ممثل المرجعية العليا في اوربا يلتقي بالخطباء والمبلغين بالمملكة المتحدة ويهنئهم بعيد الغدير المبارك ويخاطبهم بقوله: ان رسالتكم التي تحملونها هي رسالة الأنبياء بالدعوة الى الإصلاح ومحاربة الظلم والفساد فكونوا على قدر المسؤولية التي انيطت بكم
    

 

 

 

ممثل المرجعية العليا في اوربا يلتقي بالخطباء والمبلغين بالمملكة المتحدة ويهنئهم بعيد الغدير المبارك ويخاطبهم بقوله:
ان رسالتكم التي تحملونها هي رسالة الأنبياء بالدعوة الى الإصلاح ومحاربة الظلم والفساد فكونوا على قدر المسؤولية التي انيطت بكم
استنكر التعدي على حرمة القران من بعض جهلة العصر والحاقدين على الإسلام بحجة حرية التعبير عن الرأي

 

جاء حديثه هذا بمناسبة قرب شهر محرم الحرام وانعقاد المجالس الحسينية في مختلف انحاء العالم، حيث التقى بمجموعة من الخطباء والمبلغين في المملكة المتحدة وقال مخاطبا إياهم: انتم الصوت الوحيد الذي يتواصل معه المؤمنون والمنبر هو القناة المميزة التي يتلقى من خلالها المؤمنون المفاهيم الإسلامية كتفسير القران واحاديث النبي والعترة الطاهرة (ص) وبيان الحكم الشرعي والموقف الأخلاقي والتربوي وعرض السيرة الناصعة والمشرقة لتاريخ ائمة اهل البيت (ع) وتفصيل احاديث واقعة كربلاء وما جرى فيها على الحسين واله واصحابه (ع). ولكن يجدر بالخطباء الكرام ألا يقتصروا في اطروحاتهم على ذلك، بل ينبغي لهم التعرض للأمور التي تستجد على الساحة والتي تعني المجتمع مباشرة، خصوصا:
١- الاسرة : تتعرض الاسرة الى اسباب الهدم وزعزعة الاستقرار في كثير من المجتمعات وذلك نتيجة الاعلام المكثف في كثير من الدول الذي يسعى لطرح حقوق المرأة بما لا يتفق مع معالم الشريعة الاسلامية والمبالغة فيها. ولذلك اصبحت كثير من الزوجات في ازمة الخلاف الشديد مع الزوج لمطالبتها بحقوقها القانونية وان لم تكن شرعية خصوصا وان القانون معها ، كما ان بعض الازواج الذي يعيش تزمتا واصرارا على راحته الشخصية فقط على حساب راحة الزوجة وشؤونها الخاصة يتعامل مع الزوجة بالمهانة والاذلال مما يخلق التنافر والاصرار على الفراق ، بل اصبح وضع العلاقة الزوجية في بعض المجتمعات في مهب الريح لادنى سبب من الاختلاف في الذوق او العمل ، واصبح الطلاق العاطفي ظاهرة واضحة بين الازواج في كثير من الحالات. كل ذلك يجعل مسؤولية المنبر اكبر ويدعوه الى التصدي لبيان حقوق الزوجين بما يتوافق مع الشريعة الغراء وبيان ان الحياة الزوجية ليست حياة وظيفية صارمة بل هي شراكة وتعاون مبني على الرحمة والحنان والتنازل عن الاخطاء والزلات ، حتى تستمر المسيرة في انتاج اجيال صالحة ، ولا يوجد حياة كاملة وسعادة تامة في اي علاقة زوجية ، خصوصا وان الحفاظ على مستقبل الابناء النفسي والدراسي والديني يستدعي حياة اسرية مستقرة هادئة .
٢- التربية : لا يخفى على الجميع ان الاجيال الجديدة الواعدة تتعرض لغسل الادمغة وتعبئتها بثقافة منافية للفكر الاسلامي اما عن طريق المدرسة -كما في بعض الدول حيث يركز التعليم فيها على شرح العلاقة الجنسية بتمام تفاصيلها للاجيال منذ سن مبكر وابداء ان ممارستها بمختلف الوسائل حق مشروع للذكر والانثى ، والدفاع عن حالة الشذوذ وابراز انها حالة بشرية طبيعية، بل وتشجيع الابناء والبنات على عدم الاهتمام بثقافة الابوين والتمرد على آراء الاسرة في هذا المجال - واما عن طريق وسائل التواصل والانفتاح على افلام - ديزني - وغيرها من الشركات الداعمة للشذوذ والانحراف ، او عن طريق التواصل مع اصدقاء النت الذين لا يعرفهم الانسان الا بالحروف والارقام التي من خلالها يبثون سمومهم الفكرية والسلوكية الهادمة لكل الضوابط الخلقية والدينية ، مما يستوجب تصديا واضحا من قبل المنبر في اطار توضيح ملامح التربية الدينية المثمرة وتنبيه الآباء على خطورة مستقبل الابناء وضرورة التفرغ لهم واقتطاع الوقت من اجل الجلوس والحديث معهم وتاسيس علاقة حميمة بين الام وابنتها وبين الوالد وولده، حيث ان الطريق الوحيد لاقناع الاولاد بالمفاهيم الصحيحة هو الاسلوب الهادئ والحديث المتكرر المشفوع بالشواهد والامثلة، وقد ورد عن الرسول (ص): (مروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر سنين) .
