مظاهر زائفة وخادعة توقع بعض الشباب في مصائدها، من ينقذهم منها؟
    

بغداد الاخبارية / تحقيق / دريد ثامر 

في كثير من الاحيان يشاهد غالبية الناس مظاهر براقة وخداعة ، يجدون فيها قمة في الرقي والتحضر ومواكبة زمانهم ، ولكن في حقيقة الامر تعد أشياء كالسراب وأوهام يقعون تحت تأثيرها ، ولا يمكن القبول بها ، لانها قد تقودهم الى الهاوية ونبذ الاخرين لهم عندما يتوقعون أن بارتدائهم الملابس المستوردة والممزقة التي لا تتناسب وواقعنا الشرقي إو إتباعهم بعض الممارسات الغربية يمكن أن تثير إعجاب من حولهم ، ولكنها قد تثير إشمئزاز الاخرين منهم ، كاطالة شعر بعض الرجال مثل النساء وإرتداء مختلف ألاساور والقلائد أو إرتداء بعض النساء لملابس غير محتشمة أو صبغ شعرهن بالوان غريبة ووضع ماكياج صارخ .
فهل يعلم من يتبع هذه الممارسات إن واقعنا يرفض هذه الامور ولا يرضى عنها ؟ ولماذا نقحم هذه العادات الهجينة على مجتمعنا وفيه ما يفوق تصورنا من أمور حسنة يمكن أن نفتخر بها ؟ ومتى يعي بعض الشباب الذين يقومون بالتشبه بالغرب في عاداتهم أنها قد تفسد أذواقهم وشخصيتهم عندما يتأثرون بما لديهم من قشور التحضر وينسون تاريخهم ؟ 
(( بغداد الاخبارية )) تحدثت مع بعض المواطنين حول هذا الموضوع.

مظاهر سرابية

فقال المواطن أحمد عبد الله حميد ( صاحب محل لبيع المواد الغذائية ) : كثير من هذه المظاهر الخادعة والبراقة التي نشاهدها يومياً ، على إنها تمثل قمة في التقدم والازدهار في الحياة التي نعيشها ، ولكننا يمكن أن نقول عنها ، وهي تغزو بعض الشرائح لاسيما المراهقين منهم أنها عبارة عن قشور أو سراب يعيشونه في خيالهم عندما يتحدثون عنها وكأنها هي من تستطيع أن تخرجهم الى واجهة الحياة بثقافتها وتطورها ، لذلك أنصح بعدم اللجوء اليها مطلقاً ، لانها قد تسهم في نبذ الاخرين لهم أو تقود الى عزوف بعضهم بالتقرب منهم من خلال رفضها وعدم القبول بها ، تحت أي مسمى مهما كانت وتكون .

أشياء غير الطبيعية

أما المواطنة هدى عبد الكريم سالم ( طالبة جامعية ) فقالت هذه الامور موجودة خصوصاً عند بعض فتيات الجامعات من خلال مختلف الملابس والماكياجات غير الطبيعية والقلائد وقصات الشعر التي غالباً ما يقلدن فيها ما يشاهدنه في التلفاز من الموديلات الحديثة ، وكنت دائماً ما أقول لهن بانها ، ما هي الا اغطية خارجية تغطي أشكالهن الحقيقية عن الناس ، فالانسان يجب أن ينظر الى هذه المظاهر البراقة بحذر شديد ، كي لا ينخدع ببهرجتها المكلفة التي إصطنعتها الشركات العالمية لجذب أكثر عدد ممكن من الناس ، ولكنهن لا يرونها على صورتها الواقعية ، أما جوهر الانسان فهن بعيدات عنه ، مع انه الاصل الذي يجب أن يشعرن به وألا تأخذهن الصورة المبهرجة والملونه ، التي قد تخفي تحتها أشياء كثيرة.

التحدث معهم

ويخالف المواطن رامي عبد الوهاب ياسين ( موظف ) بعض الاراء حول هذا الموضوع عندما قال ، لا يجوز على أي انسان أن يحكم على المظاهر فقط عندما يشاهدها على الاخرين ، ربما تكون الحاجة وقتها قد دعت الى ذلك ، فالانسان يجب أن يجرب روح ونفسية الناس الاخرين قبل الحكم عليهم ، فرؤية بعض الشباب المراهقين وهم يقصون شعرهم وفق أحدث الموديلات على غرار ممثلين أو لاعبين كرة قدم هم يعشقونهم ، أمراً بحاجة الى التحدث معهم عنه ، كي يعلم الجميع المسبب الرئيس منهم مباشرةً ، فالحكم على المظاهر في صورة متسرعة قد يكون خاطئاً أو يقع الكثير في غير محله ، ولابد للانسان أن يتأنى قبل كل شيء ويبحث الامور في جميع جوانبها قبل أطلاق الاحكام.

