في هذا الشهر زيادة الالتجاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً)) كما أكدت الروايات الواردة في أعمال هذا الشهر الكريم بصفة خاصة على الصيام والاستغفار والصدقة ، فهي وإن كانت عموماً مطلوب عملها ، إلا أنها في هذا الشهر ، شهر رسول الله (ص) ، لها فضيلة خاصة ، فقد ورد أنه من صام من شعبان حبّاً لرسول الله وتقرباً إلى الله وجبت له الجنة .
فهذه فرصة ثمينة ، نجتهد فيها لتزكية النفس وتهذيبها وتربيتها على الفضائل والمكارم ، وتنقيتها من الرذائل ومساوئ الأخلاق ، وذلك بالالتزام بالصلاة والصيام وتلاوة القرآن والأدعية الواردة ، لاسيما الصلوات الشعبانية ، والصدقة ، والاستغفار ، ومساعدة الفقراء والمحتاجين ، والبر بالوالدين ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغيرها من الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى .
وعلينا بالتأهب الروحي والبدني لاستقبال شهر رمضان ، وترويض النفس فيه على طاعة الرحمن ، والاستعداد للدخول في ضيافة الله الكبرى واستثمار بركة هذا الشهر العظيم .
عن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) لجابر بن عبد الله : يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله ، وعف بطنه وفرجه ، وكف لسانه ، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر ، فقال جابر : يا رسول الله ! ما أحسن هذا الحديث ؟ فقال رسول الله (ص) : يا جابر وما أشد هذه الشروط ؟
نسال المولى سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المحيين لهذا الشهر في لياليه وأيامه وأن يدركنا ليلة القدر ، إنه ولي التوفيق
|
