صحافة أُوربية بعد أُسبوع من محاولة الانقلاب التركي
    

أمين ظافر الغريب

صحيفة جِهَازُ إِرْسَالٍ "De Telegraaf" الهولندية: «خشية خاصة بدولة القانون الديمقراطية لها ما يبررها، خصوصا أن إردوغان أعلن بشكل عنيف أن الشعب يطالب بعقوبة الإعدام للانقلابيين. إعادة العمل بعقوبة الإعدام بأثر رجعي تشكل سابقة غير معروفة فيما يخص خرق المفاهيم الأساسية لدولة القانون. وإذا استمر التطور في هذا الاتجاه، فسيكون في المستقبل تسليم تركيا مطلوبين لها في أوروبا أمرا مرفوضا».

 

ومجلة المرآة "Der Spiegel" أسبوعية ألمانية مصورة تصدر من هامبورغ: « كان الشعب التركي بغالبيته ضد الانقلاب كما أظهر نضجا وتفهما لثقافة الديمقراطية. لكن إردوغان والإسلاميين جيروا هذا التطور لحسابهم، وسط ارتفاع أصوات المؤذنينألله أكبر. ويبدو أن الإسلام السياسي في تركيا يعمل حاليا على إسقاط النظام العلماني في البلاد الذي فرضه مؤسس الدولة الحديثة كمال أتاتورك. أمام أنظارنا تموت الديمقراطية أو ما تبقى منها في تركيا».

 

وسؤال صحيفة التَّرْزِيّ "Der Schneider" النمساوية: «هل يؤدي رد فعل إردوغان هذا إلى الحفاظ على الديمقراطية أم يؤدي حتى إلى تقويتها؟ الاعتقاد بذلك ضرب من السذاجة. تركيا تجد نفسها على الطريق صوب الديكتاتورية مستندة في ذلك على الرغبة العارمة لأنصار الرئيس. وسبق ذلك حملة المحاكمات ضد قوى المعارضة البرلمانية قبل الانقلاب. وتغييب الحزب الممثل للكرد عن المشهد السياسي ليس سوى مسألة وقت».

 

صحيفة tages-antsayger" Тагес Анцайгер" السويسرية:

«أحداث يوم 15 تموز 2016 تغير تركيا أكثر من أي أحداث أخرى شهدتها منذ وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ إلى سدة الحكم عام 2002. فمنذ أيام يجري الحديث عن إعادة العمل بعقوبة الإعدام للخونة أمر يرمي بتركيا إلى سنوات ثمانينات القرن الماضي ويرمي بتركيا خارج قائمة المرشحين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

 

صحيفة "the times" البريطانية: «إذا تم فعلا في الأسابيع والأشهر القادمة العودة إلى العمل بعقوبة الإعدام والمحاكمات الصورية في ظل انهيار النظام القضائي في تركيا، فستكون الأزمة في البلاد قد ترسخت كليا ويصبح إردوغان ليس بأفضل من العسكريين الذين أرادوا الإطاحة به».

 

وصحيفة "Berlingske" الدنماركية: «منذ أن بدأ أردوغان بتضييق الخناق على المعارضة السياسية في البلاد، بات واضحا أن أمر انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أصبح غير مطروح ولسنوات عديدة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن يتعلق بموقف حلف شمال الأطلسي ـ ناتو ـ وعما إذا كان على الحلف أن يتخذ موقفا متحفظا من الديكتاتورية التي تنشأ للتو في تركيا. فأثناء الحرب الباردة قبل الناتو عضوية تركيا واليونان رغم حكم ديكتاتورية عسكرية فيهما. لكن الحرب الباردة انتهت منذ وقت طويل. وحلف الناتو لا يمكنه على الأمد البعيد تجاهل ما يجري في تركيا».

 

صحيفة "لاكروا Lacroix" الفرنسية: «إذا تعمقت الهوة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، يكون واضحا أن هناك أكثر من خاسر. تركيا لعبت دورا حاسما، أحيانا مزدوجا، في حروب تجري خلف حدودها مع سوريا والعراق. وإذا استمرت مرحلة تراجع الديمقراطية في البلاد وترسخت، فسيكون من الصعب على تركيا لعب دور الجسر بين الشرق والغرب».

 

 

محرر الموقع : 2016 - 07 - 22