طرق العيش

وإنتقدت المواطنة هيفاء محمد طارق ( موظفة ) من يركض ويلهث خلف توافه التحضر المزعوم والخداع بمحاولة تقليد الاخرين من ناحية الملابس الرثة وطرق المعيشة من تسكع والعيش في الخيال بعيداً عن الناس وعدم الاهتمام بافراد أسرتهم والتي هي غريبة لما متعارف عليه في مجتمعنا ، ربما تكون جاءت بسبب تأثرهم بما يشاهدوه في بعض الافلام أو المسلسلات الاجنبية المدبلجة وقادت صاحبها الى طريق غير سوي ، لان مجتمعنا لا يشبه المجتمعات الاخرى ، ولكل مجتمع فيه قيمة عظيمة وله تقاليد راسخة وثابتة وأعراف ، لا يمكن الخروج عنها أو التمرد عليها ، كي لا يغضب تصرفهم الاخرين ، فطريقة قص الشعر بكل تأكيد هي تختلف من مجتمع الى آخر وإطالته كالنساء قد يتعارض والتقاليد العامة ، فتبدو حينها مسألة غير منطقية وتولد أشياء يمكن أن تؤدي به الى عزله نهائية عنهم.

ممارسات غريبة

بينما يقول المواطن ماجد محمود عناد ( سائق أجرة ) كثيرون ممن يستقلون سيارتي وهم يتحدثون عن الاشياء التي يعملون بها في الشارع من رقصات غربية أو حركات أجنبية تشبهاً بالمغنيين الاجانب أمام الناس بملابس صارخة الالوان والقلائد والاساور ، ويحاولون فرض تقاليد مستوردة على أنفسهم ، يظنون أن هذا التصرف هو قمة التقدم والحرية الشخصية التي تواكب العصر ، صحيح أنها مسألة ضرورية من أجل التغيير خصوصاً اذا كانت نحو الاحسن وعندما نتبع بعض التقاليد التي تفيد مجتمعنا ، ولكن هذه التصرفات خاطئة وغير صحيحة ولا تمثل التحضر لا من بعيد ولا من قريب نظراً لان التقاليد المستوردة والعادات المكتسبة من الخارج يمكن أن تؤدي الى تصادم في التفكير بين التقاليد التي يتمسك فيها المجتمع العراقي وبين أن تلك التقاليد الدخيلة المقبلة من خارج الحدود التي عندهم تعد صحيحة ولا غبار عليها ، فالمجتمع العراقي مجتمع محافظ وله تقاليده الخاصة والمحترمة التي تؤمن بالقيم والتراث والاعراف وقد وضع خطوطا حمراء على بعض القضايا ولا يمكن تجاوزها.

خلاصة القول

علينا إلا نركض وراء مظاهر زائفة خارجها شيء جميل ومن داخلها تهديم للذوق العام ، وهي في حقيقتها مختلفة تماماً عن عاداتنا وطرق عيشنا وتفكير مجتمعنا الذي نعيش فيه ، فعلى الجميع الا يحاولوا الركض وراء هذا السراب الذي لا نهاية له سوى الدمار النفسي والفكري الذي ربما يؤدي الى تعب صاحبها ويسبب له مشاكل كثيرة مع الاخرين ، ونحن في غنى عنها ، لذلك يجب تظافر الجميع في متابعتها من قبل أرباب الاسر أولاً لابنائهم والمدرسة والمجتمع ثانياً ، وأن يوضحوا لهم بصورة بسيطة ومنذ أوقات مبكرة من أعمارهم ، ما هي تقاليدنا وعاداتنا وكيف تم إكتسابها من أبائهم ، كي لا يقوموا بالجري عند الكبر وراء هذه التقاليد والصراعات القادمة من الخارج ، لان لكل مجتمع خصائصه المعروفة.


محرر الموقع : 2015 - 03 - 31