٣- كرامة الفتاة المسلمة : لقد اصبحت ظاهرة خلع الحجاب وتركيز الفتاة المسلمة على ابراز مفاتنها و زينتها وجمالها ظاهرة شائعة في عدة مجتمعات تحت شعار الحرية الشخصية وعدم وجود دليل صريح من القرآن على وجوب الحجاب ، أو بذريعة ان الحجاب يفرض قيودا ثقيلة على الفتاة العاملة التي تطمح لمستقبل مهني مرموق ، مما يزيد من اهمية قيام المنبر بدور حيوي في المقام بترسيخ ان الاهم للفتاة ليس ابراز جمالها بالشكل العلني وانما هو كرامتها وحشمتها وصيانة شخصيتها عن ان تكون سلعة مبذولة لكل مريض نفسي او خلقي اوذي شره او نزوة ، والتأكيد على ان الحجاب رمز للحضارة الاسلامية خصوصا في المجتمعات الغربية ومظهر للعزة وقوة الشخصية - ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين - مع بيان آيات الحجاب والاحاديث الواردة بشأنه عن النبي (ص) وآله الطاهرين (ع).
٤- ما دمنا نعيش في هذه الأيام في أجواء عيد الولاية وعيد الله الأكبر (عيد الغدير) فعلينا ان نؤكد على دور الولاية للائمة الطاهرين لان هناك بعض ممن يقلل من أهمية عقيدة الولاية.. مما يفرض على الخطباء الكرام حث الاباء والامهات على الاهتمام بتربية الأبناء على عقيدة الولاية اعظم من اهتمامهم بأمورهم المعيشية والتركيز على ضرورة الايمان بها، وان الاعتقاد بالإمامة هو الركيزة الأساسية في الدين، فقد ورد في الرواية الصحيحة الموثقة (بني الاسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية .. الى ان قال (ع) الولاية أفضل لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن) وقال (ع) (ولم يناد بشئ ما نودي بالولاية يوم الغدير) وقوله (ص) (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن ) وقوله (ع) (من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم، قيل: وما بادئ النعم؟ قال: طيب المولد) .
هذا ولا ننسى ما تعرض اليه القران الكريم مجددا في هذه الأيام من الإساءة بحرق نسخة منه على يد انسان حاقد على الإسلام دون حياء او خجل بحجة التعبير عن حرية الراي وذلك بمرأى ومسمع من انظار الجميع ووسائل الاعلام مما دعا الدول الإسلامية وشعوبها وغيرها الى استنكار هذا العمل الشنيع الذي تحدى به مشاعر اكثر من ملياري مسلم في العالم ، وكان في مقدمة من استنكر المرجعية العليا في النجف الاشرف بخطابها الى اعلى هرم قانوني في العالم (هيئة الامم المتحدة) والمطالبة بوضع قانون يحد مثل هذه التجاوزات اللا مسؤولة على الكتب السماوية ويجرم أولئك الذين يعتدون عليها وعلى المقدسات الدينية، ولهذا فان هيئة الخطباء في الدول الغربية وغيرها تستنكر هذا العمل الشنيع اشد الاستنكار
((يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون))
((انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد))
وفي الختام نسأل الباري جلت آلاؤه أن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى سواء السبيل ويوفق الخطباء والمبلغين في شهر محرم الحرام لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب

 

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 07 - 06