المركز الثقافي العراقي في بيروت مسرحاً لتوقيع كتاب لعمران القيسي عن الفنانة العراقية ليلى كبة كعوش.. فنانة حية بنت جسراً بين أساطير الشرق والغرب
    

كعادته لا يوفر المركز الثقافي العراقي في بيروت جهداً أو فرصة لإطلاع اللبنانيين وغيرهم على الثقافة والحضارة والفن والإبداع العراقي، فينقل لنا بنشاطاته المتنوعة من ندوات، وأمسيات شعرية، ومعارض، حضارة غنية بالأساطير القديمة والجديدة.

من لم يسعفه الحظ، وتخلف عن حضور حفل توقيع كتاب "ليلى كبة كعوش والتعبيرية المتجددة" في المركز الثقافي العراقي للفنان التشكيلي والأديب عمران القيسي، خسر فرصة التعرف على الحضارات العراقية بشؤونها وشجونها، مع النكهة الأوروبية التي جمعتها كعوش من خلال أسفارها، وفرصة المقابلة وجهاً لوجه مع اسطورتين على قيد الحياة.

إختلطت إثارة السحر مع الساحر فإسلوب الفنان "القيسي" كان رائعاً وموضوع الكتاب أي رسومات ليلى، كانت أروع.

الكتاب ليس عن ليلى بقدر ما هو كتاب عن جيل عراقي قرر أن يجدد ويتجدد بالغربة فالزمن الذي غادرت فيه العراق لتدرس الفن هو نفس الزمن الذي غادر به القيسي العراق ليكتشف العالم الخارجي كما أكد القيسي نفسه في حديث خاص لـ"شفقنا".

الكتاب المذكور هو الأقرب إلى قلب القيسي كما كشف ل"ـشفقنا"، لأنه وضع فيه فلسفته ومفاهيمه عن التعبيرية التشكيلية، سيما وأن لوحات ليلى عقلانية وتعبيرية متجددة، ممتلئة بالموضوع، الذي هو العالم، مشدداً على أن "التواصل بين مثقف ووطنه مسألة مهمة مهما طال زمن الغربة التي قد تفرض عليه".

ليلى بحسب القيسي عايشت أساطير الغرب وأساطير بلاد ما بين النهرين، ودفعت الكتاب والمؤرخين إلى الكتابة عنها، لأنها ليست فنانة عادية برأي كل من رأى أعمالها، فهي ترسم رسومات لا نظير لها، ولا تنهي لوحاتها إلا ببداية لوحة جديدة، وعينها ما زالت على اللوحة الأولى.

علاقة الكاتب بموضوعه "ليلى" قديمة وقوية، فهو راقبها وراقب أعمالها منذ أن بدأت بالرسم، وهي متصوفة في الثقافة البصرية.

أما الفنانة كعوش فأكدت لـ"شفقنا"، أن مشروع الكتاب كان مفاجئاً لها، لأن دراسته كانت عميقة جداً وفاقت التصور، وخصوصاً أنه جمع كل رسوماتها وأعمالها منذ عام 1978 وحتى يومنا هذا.

وقالت كعوش: "أعمالي  في البداية كانت عبارة عن مشاهدات من طفولتي في العراق الحبيب، وبعدها شكل الحنين إلى العراق موضوعاً مثيرا في أعمالي عندما كنت في أبو ظبي".

وأوضحت أن أعمالها إختلفت بحكم تنقلها بين أبو ظبي وبريطانيا، والولايات المتحدة واليونان، مجسدة أجواء كل بلد في اللوحات، مذكرة أن فترة تواجدها في اليونان  كان خاصة نظراً لطبيعة اليونان وأثارها وأساطيرها، وهنا قامت بالدمج بين الأساطير العراقية من الحضارات السومرية والأشورية، مع الأساطير اليونانية الشهيرة.

بدوره رئيس المركز الثقافي العراقي في بيروت الدكتور علي عويد العبادي أكد لـ"شفقنا"، أن الهدف من نشاطات المركز المتنوعة، من ندوات وغيرها، هو التواصل بين المثقفين العراقيين المقيمين في لبنان، وتواصلهم مع المثقفين اللبنانيين أيضاً، من أجل عكس واقع الثقافة العراقية.

وشدد على ضرورة الإنفتاح على المؤسسات الثقافية العراقية، وعلى المثقفين اللبنانيين، بهدف بناء العلاقات الأخوية لخدمة البلدين.

وأشاد العبادي في حديثه بـ"ليلى" التي تمكنت من بناء مسار لها في مجال الفن التشكيلي على المستوى العربي والعالمي، رافعة إسم العراق في دول المنطقة والدول الغربية أيضا.

 

شفقنا

Click to enlarge image DSC_0515.JPGClick to enlarge image DSC_0515.JPG

محرر الموقع : 2013 - 10 - 03