مدرسة ابتدائية في كربلاء يغزوها السرطان..كانت مستودعا في زمن النظام المباد ومقراً للقوات الأميركية
    

مدرسة "العامل الابتدائية" في محافظة كربلاء المقدسة، سجلت إصابة ملاكها التعليمي وتلاميذها بالسرطان، الأمر تكتنفه الغرابة وتحيطه العذابات واللوعة والمعاناة. يقول مدير المدرسة خالد الشمري: إن "هذه المدرسة هي ابتدائية للبنين تأسست العام 1970 وتقع في حي رمضان بالقرب من مخازن للجيش العراقي"، ويضيف: "تعرضت المدرسة الى حالات مختلفة من الإصابة بمرض السرطان في ملاكها، فقد وصلت أعداد الإصابات الى خمس حالات، منها لأربع معلمات ومعلم واحد ومنذ شهر أيلول من العام 2012 ونحن نفقد العديد من ملاكنا بسبب الوفاة تأثرا بمرض السرطان".
وأشار الشمري الى أن "ملاك المدرسة قدم مناشدة الى تربية كربلاء ومنها الى محافظة كربلاء كما تم الاتصال في وقتها بدائرة 

الصحة ودائرة بيئة كربلاء وحقوق الإنسان بشأن الشك في وجود اشعاعات داخل المدرسة وسببها كثرة الإصابات".
وتابع الشمري: "بحثت عن الأسباب واتصلت بالملاكات التعليمية وإدارة المدرسة القدماء فتبين لي انها كانت وحدة عسكرية مقاومة الطائرات ابان احداث العام 1991 ومن بعدها تم تحطيم الاجهزة داخل المدرسة وفي 2003 كانت أيضا مخزناً للأسلحة وكانت محط زيارة القوات الاميركية في حينها.
ويؤكد الشمري ان المناشدات اسفرت عن توجه لجان عديدة تم تشكيلها لفحص المدرسة من الاشعاعات ومنها دائرة البيئة التي فحصت المدرسة اربع مرات من العام 2011 الى 2015  وآخرها لجنة من بغداد مع فريق متخصص من رئاسة الوزراء وهو فريق بيولوجي للكشف عن الاشعاع او المواد المشعة ولم يتم العثور على اي نوع من الإشعاعات وقبل أيام في السادس والعشرين من الشهر الماضي تم الكشف من جديد على المدرسة من قبل قسم الرقابة الاشعاعية الفيزياوية وكانت النتيجة لا يوجد اشعاع. 
ويبين الشمري ان اولياء الامور لايثقون بالمدرسة وهم يتخوفون من اعادة ابنائهم اليها وان معنويات الملاك التدريسي متدنية بسبب الخشية من الاصابة بالمرض 
الفتاك.
 
ضحايا السرطان


يكشف الشمري عن اسماء الذين كانوا ضحايا لعملهم في هذه المدرسة وهم محسن هادي الاوندي وقد اصيب بسرطان الكبد وتوفي 2012 وسهبلة محمود ردام أصيبت بسرطان الثدي وقد أحيلت على التقاعد و ليلى عبد الحسين اصيبت بسرطان في الانف والبلعوم وهي تعالج حاليا في الهند إضافة الى سعاد كريم خلف التي اصيبت بسرطان الثدي وهي حاليا تحت العلاج وكذلك سميرة علي فارس وهي آخر المصابين ونتمنى ان تكون الاخيرة وهي ترقد حاليا في مدينة الطب بعد ان انتشر المرض في كل جسمها.
ويبين ان هناك من التلاميذ الذين اصيبوا بعد تخرجهم لان السرطان لا يظهر منذ البداية بل بعد أعوام ومنهم مرتضى فوزي عباس وحسنين محمد علي وقد توفي وحمزة خضير متوف هو الآخر.
 
تقارير


تؤكد تقارير واخبار اطلعت عليها "الصباح" ان فريق عمل من مديرية السلامة الاشعاعية النووية في وزارة العلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع مديرية علوم وتكنولوجيا كربلاء المقدسة قامت بالفحص الميداني عن التلوث الاشعاعي في مدرسة العامل الابتدائية في حي رمضان في محافظة كربلاء المقدسة بعد وجود شكوى من اهالي المنطقة بالإصابات السرطانية المتكررة لدى بعض اعضاء الهيئة التدريسية وبعض التلاميذ. وقد قام فريق العمل بالفحص بالأجهزة المحمولة الميدانية وأيضا تم اخذ عينات من التربة ومياه الشرب في المدرسة المذكورة لفحصها في مختبرات وزارة العلوم والتكنولوجيا..
وقد جرى الفحص الميداني بحضور رسمي وإعلامي كبير تمثل بعضو مجلس محافظة كربلاء جنان الوزني رئيسة لجنة التربية في المجلس وعضو المجلس المهندس محمد الطالقاني مسؤول لجنة التعليم والعلوم والتكنولوجيا في المجلس وأيضا حمزة عباس كاظم مدير مديرية علوم وتكنولوجيا كربلاء وبحضور معاون مدير تربية كربلاء والمستشار العلمي حسين علي عباس من الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة التابعة لمجلس الوزراء .. 
فيما حضر ممثلون عن دائرة البيئة ودائرة الصحة في كربلاء المقدسة وقد دللت النتائج الاولية للفحص بعدم وجود تلوث اشعاعي وفي انتظار التحليلات المختبرية ليعلن عن النتائج النهائية للفحص رسميا. 
 
التربية


مدير التربية وكالــة مهدي الجبـوري يقول لـ"الصباح" ان المشكلة قد تبدو محيرة فكل عمليات 
الكشف لم تثبت وجود أي شيء يمكن أن يتسبب بالسرطان مشيرا الى ان الاكثر غرابة هو ان المدرسة الاخرى التي يستمر دوامها بذات البناية لا يوجد فيها اصابات لذلك قررنا نقل المدرسة الى بناية اخرى ريثما تقوم الجهات المختصة باتخاذ قرار بشأنها.

كربلاء - علي لفتة

محرر الموقع : 2015 - 03 - 02