مؤسسة الامام علي (ع) - لندن، ومركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) تؤبن قامة من قامات العلم وجهبذا من جهابذة التتبع والتحقيق وعلما من اعلام الدين العلامة الكبير والمحقق الخبير السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان تغمده الباري بواسع رحم
    

 

 

 

 

 

 

مؤسسة الامام علي (ع) - لندن، ومركز الارتباط بسماحة اية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) تؤبن قامة من قامات العلم وجهبذا من جهابذة التتبع والتحقيق وعلما من اعلام الدين العلامة الكبير والمحقق الخبير السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان تغمده الباري بواسع رحمته وصاعد بروحه إلى أعالي جنانه

 

 

 

واليكم نص الحديث:
بسمه تعالى

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة المرجع الأعلى للشيعة وهو يستقبل سيف الدين سعد مع والده وبعض إخوته وكان هذا الشاب الذي أصيب من صغره بإعاقة جسمية على أثر اصابته بمرض الشلل الرباعي منذ الصغر، لكنه استطاع أن ينال درجات عالية في الامتحانات الوزارية.
استقبال المرجع الأعلى للطائفة ـ وهو الذي لا يزال يرفض استقبال كبار السياسيين والمسؤولين الرسميين مع كل محاولاتهم ـ توصل رسائل متعددة لا بد من إدراكها والالتفات إليها:
أولى تلك الرسائل : أن المرجعية الدينية العليا في العراق تهتم بالعلم وتحفز على السير في خطواته ، وترى أنه السبيل لتقدم الأمة ، وتحررها من قيود التخلف ، وفي هذا الأمر يتساوى اهتمام المرجعية العليا بالعلوم الحديثة ، مع اهتمامها بالعلوم الدينية والحوزات. فإنه كما تحتاج الأمة إلى علماء ربانيين على مستوى متقدم من الكفاءة يرشدون الناس إلى ربهم وأحكامه ، كذلك تحتاج إلى الكفاءات الطبية والهندسية والاقتصادية ، والإدارية ، وأن تكون هذه الكفاءات مع تخصصها العالي وخبرتها الجيدة على مستوى متميز من الالتزام الديني والأخلاقي، فبهذين الجناحين يطير طائر الأمة.
وتبرز أهمية هذه الرسالة في أننا نشهد في مجتمعنا المسلم ـ وفي العراق بالذات ـ تصاعدا في درجات الفساد الإداري وهو ناشئ من أحد الأمرين السابقين أو كليهما.
وبطبيعة الحال فإن هذا الاهتمام ناشئ من اهتمام الأحاديث الشريفة بالعلم والعلماء، فإنه وإن كان أوضح مصاديق العلم هو العلم الديني ، إلا حاجة المجتمع للعلوم الطبيعية وإلى الكفاءات في هذا الجانب لا يستطيع الناظر أن يتنكر لها.
استقبل المرجع الأعلى سيف الدين سعد ليقول إن العلم والتفوق فيه هو الذي ينبغي أن يكون هدف الجيل الشاب.
ثاني تلك الرسائل: أن المرجعية العليا ترى أن نجاة البلد ليس في الركض وراء الألعاب السياسية والحزبية ، وأنه لا ينبغي أن يكون هدف الشباب، كما تحاول بعض الأحزاب سوق الشباب بهذا الاتجاه ليكونوا " وقود النزاعات " ومراكب سهلة للسياسيين.
وثالثها : إن هذا الشاب ينبغي أن يكون قدوة لغيره في الحياة، وخصوصا أولئك الذين يمتلكون أكثر الإمكانيات ( من جسمية وذهنية وخارجية ) ومع ذلك لا يحققون نتائج تتناسب مع تلك الإمكانات، إما بسبب عدم أخذ أمور الحياة بجدية كافية ، واتخاذ " الدنيا لعبا ولهوا" أو بسبب انعدام ثقتهم بقدراتهم على النجاح والتميز.
فإذا كان هذا الشاب وهو بهذه الحالة من الإعاقة وعدم القدرة ومع ذلك لم يكتف بالنجاح وإنما حقق التفوق على غيره من الأصحاء، فينبغي أن يكون قدوة وأسوة للغير.
كما أن أسرته ينبغي أن تكون قدوة لسائر الأسر، والتي يخطئ بعضها الطريق، بحيث تتعامل مع أصحاب الإعاقة فيها بطريقة تكرس العجز في أبنائها ، أو تعتبرهم عالة عليها، بينما بإمكانها أن تفجر فيهم طاقات التحدي والنجاح . وهذه الأسرة نموذج في النحو الإيجابي من التربية .
هذا ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 09 - 19