أنقلاب تركيا اختلفوا في فهمه
    

الحقيقة انقلاب تركيا  حير المحللين واهل الخبرة فهناك توصيفات عديدة    هناك من قال انه انقلاب عسكري هناك من قال انه فبركة اردوغانية هناك من قال ان اردوغان له علم مسبق بالانقلاب

نعود الى اردوغان نفسه وما كان يتمناه ويرغبه   هو نفسه كشف تلك الامنية وتلك الرغبة  عندما قال الانقلاب هدية الله يسمح لي بالقضاء على المعارضة فهذا يعني ان هناك معارضة قوية تزداد قوة  وعدد  وتنال تأييدا شعبيا لهذا فكر في القضاء عليها اي اكلها قبل ان تأكله رغم ان تركيا ديمقراطية والديمقراطية تعني الاغلبية تحكم والاقلية تعارض ومن اسس الديمقراطية وجود معارضة وعدم وجود المعارضة يعني عدم وجود ديمقراطية  والمعروف ان اردوغان جاء الى الحكم  بارادة الشعب التركي لكنه استواه كرسي الحكم لهذا فكر في الغاء الديمقراطية من خلال الغاء المعارضة والقضاء عليها  لكن كيف لا بد من سبب مبرر على الاقل يقنع نفسه ومن حوله

لهذا وضع الخطط واتخذ الاجراءات الكفيلة في القضاء على المعارضة لكن الظروف غير ملائمة لا بد من ظروف ملائمة اسباب تبريرات فلم يجد من ظرف ملائم وسبب ومبرر من قيام مجموعة معينة بالانقلاب

وفعلا حدث الانقلاب فاذا لم يكن كان فبركة اردوغانية فلا شك ان اردوغان له علم ببدء الانقلاب  كما انه يملك عناصر تعمل لصالحه من ضمن مجموعة الانقلابين لهذا امر هذه العناصر بالاسراع في اعلان  الانقلاب بدون علم قادة الانقلاب مما اربك القادة وشلت ارادتها  فتمكنت القيادة من الهرب الى اليونان  وتحركت العناصر الاخرى بدون خطة  مما سهل لدواعش اردوغان والبغدادي من السيطرة على هؤلاء الجنود واضطهادهم والاساءة اليهم وحتى ذبحهم وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم ورميها من الجسور من العمارات العالية

وهكذا فشل الانقلاب بسرعة وفشل الانقلاب يعود الى الاسباب التالي

اولا علم اردوغان  بالانقلاب وبساعة الصفر

ثانيا وجود عناصر  من جلاوزته في داخل المجموعة الانقلابية

ثالثا  اردوغان هو الذي امر جلاوزته بالتحرك  مما اربك قيادة الانقلاب وشل حركتها

رابعا انه وضع الخطط اللازمة والاجراءات الكفيلة مسبقا في مواجهة الانقلاب والانقلابين واي تحدي شعبي

من هذا يمكننا القول ان مشكلة اردوغان ليست الانقلاب ولا الانقلابين  بل يرى في كل ذلك امر من الله يطلب منه ويأمره بالاسراع في القضاء على المعارضة القضاء المبرم والدليل ان الله وملائكته ورسوله يقاتلون معه كما ان الرسول الكريم ظهر لمفتي تركيا  وطلب منه ان يبلغ الشعب التركي  ان لا يتخلوا عن اردوغان  لانه محي السنة  ومميت البدعة

فهذا يعني القضاء على المعارضة امر الآهي وارادة ربانية  لا يمكن التخلي عنها وعدم تطبيقها  لهذا  في الدقيقة الاولى للانقلاب امر دواعشه ودواعش البغدادي التي كانت منتشرة في المدن  والشوارع التوجه الى المعارضة  فتمكنت بسرعة فائقة

منع اربعة ملايين تركي من السفر

اعتقال اكثر من 50 الف عسكري بينهم اكثر من 250 جنرال

اعتقال وعزل اكثر من 40 الف معلم ومدرس

عزل واعتقال اكثر من 3 آلاف استاذ جامعي

عزل واعتقال اكثر من 60 الف موظف

اعتقال وعزل اكثر من 2745 قاضيا من مختلف الدرجات

اقالة كل رجال الدين ومعلم دين وواعظ

حقا انها معجزة ربانية  كيف استطاع ان يحقق ذلك بهذه السرعة حتى لو كان يملك قدرة عفريت  سليمان اعتقد انه يعجز عن ذلك

فهل كل هؤلاء مشتركون في الانقلاب  فكل هؤلاء اعتقلوا وعزلوا لانهم في بيوتهم

فالذين يقومون بالانقلاب عادة مجموعة من عناصر القوات المسلحة لا يتجاوز عددهم اصابع اليد  من الطبيعي ان الجش التركي من الجيوش الراقية والمتقدمة صحيح قام بعدة انقلابات  ففي كل مرة يقوم بها القيادة العليا للجيش

من هذا يمكننا القول ان اردوغان وضع قائمة بكل اسماء المعارضة من سنوات بل منذ وصوله الحكم واستلامه كرسي المسئولية فكر في القضاء على المعارضة ودفنها الى الابد فوضع الخطط والاجراءات الكفيلة بحقيق هذا الهدف منتظرا الفرصة الملائمة للاجهاز على المعارضة فجاءة الفرصة الملائمة التي كان هو احد المساهمين فيها وهو الانقلاب العسكري وعند الاعلان عن الانقلاب تحرك للقضاء على المعارضة

لا معارضة في تركيا    هل يجوز معارضة سلطان الباب العالي

مهدي المولى

محرر الموقع : 2016 - 07 - 23