النوري .. عصفورة تكسر قفص الحنانة
    

أحمد صالح العراقي

 

 

"أما أن تكون معنا خادما مطيعاً، وإلا فأنت ضدنا تبيع إرثنا آل الصدر".

 

 بهذه الكلمات المتشنجة التي كتبها"جليل النوري"،العقل المدبر واللسان الناطق واليد العاملة, في جسد "مقتدى الصدر"، إلى أحد قيادي التيار الصدري سابقاَ، والمسمى"سعد سوار" الأمين العام لجيش المؤمل "المنشق" يستأنف الصدريين إنشقاقاتهم الداخلية من جديد! بعد خروج القيادي البارز بالتيار"قيس الخزعلي"سابقاً، لتشكيل قوة تحتى مسمى(عصائب أهل الحق)! إتهامات وتشجنات بين "سوار" و "مقتدى" وصلت حتى لغة التهديد! بفضح المستور وكشف الحقائق!رافق ذلك عدة معطيات، كان أخرها هروب "جليل النوري"ببيت المال الصدري، وتهديده بفضح الصدر حال ملاحقته، حسب ما تناقلته بعض المصادر.

 

 

يعيش الصدر أصعب مراحل حياته، ويمر بضائقة تنظيمية مشددة، لم يعد يثق حتى بعائلته من أبناء إخوته وخواصه، الخوف والحذر والريبة تملأ البيت الصدري، وترافق كل كلمة وحركة الشكوك والظن! ما الذي يخافه "مقتدى الصدر" اذا ما كان يرى نفسه محقاً في كل شيء؟ ما هو المستور الذي هدد "سوار" كشفه حال التعرض له؟ وما هي الفضائح التي سيعلنها "جليل النوري"! حال ملاحقته؟ نزيف تنظيمي جماعي بين فترة وأخرى، يضع الصدر في قفص الإتهام! بالخروج من خط أبيه الصدر!.

 

 

 

 

 

أسباب ومسببات تعصف بالبيت الصدري، تسلق الكثير من خلالها حائط الطاعة العمياء لتلك المدرسة، وراح بعض الفارين خلف الحائط، يجوبون دكاكين السياسة، مع الكتل والكيانات الأخرى! متخذين من "السيد محمد صادق الصدر" غطاء شرعيا ودينياً! وإختلافهم وخلافهم مع "مقتدى" غطاء سياسي، وسنذكر بعض تلك الأسباب والمسببات ومنها:-

 

 

 

 

 

·         مواقف مقتدى الصدر المتناقضة! وقراراته السياسية المتخبطة! والتي كان كثيراً ما يمليها عليه بعض المقربين مثل " جليل النوري" الهارب ببيت المال أخيراَ.

 

 

·         التهميش الحاد، وشعورهم بأن دكتاتورية وتسلط مقتدى فيهم، جاءت إنتقاماً لبعض الشخصيات منهم، كتصفية حساب أو غيره.

 

 

·         إحتراق ورقة مقتدى الصدر سياسياً، وكونهم كانوا منتفعين من وجودهم تحت عباءته، ولابد من اللجوء الى عباءة اخرى.

 

 

·         شعورهم بأن مقتدى الصدر بدأ يخالف نهج أبيه الصدر علناً، بممارسة الإفتاء والقضاء والولاية فيهم، فيما حرم ذلك الصدر بفتوى واضحة، إلا على ألمجتهدين! وهم يرون بأنفسهم إجتهاد يفوق "مقتدى" وعلميته الدينية والسياسية والمجتمعية.

 

 

·         موقف "مقتدى الصدر" الأخير من الحشد وتحرير الفلوجة، ودوره في التظاهرات والاعتصام، التي عرت التيار الصدري وكشفت عن جسده الموشم! بألون الداكن القطري! والسيف السعودي! والهلال التركي! كونه عميل وبإمتياز من حيث يشعر أو لا يشعر.

 

 

·         حالة الثراء الفاحش المتبجح علناً! والذي ظهر به "مقتدى الصدر" مؤخراَ! في الكرادة وغيرها، من سيارات مؤثثة بالحداثة! والمواكب المدججة بالسلاح.

 

 

 

 

 

قرار الإعتكاف، أتفه وأخطر قرار إتخذه"مقتدى" وعده أحد المقربين تيارياَ"بأنه سهم طائش رماه النوري، ببدن مقتدى الصدر"! بدى الصدر خلال إعتكافه منزوياً سياسياً وجماهيرياَ،وإنه فقد الكثير من السوائل التيارية!وبدأ الجفاف والجفاء يدبان بجسديهما،حاول إستعادة وجوده كلاعب أساسي بالساحة، وحرك أوراق المظاهرات والإعتصام من جديد، ولكنه تفاجئ كثيراً!بأن الزخم المليوني الذي كان يُعَد  وَيُحَضر له على أوسع نطاق،للدخول للساحة من جديد،قد  تضائل! لدرجة إن التظاهرات والتجمهر ستشكل فضيحة لقواعده الشعبية! أكثر مما هي مساندة له.

 

 

 

 

 

مقتدى الصدر في موقف لا يحسد عليه! وكأنه إنتبه من نوم عميق، بعدما خدره المقربون منه بمصل الطاعة والتصفيق له، إستيقظ ليجد قرارات لم يتذكر إنه اتخذها! قد أفقدته وجوده السياسي! وتصرفات أوهم بصحتها، أبعدت عنه الكثير من مساعديه ومريديه سابقاً، أخر ما كان يفكر به"مقتدى" بأنه سوف يسرق نهاراً، وبعد أوهامه بقرار أخلاء مقرات التيار، كخطوة لإستعادة ثقة قواعده به، ولتصفية حسابات حكومية، وجد نفسه قد سرقه أهله، وهددوه بعدم الملاحقة، وإلا فقد -أعذر من أنذر-.

 

 

 

 

 

نزف الصدر كثيراً، نزف رجالات كان يراها عون له، واليوم شبحاً يهدد وجوده، نزف مليارات إكتنزها في غرف الحنانة المظلمة! والتي تقدر ب(69) مليون دولار، صودرت الى لبنان تحت قبعة "جليل النوري" في حين يفتح فقراء ويتامى ومعوزي ال الصدر! أيديهم وأفواههم الى جهات أخرى! ينتظرون القوت من سماء إطبقت على خزائن غيثها! وختاماً بات الصدر" مقتدى" واضحاً للمجنون فضلا عن العاقل! بأنه أداة مسيرة! نهبت أموال وخيرات الشعب، ولم تكن أرض الصدر تربة صالحة، لنمو نبتة الإصلاح! وما بقي على الجميع إلا فهم تلك اللعبة  جيداً.

محرر الموقع : 2016 - 07 - 30