الخريطة السياسية في هولندا (الحلقة التاسعة والعاشرة - الاخيرة)...العراقيون والانتخابات ومن ننتخب
    
العراقيون والانتخابات ومن ننتخب

هولندا بلد رأسمالي تستحصل ميزانيتها من ضرائب الشركات والافراد العاملين وهؤلاء طرف مؤثر ومغري للطبقة السياسية في البلاد، هذا ما أشرنا اليه في الحلقات السابقة. بالتأكيد ان الطبقة السياسية تأخذ بنظر الاعتبار ان عدد الهولنديين من أصول اجنبية ذات أهمية ومؤثرة أيضا.
الجالية العراقية:
تقدر الجالية العراقية في هولندا 80 الفا ذات توجهات مختلفة. قياسا بالجاليات الأخرى تمتلك الجالية العراقية نسبة جيدة من المثقفين واصحاب الشهادات وتجار صغار لكنها في نفس الوقت لا تمتلك شركات مؤثرة في السوق.
لا نريد الخوص في الأسباب ولكن ما علينا دركه هو ان الابتعاد عن التصويت سيجعلنا بعيدين عن الساحة السياسية والتأثير على الطبقة السياسية.

امام هذه المقدمة نطرح السؤال التالي، هل نحن جالية محل اهتمام الاحزاب الهولندية؟
الجواب كلا.
وهل نستطيع ايصال أحد افراد الجالية العراقية للبرلمان؟
ايضا كلا.
ماذا نستطيع فعله اذن؟

الذي نستطيع فعله الان هو قراءة الساحة ومعرفة الاحزاب التي تقترب الينا او التي لا تضرنا على الاقل. فهولندا اليوم تشهد انقسام يميني متطرف وضد كل ما له صلة بالإسلام (وهنا نلفت الانتباه الى ان المسلمين يتحملون جزءا كبيرا من هذا الانقسام الحاصل إضافة الى النظرة السلبية باتجاه الاسلام)، واتجاه يساري اخر ضد اليمين (المتطرف). لكن الاحزاب اليسارية هي أيضا صاحبة نزعة تخديرية تفكر بعقلية اشتراكية تبقي الأمور على حالها ولا تحلها.
اما الاتجاه الذي نركز عليه وننصح بمتابعته هي احزاب الوسط (المسيحي الديموقراطي وحزب الD66). هذان الحزبان فضلا عن الحزب اللبرالي قادرين على ابقاء هولندا خارج التوتر الأمني والاجتماعي كما حصل في فرنسا وبلجيكا ويحصل في المانيا. وهذا امر في غاية الأهمية في هذه المرحلة.
هذه الاحزاب تمتلك رؤية سياسية غير سلبية وغير قاسية تجاه الاسلام تعطيها حرية التحرك بين الجالية الإسلامية من جانب ومن جانب اخر تحارب التطرف (وهذا ما نريده ونصبوا اليه).
هذه الأحزاب لديها نواب و شخصيات تحارب داعش في الاعلام وتنتقد النظام السعودي ودوره في دعم الارهاب في البلدان الإسلامية والغربية كهولندا.
ما نستطيع استنتاجه هو:
نحن كجاليه نستطيع البحث عن مرشحين من هذه الاحزاب والتفضل عليهم بالتصويت لهم. لكن قبل عملية التصويت، اجعلوا من تصوتون له يعلم انكم ستمنحونه صوتكم. كيف يكون ذلك؟ من خلال اجراء ندوات عن الانتخابات الهولندية ودعوة من ترونه مناسبا للتصويت له.
هذه الخطوة هي اهم خطوه نستطيع من خلالها محاربته الارهاب وهذا أضعف الايمان ولله الامر من قبل ومن بعد.
كتابة وتدقيق فراس الحساني و جعفر البدري.
محرر الموقع : 2016 - 10 - 05