عزوف الشباب عن المجالس الحسينية والدينية. في بلاد المهجر
    

لا يخف على احد منا ان المجالس الحسينية بعد ان كانت يملؤها الشباب الحسيني كَما ونوعية أصبحت خاوية منهم. حيث يُلاحظ ان المقيمين على تلك المجالس ومن يواضب الحضور تتجاوز أعمارهم الأربعين او اكثر من ذلك.

اشارت تقارير رسمية هولندية ان نسبة الشباب الذين ابتعدوا عن الدين و الاتزام وصلت ال 30 بالمئة.

وعللت التقارير الابتعاد الى عدة أسباب سنتطرق الى بعضها في مقالنا ايضا. قبل ان نشير الى الأسباب عيلنا العودة قليلا الى السنوات الماضية حيث كانت المجالس الحسينية مصدر الهام وحركة للشباب الحسيني وذلك باعتبارها منطلقا للشباب لمقارعة ظلم الطاغوت صدام وزبانيته. كان لخطيب المنبر دورا أساسيا لحشد همة الشباب الحسيني من خلال الخطب التوعوية التعبوية. بعد ان اشتد الخناق على الشباب الحركي و زج عدد كبير منهم في السجون العفلقية وقتل العلماء صار لزاما على كثير منهم الهجرة الى خارج العراق و اوربا للحفاظ على دينهم.

بدأ الشباب المؤمن بتاسيس الجمعيات و الحسينيات في دول المهجر وذلك لاقامة تلك الشعائر التي اعتادوا عليها وتعلموا منها. فصارت تلك المراكز مكانا لقيام الشعائر ومكان للتواصل الاجتماعي في ما بينهم. كبر الجيل الأول الراعي لهذه المجالس والشعائر الدينية، وصارالجيل الثاني من الأطفال شبابا، انخرط كثير منهم في الجامعات و المعاهد العليا وصار لهم رايا حول المسائل الدينية و الشعائر الحسينينة.

وهنا بدأ التباين في الآراء والاختلاف في طريقة القيام بتلك الشعائر. ساحاول الإشارة الى التباين الذي جعل الشباب يبتعد اكثر فاكثر عن المجالس الحسينية.

1- رتابة المجالس الحسينية، فالمواضيع التي يطرحها الخطيب عادة ما تكون اعادة ولا تضيف شيئا له. حيث صار ينظر الشاب الى تلك المواضيع مضيعة وقت

. 2-تركيز الخطيب على الجانب العاطفي من مأساة كربلاء. نمط الحياة في الغرب تجعل من الشاب لا يهتم كثيرا الى الجانب العاطفي وربطه بالدين. ان الشاب ينظر الى الجانب الديني من ناحية شبه عقلية بحته. اما جانب النعي فهو لاصحاب الاختصاص و خصوصا تطور علم المقامات في هذا الجانب. ولهذا نستطيع الاستفادة من التجربة الإيرانية، بأن يكون الخطيب صاحب اختصاص وعالم دين لا (روزه خون). فجميل ان يهتم الخطيب بهذه الفقرة او يسد الفراغ باستعانته بصاحب الموهبة

. 3- طريقة الخطيب في شد الشاب للمحاضرة. ان الشاب يقارن بين الأستاذ الجامعي الذي يلقي محاضرة علمية يفضي بها الى نتيجة ما يستطيع الشاب الاستفادة منها وبين الخطيب الذي يلقي محاضرة دينية بطريقة كلاسيكية لا تستند الى طريقة علمية في البحث والالقاء

. 4- الاعتماد الكلي على الخطيب في الالقاء المحاضرات، وهذا مما يجعل الشاب مستمعا فقط دون ابداء رأي ما حول ما قيل

. 5- لغة الخطيب لا يفهما كثير من الشباب. فاللغة التي يستخدمها الخطيب هي للكبار سنا قياسا بالشباب

. 6- نوع الخطيب وهندامه. لماذا لا يكون الخطيب مرتديا للباس عصري. دون عمامة

. 7- الخلفية العلمية للخطيب

. 8- المشرفون على المجالس عادة ما من الجيل الأول الذي لا يفسح المجال للشباب التدخل في شؤون الإدارة او إدارة المجالس

. 9- غياب ثقافة مبدأ الثواب في المساعدة في المجالس الحسينية لدى الشباب. لعله ذكر التحفيز على العمل التطوعي له بعد إيجابي لسمعة الإسلام في المجتمع الهولندي ويتناسب وثقافة الشباب

. 10- لم يمارس الإباء الدور الكافي لتحفيز الشباب الحضور الى المجالس وذلك بسبب خلافات سياسية او اجتماعية مع أصحاب المجالس او المراكز

. 11- أصبحت المجالس رتيبة في برامجها و أيضا طريقة تحضيرها لا توالم ما اعتاد عليه الشباب في الجامعات او المؤسسات الاخرى الهولندية

. 12- انشغال الشباب و انهماكهم في العمل

. 13- تاثير المجتمع على نمط تفكيرالشاب اذ اشارت الدراسات الى ان الشاب المسلم في الغرب و بالاخص في هولندا بدأ يتاثر بطريقة تفكير نظرائه من الذين يعتقدون بفصل الدين عن الدولة و أيضا بتقليل تاثير الدين على حياته اليومية

. 14 – التربية وطريقة تعامل الابوين مع الشباب. وأخيرا نستطيع القول ان الشباب في اوربا وبسبب نمطية الحياة وطبيعة الامتحان لا يرى ان الحسين (ع) هو مصدر الهام رئيسي كما كان الحال مع ابائهم عندما واجهوا نظام صدام المقبور. بل اصبح ينظر الى مسألة الامام الحسين (ع) وذكراه مجرد مجلس رثاء للبكاء واللطم و ملئ البطون...

جعفر البدري

محرر الموقع : 2016 - 09 - 30