بارك ممثل المرجعية العليا في اوربا السيد مرتضى الكشميري للمسلمين بيوم عرفة معزيا بشهادة سفير الحسين (ع) مسلم بن عقيل ،قائلا، ان يوم عرفة هو يوم الدعاء والالتجاء الى الله سبحانه وتعالى لغفران الذنوب وستر العيوب وكشف الكروب
 
واليكم نص حديثه في مؤسسة الامام علي (ع) بمناسبة مجلس العزاء على سفير الامام الحسين (ع) مسلم بن عقيل والقيام بأعمال يوم عرفة
يصادف يوم الأربعاء 9 ذي الحجة الحرام يوم عرفة الذي هو من أيام الله المشهودة ((وذكرهم بايام الله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور)) والتي يتمخض للدعاء والالتجاء الى الله عز وجل خصوصا قراءة دعاء الامام الحسين (ع) يوم عرفة وزيارته التي ورد النص في فضلها عن المعصوم (ع) (إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسين صلوات الله عليه قبل أهل عرفات ويقضي حوائجهم، ويغفر من ذنوبهم، ويشفعهم في مسائلهم، ثم يثني بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم).
وما احرانا بان نخصص ساعات من وقتنا في هذا اليوم للتوجه الى الباري سبحانه وتعالى في عصر تتزايد فيه المخاوف البلايا وتتراكم فيه الهموم والغموم ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين)) فعلينا أيها المؤمنون ان نلجأ الى رب العباد ليكشف ما بنا من كروب ومحن وبلاء وابتلاء التي احاطت بنا من كل جانب احاطة السوار بالمعصم، وتتزايد يوما بعد يوم ولا نرى لها من مخرج وفرج الا الدعاء والالتجاء الى الله في جميع الأوقات وخصوصا يوم عرفة الذي هو يوم دعا الله عباده فيه الى طاعته وعبادته وبسط لهم موائد احسانه وجوده، ، وروي انّ الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس فقال له : (ويلك أتسأل غير الله في هذا اليوم وهو يوم يرجى فيه للاجنّة في الارحام أن تعمّها فضل الله تعالى فتسعد). ولنبادر الى ساعات هذا اليوم ونواكب الأنبياء والأولياء والصالحين في عروجهم الملكوتي وسيرهم اللاهوتي ونعيش ساعات عرشية إلهية ، فقد قال نبينا الأعظم (ص) وهو يصف ساعات يوم عرفة ( ان العصر هي الساعة التي عصى آدم فيها ربه ففرض الله على امتي الوقوف والتضرع والدعاء في أحب المواضع إليه وتكفل لهم بالجنة ، والساعة التي ينصرف بها الناس هي الساعة التي تلقى فيها آدم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ان لله بابا في سماء الدنيا يقال له باب الرحمة وباب التوبة وباب الحاجات وباب التفضل وباب الإحسان وباب الجود وباب الكرم وباب العفو ، ولا يجتمع بعرفات أحد إلا استاهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال) وقد ورد عن النبي الأعظم (ع) ايضا (ما من أيام العمل فيها أحب الى الله عزوجل من ايام هذه العشر) التي تاسعها يوم عرفة.
أيها الاحبة ، ان يوم عرفة فرصة جديدة لنا جميعا لإعادة ذلك الارتباط الذي يحبه الله تعالى والى تقويته واعطائه شحنة جديدة لانه يوم اوبة الى الله تعالى، فابواب إجابة الدعاء فيه مفتحه ومصاريع الرحمة الإلهية مشرعة لا لمن كان في عرفة فقط فشرف هذا اليوم وفضيلته يتجاوز المكان وتعبر حدوده لتشمل جميع المتضرعين الى الله في هذا اليوم الراجين رحمته والمنقطعين اليه، وقد قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) (ألا أعلمك دعاء يوم عرفة، وهو دعاء من كان قبلي من الأنبياء؟ قال تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم لك الحمد كالذي تقول وخيرا مما تقول، وفوق ما يقول القائلون، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي، ولك براءتي ولك حولي ومنك قوتي، اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن وسواس الصدر، ومن شتات الأمر، ومن عذاب القبر، اللهم إني أسئلك خير الرياح، وأعوذ بك من شر ما تجئ به الرياح، وأسئلك خير الليل والنهار اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي وبصري نورا وفي لحمي وعظامي نورا، و في عروقي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا، وأعظم لي نورا، يا رب يوم ألقاك إنك على كل شئ قدير.) الى غيره ....
واهم ما يهم المؤمن القيام به هو
• الدعاء لتعجيل فرج قائم ال محمد (ص) الذي بظهوره سيمحى الظلم والجور ويعم الخير والصلاح والامن والأمان حتى ان الشاة تمشي الى جانب الذئب فلا تحس منه خوفا وفي زمنه تخرج الأرض خيراتها وبركاتها ((ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)).
• الدعاء لأنفسنا وذوينا ومن له حق علينا بالثبات على الايمان والعقيدة لأننا في زمن كما يقول الحديث عنه (يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر).
• زيارة قبور المؤمنين وخصوصا ابائنا وامهاتنا ومن له حق علينا، او الترحم عليهم من بعيد وقراءة ايات القران وارسال ثوابها اليهم
• رعاية المستضعفين من فقراء وارامل وايتام ممن حطم القدر امالهم وزاد في الامهم
• الاعمال المخصوصة في هذا اليوم من غسل وزيارة وادعية التي وردت في كتب الادعية
هذا ولا ننسى بان هذا اليوم هو يوم شهادة سفير الحسين (ع) وابن عمه وثقته ومعتمده مسلم بن عقيل الذي قتل على يد اشرار الكوفة بعد ان قتل الابطال والرجال منهم حتى وذكرهم شجاعة عمه علي بن ابي طالب (ع) ، وهو الذي بكى عليه رسول الله (ص) وقال في حقه عندما سُئل (يا رسول الله إنك لتحب عقيلا؟ قال: إي والله، إني لأحبه حبين: حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده (مسلم) لمقتول في محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون، ثم بكى رسول الله (ص) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي).
اذن فالنستمطر شئابيب رحمة الله في هذا اليوم المبارك ليرحمنا ويعفو عنا ويكشف عنا كل بلاء وبلية بمحمد واله سادات البرية.
((استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا ، يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا ، وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا))