بمناسبة ذكرى أربعينية الامام الحسبن(ع)... ممثل المرجعية العليا في أوروبا:يحذر الزائرين من المخططات المشبوهة لغرض تشويه صورة الزيارة والزائرين
    

 

 

 

ممثل المرجعية العليا في أوروبا يعزي زائري الإمام الحسين بمناسبة ذكرى الأربعين ويقول :
• التزاما باداب زيارة الإمام الحسين (ع) ألا يختار زائروه لذائذ الأطعمة والأشربة عملاً بإرشادات الأئمة الأطهار (ع)
• يحذر الزائرين من المخططات المشبوهة لغرض تشويه صورة الزيارة والزائرين

 

يقصد المؤمنون بالملايين من مختلف أنحاء العالم أرض كربلاء المقدسة لأداء زيارة الأربعين ويتوجه قسم كبير منهم مشيا على الأقدام احتسابا للأجر والثواب ومواساة لآل الرسول (ص) الذين وصلوا إلى قبر الحسين (ع) بعد فراق أربعين يوماً.
ومما يجدر بالمؤمنين في أدائهم لهذه الشعيرة المهمة التي تعكس حبهم لأئمتهم الأطهار (ع) وتمسكهم بخطهم أن يتأدبوا بما ورد عنهم (ع) من آداب ينبغي للزائر مراعاتها.
فمن ذلك ما دلت عليه الأحاديث من استحباب أن يكون الزائرون على هيئة أصحاب العزاء المفجوعين بذويهم، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال:(إذا أردت زيارة الحسين فزره وأنت كئيب حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشان فإن الحسين قتل حزينا مكروبا شعثا مغبرا جائعا عطشانا وسله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا)، في حين أننا نرى الزائرين في هذه الأيام يتخذ البعض منهم زيارة الحسين(ع) نزهة وترفيهاً وكأنه في سفرة سياحية.
ومما يلاحظه الإنسان في هذه الزيارة العظيمة مدى تنوع أصناف الأطعمة والأشربة والتأنق فيها وهو ما نهت عنه الروايات الشريفة الورادة عن أهل البيت (ع)، ومنها: ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارات بسنده عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله(ع):( بلغني أن قوما زاروا الحسين حملوا معهم السفر فيها الحلوات والأخبصة وأشباهها ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا)، ومفاد هذه الرواية أن الإمام(ع) يلوم زوار الإمام الحسين(ع) الذين يحسنون المآكل والمشارب ويطيبون الموائد عند زيارتهم لقبره ويجتهدون في تحصيل ألذ الطعام والشراب فلهذا ينصحهم الإمام (ع) بترك ذلك والاقتصار على اليسير من الطعام. وإلى هذا تشير رواية أخرى عن الصالح بن السندي عن رجل يقال له أبو المضا قال: قال لي أبو عبد الله (ع):(تأتون قبر أبي عبد الله قلت: نعم قال: أفتتخذون لذلك سفرا؟ قلت: نعم فقال: أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك قلت: أي شيء نأكل؟ قال: الخبز واللبن)، ورواية ثالثة بسنده عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (تزورون خير من أن لا تزورون ولا تزورون خير من أن تزورون، قال: قلت: قطعت ظهري، قال: تالله ان أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبا حزينا، وتأتونه (أي الحسين (ع)) أنتم بالسفر، كلا حتى تأتونه شعثا غبرا).
فهذه الروايات وغيرها دالة في ظاهرها على كراهة تخير ما يستطاب من الأطعمة والتزود منها عند قصد زيارة الإمام الحسين (ع)، فلا ينبغي للزائرين اختيار الأطعمة التي تهفو إليها النفوس وتبتهج بتناولها فإن ذلك مناف لما ينبغي أن يكون عليه زائرو الحسين(ع) من استشعار الحزن والمواساة لسيد الشهداء(ع) .
ولا بد من الإشارة إلى أن ما سلف لا يتنافى وحسن إكرام زوار الحسين (ع) ولكن ينبغي أن يأخذ القائمون على خدمتهم من أهل الخير وأصحاب المواكب ما ذكر بنظر الاعتبار. كما وعليهم أن يتجنبوا تبذير الطعام والإسراف فيه، فإنه مما نهت عنه الشريعة المقدسة، كما في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
هذا وينبغي أن يكون الزائرون على وعي وانتباه لاحتمال اندساس بعض العناصر المشبوهة لغرض تشويه سمعة الزيارة من خلال ملابس غير محتشمة وتصرفات أو ممارسات غير لائقة ثم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليسيؤوا بذلك إلى مكانة الزيارة والزائرين.
نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ زوار قبر الحسين(ع) من كل سوء ويأجرهم على صنيعهم ويعينهم على أداء الطاعات واجتناب المحرمات إنه ولي التوفيق.

 

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 08 - 21