الشيخ قيس الخزعلي :: لسنا بحاجة إلى الطيران الأمريكي بل نحتاج إلى الطيران العراقي وقرار التقسيم الذي أصدره الكونجرس الأمريكي يمس بالسيادة العراقية وهو خطوة أولى لتقسيم العراق
    

إستقبل الأمين العام للمقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي جمعاً من الإعلاميين ومراسلي الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء المحلية والدولية خلال (اللقاء الإعلامي الثاني) الذي أقيم في النجف الأشرف .
وإستعرض الشيخ الخزعلي خلال اللقاء مختلف القضايا والأحداث ذات العلاقة بالساحة السياسية والأمنية في العراق خصوصاً فيما يتعلق بمشاركة فصائل المقاومة الإسلامية في القتال ضد زمرة "داعش" في الأنبار والموصل ومناطق أخرى وطبيعة التدخلات الأمريكية .
وأكد الخزعلي خلال اللقاء أن الوضع في العراق شهد في العام الأخير الكثير من التطورات والأحداث التي أعقبت دخول زمرة "داعش" إلى العراق ومن ثم إنطلاق مقاومة الحشد الشعبي ضد هذه الزمرة والإنتصارات الأخيرة التي حققتها . وقد حققت فصائل الحشد المقاومة معادلة عراقية بإمتياز تتكون من الحشد الشعبي المقاوم وأبناء عشائر تلك المحافظات المحتلة وأبناء القوات الأمنية من شرطة إتحادية وجيش والقوات المسلحة فكانوا السيي بالإنتصار في صلاح الدين وأعتقد بأن نفس هذه المعادلة يجب أن تحصل أيضاً في محافظة الأنبار .
وحول قرار التقسيم الذي أصدره الكونجرس الأمريكي أكد الخزعلي أنه قرار يمس بالسيادة العراقية وهو خطوة أولى لتقسيم العراق ونحن نعتقد بأن وجود داعش هو أداة لتحقيق هذا المخطط التقسيمي من خلال إيجاد ظروف طائفية تمهد لهذا المخطط . ويدل على ذلك أن طبيعة "داعش" لا تختلف عن "القاعدة" وهي تنظيم تكفيري والمسؤولين الأمريكان يعترفون بعلاقتهم بنشأة وتأسيس هذه التنظيمات .
وعن طبيعة ضربات طيران التحالف الدولي قال الخزعلي : أن الضربات الأمريكية لم تزداد ولم تكن مؤثرة بل غالباً ما كانت تدافع عن المناطق الكردستانية دون تحقيق منجز حقيقي بينما إستطاعت قوات الحشد الشعبي المقاوم من تطهير مناطق واسعة خلال أسابيع قليلة .
وعن طبيعة التدخلات الخليجية والتركية قال الخزعلي : لم يعد سراً أن قطر والسعودية وتركيا تدعم "داعش" وليس سراً أن تركيا تسهّل تهريب النفط عبر أراضيها مع العراق وهذه الأطراف متهمة بنظرنا . أما المشروع الغربي فهو مشروع أمريكي بالدرجة الأساس ويدعمها إلى حد ما بريطانيا .
وعن طبيعة علاقة وسلوك فصائل الحشد الشعبي المقاوم مع الدولة وأجهزتها أجاب الخزعلي : أن فصائل الحشد الشعبي المقاوم تصرفت بمسؤولية وحافظت على سلطة وهيبة الدولة وعندما تتعرض الدولة إلى التهديد فإن هذه الفصائل هي التي تحمي الدولة . ونحن لن نبقى نحمل السلاح خارج إطار الدولة ولن نقوم بأي عملية دون التنسيق مع الدولة رغم أننا نرى أن بعض الحالات من الخطر تأخير إطلاق العمليات فيها .
وحول طبيعة وحجم التدخلات الأمريكية في المواجهة مع زمرة داعش قال الخزعلي : إن الإدارة الأمريكية لا تريد إنهاء الأزمة مع "داعش" وإنما تريد التحكم بإدارة هذه الأزمة ، وإلا لو كانت صادقة لما كانت ضرباتها الجوية بهذا الشكل الخجول مُضافاً إلى ذلك عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في تسليح الجيش العراقي رغم الإتفاقيات الإستتراتيجية والدليل الثاني على عدم جدية الأمريكان في القضاء على "داعش" هو عدم تسليمها الطائرات المقاتلة للجيش العراقي لحد الآن .
