تنمية الحشد الشعبي المستدام
    

ظ . س . غريب 

آب 2015 آب 2016م فدائيو  اللاشرعي مسعود برزاني على أثر حليفه صدّام، فدائيو برزاني ينقشون صورته على أجسادهم، أول من استخدم مصطلح ( فدائيي البارزاني) "فاضل المطني" المتحدث باسم المكتب السياسي لحزب برزاني قال بأن برزاني لديه 30 ألف فدائي واي شخص يريد الاطاحة به عليه مواجهة هؤلاء في اشارة الى رفض ازاحته من على كرسي الرئاسة رغم انتهاء مدة رئاسته منذ سنة. 

 

تنمية الحشد الشعبي المستدام، تنمية بشرية وتنظيم يحمي مقدسات الوطن الديمقراطي، حضاري سوقي يتسق والقدرة الروحية والمادية للبنية التحتية العراقية، حاول قطر عربي مثل ليبيا اعتمادها باسم (الشعب المسلح)، لكن طبيعة حكم القذافي اللاشرعي (المتعاطف مع اللاشرعي برزاني!) الذي أطاحت به ثورة 17 شباط 2011م، نهج يجافي روح تجربة الحشد البشري التنموية العقلائية. تجربة العراق الحضاريالعريق في التنمية البشرية، تشبه تلك التجربة الناضجة في الحالة السويسرية، رغم خصوصية سويسرا الأوربية المتمدنة في الكفاية والتكافل (المبدأ الإسلامي) والعدل بنبذ الفساد الإداري، خصوصية سويسرا جعلتها في منأى عن أي غزو، فلم تتعرض لأي غزو منذ أكثر من 5 قرون، ولم يجرؤ حتى هتلر على المجازفة باجتياحها ليس فقط لأنها بلد محايد منذ نهاية القرن 19م، بل أيضا لأن الهجوم عليها مغامرة محفوفة بالمخاطر باهظة الثمن. ما تزال سويسرا، البلد المحايد العريق، يحتفظ لنفسه بحق الدفاع المسبق عن النفس واتقاء الحرب بالاستعداد لها، ويضع مواطنوه أيديهم على الزناد باستمرار رغم عدم احتمال الحرب أو التعرض لغزو خارجي، ناهيك عن انتفاء أي خطر داخلي لصراع مسلح أو ما شابه اللاشرعية على مدى عام (آب 2015 آب 2016م) في رئاسة إقليم شمالي العراق.

 

بنهاية الحرب الباردة جرت محاولة لإلغاء المؤسسة العسكرية في سويسرا، إلا أن استفتاء بالخصوص عام 1989م فشل بعد أن صوت ضده نحو ثلثي الناخبين، ونفس النتيجة خرج بها استفتاء آخر جرى عقب هجمات 11 أيلول الأسود الأميركي في كانون الأول 2001م، حينما صوت ضده نحو 80% من الناخبين. استفتاء مواز جرى خلال العام الجاري لمنح كل مواطن سويسري عامل أو عاطل عن العمل سواء، راتبا مجزيا، منحة دعا إليها القذافي من ريع نفط الليبيين الذي بدده (مقابل تنازله لليبيين عن ريع قصصه الأدبية التي نشرها!) قبل مصرعه ولم يعملبها!.

 

تمتد في سويسرا الأنفاق (على غير غرض أنفاق ليبيا التي لجأ إليها الغرائبي القذافي خلال ثورة شباط) والملاجئ النووية ومخازن الأسلحة ومرابض المدفعية والصواريخ المحصنة من جنيف إلى دافوس ومن زيورخ إلى لوغانو، وفي نفس الوقت لا يتجاوز كادرها العسكري النظامي 9 آلاف شخص، معظمهم في سلاح الجو، فيما بلغ عدد الذين يؤدون الخدمة العسكرية ويخضعون للتدريب بين 10– 15 ألف مجند. تتركز منظومة جيش سويسرا على عدة أسس تتمثل في "عدد قليل من الجند + كثير من الضباط وضباط الصف + احتياط مدني + دورات عسكرية تدريبية= جيش يجمع عند الضرورة. يستدعى المجندون الجدد من الرجال إلى مدارس التدريب العسكري لمدة 90 يوما، وبعد التخرج تمنح الدولة الجندي سلاحا شخصيا يتمثل في بندقية أو مسدس ومخزنين مملوئين بالذخيرة، ويزود بثلاثة طواقم للملابس العسكرية متناسبة مع فصول السنة، بالإضافة إلى درع واق من الرصاص وخوذة، وكلها يحتفظ بها في منزله كيفما يشاء ولا يتعرض لأي تفتيش بهذا الشأن. مع كبر منظومة سويسرا العسكرية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 8 مليون نسمة، لا تتجاوز ميزانيتها العسكرية بضع مليارات، وتتناسب أسلحتها الثقيلة مع مساحتها الصغيرة، فلديها نحو 800 دبابة وعربة مدرعة و14 سربا جويا، و120 طائرة تدريب، و100 مروحية، إلا أن هذه الترسانة يتم تجديدها بانتظام. يمر جندي الاحتياط بثلاثة تصنيفات حسب العمر ما قبل 32، وقبل 42، وقبل 50 عاما. الفئة الأولى استدعاؤهم خلال 10 سنوات إلى وحداتهم 8 مرات لمدة 3 أسابيع، فيما تستدعى الفئة العمرية الثانية 3 مرات لأسبوعين، والفئة 3 مرة واحدة لأسبوعين، وببلوغ جندي الاحتياط سن 51، يسرح رسميا من الجيش، وتسترد منه الأسلحة والعتاد والمستلزمات العسكرية التي منحت له، وتهدى إليه بندقية خفيفة، ويزود بجدول استدعاء لحالات الطوارئ الكبرى والنفير العام. لا يتهرب أي مواطن سويسري من الخدمة العسكرية الطوعية للنساء.. تقاليد عريقة تضمن ذلك، وثقافة راسخة وتنظيم محكم لا تلاعب فيه، وقد شددت السلطات السويسرية إجراءاتها الأمنية في مطار جنيف بعد تلقيها اتصالا هاتفيا من مجهول، رغم أن مثل هذا الخطر قائم، إلا أن سويسرا لا تهددها أخطار أكبر مثل الحرب. ليس فيها بداوة صدام وحلفاء - خلفاء صدام، ومرتزقة دعاية، من حر مال شعب مغيب، لصالح مسميات مسوخ؛ فدائيو صدام، فدائيو برزاني!.

 

الوطن الحر السعيد، راية واحدة لفداء الحشد الشعبي.

 

محرر الموقع : 2016 - 07 - 29