قصة العميل الذي اخترق القيادة السورية في دمشق " صورة"
    

-  كشف تقرير إسرائيلي أن العميل”إيلي كوهين”، الإسرائيلي الذي عمل في سوريا في ستينات القرن الماضي وأقام شبكة علاقات واسعة مع القيادة السورية، دخل سوريا بمساعدة عميل للاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه”.

وحسب التقرير، الذي نشره موقع “والا” العبري، توجه كوهين في يناير عام 1962 بحرا من إيطاليا لبيروت، والتقى هناك بـ “مجدي شيخ الأرض” وهو عميل لـ “سي آي إيه”، كانت زوجته الأولى يهودية، وفي فترة الحرب العالمية الثانية نشط لتهريب يهود من ألمانيا.

وكان كوهين قال في اعترافاته للاستخبارات السورية بأنه تلقى تعليمات من المسؤولين عنه بلقاء مجدي في البندقية حيث سيرتب دخوله لسوريا، وفي بيروت أقام كوهين لفترة ما في أحد الفنادق، وزاره شيخ الأرض، وخلال الزيارة أجرى اتصالا برجل مخابرات سوري لمساعدته في عملية الدخول لسوريا.

ويقول التقرير إن رجل المخابرات السوري وصل قبلهما لنقطة الحدود بين لبنان وسوريا، وفاجأهم بأنه رتب دخولهما مسبقا، وعبرت السيارة المعبر الحدودي وهي محملة بمعدات وأجهزة الاتصال.

بعد وصولهما لدمشق توجه كوهين لفندق سفرا فيما توجه شيخ الأرض لمزرعته، وفي الليلة ذاتها توجه كوهين إلى المزرعة وشارك في حفلة بحضور السفير الكويتي وسفير الأردن في سوريا، ومسؤولين سوريين.

ولد إيلي كوهين في الاسكندرية في ديسمبر/ كانون الأول عام 1924، لعائلة يهودية مهاجرة من حلب، وهاجرت أسرته إلى فلسطين بعد احتلال “إسرائيل” لها، لكنه بقي لخدمة الحركة الصهيونية، وفي سنوات الخمسين ارتبط اسمه في عمليات التخريب الإسرائيلية في مصر بعد أن اعتقل بتهمة الضلوع في العمليات الإرهابية الشهيرة التي نفذتها إسرائيل في تلك الفترة، وأطلق سراحه بسبب عدم كفاية الأدلة.

في عام 1957 هاجر إلى “إسرائيل” وفور وصوله أعرب عن استعداده لتنفيذ مهمات في الدول العربية، عمل في البداية في الترجمة من العربية، وفي عام 1960 جند لوحدة المهمات الخاصة ‘كيساريا’.

وخضع كوهين لدورة تدريب مكثفة شملت أيضا تعلم الدين الإسلامي واللكنة السورية، وفي عام 1961 أُرسل للأرجنتين بجواز سفر فرنسي، وهناك تقمص شخصيته الجديدة: كامل أمين ثابت، رجل أعمال مهاجر من سوريا، ويسعى للعودة لوطنه، وتغلغل في الجالية السورية ووطد علاقات ة مع أشخاص لديهم صلات بمسؤولين حكوميين بمن فيهم الملحق العسكري السوري في “بيونوس أيريس”، أمين الحافظ، الذي أصبح بعد سنتين رئيس سوريا بعد الثورة التي قادها حزب البعث، ومن هناك سافر إلى بيروت ثم دخل دمشق.


وفي دمشق، وطد “كوهين” علاقاته مع قيادة الحكومة والجيش السوري، الذين كانوا زواره الدائمين، واستطاع التغلغل للقيادة القطرية لحزب البعث ونظم حملة جمع تبرعات لتمويل نشاط الحزب وظهر في العديد من اجتماعاته.

في تلك الأيام كانت هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة، لكن بفضل علاقات كوهين الواسعة حصل على تصاريح ودخل ثلاث مرات على الأقل برفقة ضباط كبار من الجيش السوري ، وبعد تلك الزيارات كان يرسل للموساد تقاريره حول المواقع العسكرية والمناطق المزروعة بالألغام، ومرابض الدبابات وانتشار القوات.

وعلى مدى ثلاث سنوات أرسل كوهين العديد من الرسائل المشفرة للاستخبارات الإسرائيلية بشكل يومي، وشملت الرسائل معلومات سياسية وعسكرية حساسة، وتقارير حول مراكز القوى التعيينات، العلاقات الداخلية، حركة الطيران، التعاون مع الاتحاد السوفياتي، التحصينات وحجم القوات بشكل عام، وفي الجولان على وجه الخصوص.

وكانت إسرائيل تخشى في تلك الفترة من قيام سوريا بتحويل مسار نهر الأردن. وفي إحدى الحفلات التي أقيمت على بمناسبة تسلم حزب البعث الحكم، تقرب كوهين من مهندس مشروع تحويل مسار نهر الأردن، وبناء على المعلومات التي استقاها منه قصفت إسرائيل بالطيران والدبابات المنشآت التي أعدت لهذا الغرض ودمرتها بالكامل.

وكان كوهين يواظب على زيارة إسرائيل كل ستة أشهر ويقضي شهرا في منزله، وقبل زيارته الأخيرة لـ”إسرائيل” بعث كوهين إشارة “ضيق”، وحينما وصل إلى إسرائيل كان متوترا وعصبيا وتبدو عليه علامات الضيق، ومع عودته لدمشق اكتشف أن الاستخبارات السورية فتشت منزله خلال غيابه، وفي عام 1965 داهمت قوة عسكرية منزله واعتقلته متلبسا خلال إرسال رسالة للاستخبارات الإسرائيلية، وفي مطلع مايو/ أيار حكم عليه بالإعدام، ونفذ في 18 من الشهر نفسه في ساحة المرجة بدمشق.

وحسب التقرير فإن إشارة الضيق التي بعثها كوهين قبل زيارته كانت نتيجة ضبط ضباط سوريين وإعدامهم بتهمة التخابر مع السي أي إيه، وكان “لكوهين” صلة بهم.

محرر الموقع : 2015 - 04 - 21