الاسئلة الخمسة التي حيّرت العالــَم ؟
    

لا يكادّ يمرُّ يوماً الا ووجدتَ شُبهة تُلقى هُنا او اشكالٍ يُرمى هُناك اوحتى مُستفِهم يطرح ما لا يفهم وفي كُل خصوصيات المذهب الفكرية منها والعقائدية وكذلك من أحكام وتشريعات وبعناوينها الاولّية والثانوية ، والاهم من كُلِ ذلك هو التكامل الذي يعيشه المُنتمي للمذهب بين الايمان بالامام الغائِب بوجوده وغيبته وبين الامتداد الحُجتي للعلماء الذين اوصى اهل البيت عليهم السلام باتّباعهم ، وكُل تِلكَ التشكيكات قدّ اخذت نصيبها من قِبل الاعِلام الفسبوكي ولعلّ اكثر تِلكَ التشكيكات والتي تُلقى على الاطلاق هيَ التشكيكات الموجّهة الى المرجعية العُليا وبِكُلّ حيثياتها وتركيبتها والمؤسسات التي تشرف عليها وترعاها والشخوص المُنتمينَ اليها ، هذه التشكيكات والتُهم قدّ استغلت في جانبها السياسي اكثر مِن كونها مرجعيات دينية قدّ اكتسبت شرعيتها بالادلة المعروفة وعلى السواء عقلية كانت او شرعية والتي منها اخُتلف في حجم صلاحيات الفقيه وطريقة الفهم لِما يُرادّ من الحاكِم الشرعي ، ولكن أن تُطرح التي تُسمّى اشكالات وبصورةٍ سمِجة وغبية هذا ما لا يُمكِن السكوت عنه ، وهوَ ما كَشفَ عن اِعاقةٍ عقلية كبيرة لِطارح تِلك الاسئلة بلّ ان البعض قدّ اعرض عن الاجابة عليها لسخافتها وجهالة طارِحها ، ورغمَ ذاك فنحنُ سنُسّفه تِلكَ التشكيكات والسفسطات فنقول :

