السويد::البلديات الرافضة لأستقبال اللاجئين "الأطفال" تسارع إلى مراجعة موقفها
    

مع مطلع العام المقبل ستلزم البلديات بأستقبال ما ينسب إليها من طالبي اللجوء الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما ويصلون البلاد بلا رفقة أحد من ذويهم الراشدين. القرار الذي أتخذه البرلمان السويدي يوم أمس بهذا الشأن يمنح مصلحة الهجرة الحق في تنسيب العدد الذي تشاء من هؤلاء اللاجئين للإقامة في أي من بلديات البلاد دون أن تكون ملزمة بتحديد أسباب الخيار، ودون أن يكون للبلديات حق الإعتراض على ذلك التنسيب.

 

يذكر أنه من بين بلديات البلاد الـ 290، هناك 87 بلدية لم توقع أتفاقات مع مصلحة الهجرة لأستقبال اللاجئين "الأطفال" في أراضيها. وكانت السنوات الأخيرة قد سجلت تصاعدا كبيرا في أعداد هذه الشريحة من اللاجئين، ففيما لم يتجاوز عدد الواصلين منهم إلى السويد عام 2005، الأربعمئة شخص ينتظر أن تصل أعدادهم هذا العام الى ما يقارب الأربعة الآف.

مفعول قرار البرلمان لم يتأخر في الظهور، أذ سارعت أيفا يوانسون رئيس بلدية سفينيوغنا في فيسترا يوتالاند، التي طالما رفضت أستقبال اللاجئين الأطفال، سارعت إلى الإعلان للقناة الإذاعية الرابعة، أنه في حال تبني البرلمان للقرار فان بلديتها ستعقد اتفاقا مع مصلحة الهجرة، بدلا من الأنتظار حتى يصبح الأمر إلزاميا:

ـ نحن كبلدية صغيرة لم نر أمكانية لتسلم الموارد وأيجاد القدرات في الوضع الحالي، لذلك من الأفضل أن نقوم بذلك على نحو منظم بدلا من التعرض للإلزام.

معروف أن البلديات يمكن أن تتفاوض مع مصلحة الهجرة حول ما تمتلكه من قدرات لاستيعاب اللاجئين الأطفال، والأتفاق على عددهم، لكن قرار البرلمان الأخير قد يؤدي بها إلا وضع لا تجد فيه فرصة للتفاوض حول العدد الممكن إستقباله.

من البلديات الأخرى التي لم يسبق لها أن أستقبلت أيا من اللاجئين الأطفال بلدية فانسبرو، التي سبق وأن كلفت عضوها أيريك فالاندير بدراسة الموضوع وهو يقول:

ـ نحن بلدية صغيرة، بالكاد تسد مواردنا مالدينا من إحتياجات، وقد كنا حذرين في قبول ما نحن غير متأكدين من قدرتنا عليه. هناك بالطبع كثير من التحديات، مها تدبر سكن بنوعية لائقة للقادمين. وكوننا بلدية صغيرة، فان أمكانيات السكن في محيطنا ضئيلة.

إمتناع سبع وثمانين بلدية عن أستيعاب اللاجئين الأطفال زاد من العبء على بلديات أخرى منها بلديات مولندال، مالمو، سيغتونا وسولنا.

أيريك فالاندير مسؤول النشاط المدرسي في بلدية فانسبرو يقول أن من التحديات التي تواجهها البلدية في حال إستقبال لاجئين "أطفال" تحميل سكان البلدية مسؤولية العناية والأهتمام بحياتهم،وكذلك بشؤونهم الدراسية:

ـ هناك من يقول أن هذا جانب سهل طالما تتوفر لدينا المدارس والتنظيم المدرسي القائم حاليا، لكن هناك جوانب تمس الحاجة الى دراستها كالطريق إلى المدرسة، ومالذي يتعين توفيره في هذا المجال.

ومع هذه التحفظات لا يرى أيريك فالاندير أن قرار البرلمان كان خاطئا، وهو يؤكد أنه حتى في البلديات التي لم يسبق لها إستقبال اللاجئين "الأطفال" فان موقف السكان منهم يتسم بالإيجابية:

ـ الموقف في الأساس أيجابي، نحن لا ننظر إلى هذا كمشكلة، ولكننا نرى أننا يجب ان نقدم دعما لأشخاص هم بحاجة الى دعمنا.

محرر الموقع : 2013 - 09 - 21