ممثل المرجعية العليا في اوربا يؤم المؤمنين في العاصمة الألمانية برلين لصلاة الجمعة في مسجد رسول الله (ص)
    

 

 

 

خلال تواجده في العاصمة الألمانية برلين، ام سماحة العلامة السيد الكشميري المؤمنين لصلاة الجمعة في مسجد رسول الله (ص)، حيث ابتداء خطبته بقوله
((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)) ثم قال:
عُني القرآن بالتقوى عناية كبرى، وأكثر من الأمر وتوجيه النفوس إليها، يقول تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)). وذلك يكون بالتوجه إلى الله وحده في العبادة واجتناب ما يأباه من الشرك والخروج عن شرائعه وأحكامه العادلة. فالعدل من التقوى، قال الله تعالى ((اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)). والعفو من التقوى أيضاً، قال الله تعالى ((وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)). وتقوى الله لا تنحصر في مجال العبادات، بل هي زاد وشحنات من الوقود الروحي والمراقبة للذات، وأساس تقوم عليه كلّ العبادات والمعاملات والعقود، وكلّ ممارسات الإنسان في هذه الحياة بشتى صورها وأشكالها. يقول الإمام علي (ع) (التقوى مفتاح الصلاح) ويقول أيضا (إنّ تقوى الله عمارة الدين، وعمارة اليقين، وإنّها لمفتاح صلاح، ومصباح نجاح). من جهة أخرى إنّ التقوى هي رأس الحكمة، يقول الإمام زين العابدين (ع) (رأس الحكمة مخافة الله).

إنّ لتقوى الله تعالى نتائج عديدة في الدنيا، منها: أنّها تحفّز الإنسان على الأخلاق الحسنة، ولا شكّ أنّ الأخلاق لها أثرها في الدنيا كما في الآخرة، عن الإمام عليّ (ع) (التقوى رئيس الأخلاق). ومنها: أنّها تبعث الرزق، وتمكّن الإنسان من تجاوز العقبات والأزمات، والتغلّب على مشاكل الحياة، يقول تعالى ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)) ، ويقول تعالى ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسراً)).

إنّ منزلة التقوى جليلةٌ وطالبها يحتاج إلى همة عالية ومجاهدة دائمة، وتحصيلها ليس بالأمر اليسير والهين، فإنّ المكارم على قدر المكاره، ولكن الله الرؤوف الرحيم يسهّل على عبده التقي كّل أمر عسيرٍ وصعب، بيده تيسير كلّ أمر عسير وصعب وهو القائل ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) وأيضاً قوله تعالى ((الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) فبالتقوى ينجو الإنسان وبالتقوى ينال ما عند الله تعالى، فهي الزاد وبها المعاذ ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ))

للتقوى نتائج أخرويّة جليلة جدّاً، منها: الأجر العظيم، ((لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)) ومنها إنّ من يتّقي الله لا يتسرَّب الحزن إلى قلبه في الآخرة ولا يخاف عليه، ((فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)) ومنها: أنّ جزاؤها الجنّة وهي دليل الفوز ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ)) عن الإمام زين العابدين (ع) (شرف كلّ عمل بالتقوى، وفاز من فاز من المتّقين).

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 05 - 12