وعن الدور الإيراني في تسليح ودعم الجيش العراقي أكد الشيخ الخزعلي : إن التسليح الإيراني كان يأتي بسرعة وبكميات كبيرة ساعدت على تحقيق الإنتصارات وإيران تملك مع العراق أطول جانب حدودي ونحن من جانبنا نؤيد ما قاله الدكتور حيدر العبادي وشخصيات أخرى من أن إيران فعلاً كان دورها كبيراً في الوقوف ضد "داعش" وتحقيق الإنتصارات فيها .
وعن جدوى الطيران الأمريكي قال الخزعلي : نحن لسنا بحاجة حقيقية إلى الطيران الأمريكي بل نحتاج إلى الطيران العراقي لأن الطيران الأمريكي ليس صادقاً في أداءه وإذا أراد أن يضرب فليضرب مناطق بعيدة عن الحشد الشعبي المقاوم مثل الموصل .
وحول أمن العاصمة بغداد أكد أن أمن بغداد ليس من مسؤولية الحشد الشعبي المقاوم بل مسؤولية قيادة عمليات بغداد والتدهور الأمني الأخير في بغداد له أسباب أخرى لا علاقة لها بالحشد الشعبي وإذا طلبوا منا القيام بدور ما في بغداد سنكون جاهزون والوضع في بغداد ليس تهديداً وإنما هو خروقات أمنية .
فيما أشار الشيخ الخزعلي إلى حالة الضعف والتفكك السياسي الحالي عازياً ذلك إلى ضعف دور التحالف الوطني العراقي الذي سبّب خسائر كثيرة وهو ما أدى إلى إنفراد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء بالقرار العراقي السياسي خصوصاً وأننا نعيش مرحلة سياسية خطيرة ، ولذا فإن على التحالف الوطني أن يلم شتاته ويُعيد ترتيب نفسه ورئاسة التحالف هي سبب المشكلة وإذا إستمر الوضع فستحصل خسائر كثيرة وأقترح إلى تأجيل مسألة رئاسة التحالف مؤقتاً والتحول إلى مائدة مستديرة لحين حل مسألة قيادة التحالف .
وحول التدخلات الأمريكية بمسألة القتال في الأنبار قال الخزعلي بأن هناك ضغوط وطلبات أمريكية على الحكومة بعدم مشاركة فصائل المقاومة الإسلامية في الحشد الشعبي المقاوم للقتال في الأنبار ونحن نعتقد بأنه لا يُمكن حسم المعركة بخسائر أقل وسرعة أكبر من دون مشاركة هذه الفصائل والمطلوب من رئيس الحكومة أن يعتمد على أبناء شعبه .
فيما أكد الشيخ قيس الخزعلي على ضرورة معالجة موضوع النازحين مبيناً أنه الموضوع فيه جانب إنساني وأن من واجب العراقيين جميعاً إحتضان ومساعدة هؤلاء النازحين ، ولا نستبعد وجود مندسين بين النازحين ولكن ذلك لا يعني أن (يؤخذ البريء بجريرة المذنب) وإخراجهم من بغداد بل يجب التدقيق الأمني في أوضاعهم ونحن من جانبنا فقد إلتقينا بقيادات عشائرية معروفة من الأنبار أعربت عن إستعدادها لتشكيل لجان مشتركة لمعالجة وضع النازحين .
فيما إنتقد الشيخ الخزعلي ما يحصل في مصفى بيجي من إنتكاسات بسبب ما وصفها بـ(القرارات غير المدروسة) من الحكومة ، وقال : أنا أقولها بتحدي أن أي معركة لا يدخل فيها الحشد الشعبي المقاوم لن يُكتب له النجاح ومن ذلك ما حدث في مصفى بيجي بسبب قرار الحكومة غير المدروس .
من جهته حذر الشيخ الخزعلي مما وصفها بـ(المؤامرة لبيع الأراضي العربية) من قبل أسرة النجيفي للأكراد رغم تصريح البيشمركة أنهم لن يدخلوا أي منطقة غير كردية ليطهروها من زمرة "داعش" ونحذر كل الحذر من إستمرار وحصول هذه المؤامرة . وإن أي منطقة عربية في العراق تطلب منا المشاركة فيها فإننا سنشارك بدون تردد .
وأضاف الخزعلي أنا أقترح وفق إطروحة سبق أن قدمتها بأن تبدأ عمليتين عسكريتين كبيرتين في وقت واحد ، الأولى لتحرير الأنبار والأخرى لتحرير نينوى وليبدأ الطيران الأمريكي بالضربات على مناطق "داعش" ولنرى من يحقق النصر أولاً .
بعدسة : حسين شبع

محرر الموقع : 2015 - 05 - 06