ايهُا المُتكِلم : ان الضابِطة لتقليد المرجع الجامع للشرائط والتي تَعُجُ بِها جميع رسائِل العُلماء ومَِن معهم (مرجعك) ، تُعطي للمُكلف خيارات عِدّة لأختيار مَنّ يكون حُجّة بينه وبين ربه ، لِتصحيح العمل وأنتهاج ما ذهبَت اليه مدركات المرجع في فهمه للمطالب الاصولية الفقهية وكما هو نتاج ما استفرغ وسعه لأستنباط الحُكم الشرعي والذي قطع بينه وبين ربه ان هذا هو المُراد من تِلكم المسألة . وما سؤالك : كيفَ تُقلّد مرجعاً لم تسمع بصوته ؟
ــ جوابنا النقضي : هلّ ان من لمّ يمتلك واسِطة يُسمِع بها الناس من العُلماء لا يجوز تقليده ؟
نعم ، ضمن مقاييسك الغبية جعلتَ بشرياً حُجة على نفسِك وليسَ بالضرورة ان الجميع يُقيس على ما تقَسّ عليه وخصوصاً وما تتفضل به يدل على جهل حتى برأي صاحِبك في مسائِل التقليد وهي تُعتبر من الابواب الاولى في رسالته فما بالك بالابواب الباقية فكيفَ فهمك لها ، أميون بائِسون .
ــ هل تعلم ايهُا المُتذاكي ان مهمة القاء المُحاضرات مُلقاة على كاهِل طلّاب العِلم والذين يتفرغون لنشر احكام الدين بين الناس وفي مُناسبات عِدة وعلى طول السنة وهيَ ليست مُناطة بمراجع التقليد ، ورغم انهم يوردون نصائح للناس فمنهم من ينشُرها مرئية ومنهم صوتية ومنهم ورقية كُلٌ بِحسب قناعته وما تحتَ يده ، وانت جعلتها من اركان التقليد ؟!
ــ لا يوجد لديه لِقاء تلفزيوني ؟ ما اعظم مُصيبتِك في عقلك ؟ وهل أن الخروج على فضائيةٍ ما والتنظير امام الافواه الجائِعة والبطون الخاوية يُعتبر من اولويات التقليد ؟ فأِنّ كانت الفضائيات هيَ الحَكم في تحديد العالِم من عدمه فأبُشرُك بأن صاحِبك أنّ قرناه بالبعض فسيستحق لقب ( سيد الجُهال ) بِلا مُنازع لأستلزام ظهور البعض اكثرَ منه !
ــ لا توجد عنده كُتب الا الرسالة العملية : وهذه النغمة قدّ تعودنا عليها كثيراً ، فالكثير من الباحثين الاسلاميين لديهم مؤلفات اكثر من صاحبك فهل تُسلِّم بأنهم افقه واعلم من صاحبك ام ان النوبة اذا وصلت اليه حينها تختلف المقاييس !
ــ اما عن رؤياه بِشخصه فقدّ تشرفَ بِلقاء المرجع صاحِب الفتوى بالجهاد الكفائي الامام السيستاني - بارك الله بأيّام عمره - الالاف ان لم يكن الملايين مِن مُحبيه ومُقلديه ومُريدوه وما زالت دربونته تستقبِل المئات منهم وبِشكلٍ يومي .
انّ واضِع هذه المُضحِكات يُحاوِل وبِكُل طريقة ان ينال مِن تِلك القامة العلمية الشامخة بببيان مفبرك، ركيك الصياغة ردئ العبارة سئ الإخراج ، فخُض يا تويفّه في بِحارك اللُجّية مِن بُهتان وسوءِ مُنقلب فستصل الى قعرها مُرتطِماً بصخرتها تُكذّب كُل قيمك التي تُنادي بِها ولِسانِ حالِ المرجع قائلاً : لقد كنت احسب أنكم تعقلون القول وتتعقلون، فيقل عزمكم إلزام الحجة، ويقهر غلواءكم وضوح البرهان، فقد وعظتكم بالمواعظ الشافية أرجو صلاحكم، وكاشفتكم من صادق النصح ما فيه فلاحكم ، زاجراً لكم لو كنتم تخافون المعاد، ونشرت لكم من مكنون علمي ما يشفي سقمكم لو كنتم تعلمون إنكم مرضى ضلال، ويحييكم بعد موتكم لو كنتم تشعرون إنكم صرعى غواية، حتى حصحص أمركم وصرح مكنونكم، أضل سبيلاً من الأنعام السائبة، واقسى قلوباً من الحجارة الخاوية، لا يردعكم عن كبائر الإثم رادع، ولا يزعجكم عن عظائم الجرم وازع، قد نصبتم حبائل المكر وأقمتم كمائن الغدر، فاجمعوا أمركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فأمركم إلى تباب وموعدكم سوء العذاب. وأعجب ما في أمركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان تريدون مني ان أبيع الحق بالباطل وان اشتري طاعة الله بطاعتكم وان أسخطه وأرضيكم وأن اخسر الحياة الباقية لأربح الحطام الزائل، تباً لكم ولما تريدون ، أظننتم ان الإسلام عندي شيء من المتاع يشترى ويباع ؟
قولوا لمن بعثكم ومن وراء اسيادهم ان الذي يريدونه مني نوع من المحال لا تبلغوه على اية حال ، نعم ، انّ اعظم الخطوب والرزايا انّ يُحسب امثالِ هؤلاء شيعة ؟
الم تُشنف اسماعكم صفات الشيعة المُراد وجودهم وكثّرتهم لِما القى امير البلاغة والبيان حينما وصفهم قائلاً : شيعتنا المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون في احياء امرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وان رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا . وأنى لكم ان تبلِغوا ذلك ،هيهاتٍ هيهات ؟

ابو باقر

محرر الموقع : 2016 - 08 - 22