بين واقع مولم ... وعرك بعشيقة ..!؟
    

حسام الحكيم
حين تشرب ماء براثا تشعر بأنك شربت ماء زمزم .. وحين تصلي في كربلاء تشعر بأنك تصلي جنب الكعبة  .. حين تأكل من تفاح العراق تشعر وكأنك أكلت من تفاحة آدم  .. وحين تشرب عرق الموصل تشعر بأنك قد امتلكت أنهار الرب الأربعة كله .. وحين تسكر في كازينوهات او نوادي بغداد الاجتماعية تشعر بأن كل صاحبة تنورة قصيرة هي مشروع ليلة حمراء  .. وحين تدخل المنطقة الخضراء تشعر بأنك مجرد حيوان معلق في رقبته بطاقة مكتوب عليها .. مواطن ؟؟؟ .. وحين تقرر الهجرة لأوربا لأنك تريد ان تعيش كأنسان له ما له وعليه ما عليه .. تلك الإنسانية التي خسرناها يوما بالعراق حين صدقنا أن الرشوة أسهل وسيلة وان الواسطة أسرع طريق .!؟

هل صدقتم هذا الكلام الذي ذكرته أعلاه ..
لو صدقت أيها القارئ فأنت شخص وطني وعقائدي ولكنك مازلت تعيش في وهم .. وان لم تصدق فأنت شخص عقلاني لايعرف معنى الوطن والدين .. لان سولت لك نفسك ان تعتقد بأن زمزم أصبح ماركة ال سعود واتيت بالبديل .. وحين منحت الأفضلية  لكربلاء على الكعبة وهي قبلة النبي وبيت الرب فأنك قد اجرمت بحق دينك وعقيدتك .. وبسبب فكرك المتطرف جعلت من كربلاء وجهه لمتطرفين والانتحاريين وليس لطالبين الحقيقة والمعلومة .. اما تفاح العراق فذهب مع الريح التي كنست كل الحقول الزراعية بسبب الاهمال الحكومي والمزارعين .. وفي وقت اجتمع العراقيين جميعا لتحرير بعشيقة الموصل تخرج علينا الحكومة بقرار منع المشروبات الكحولية لتعطي طابع بان العراق فيه لون واحد عكس ما موجود في المعارك المقدسة وهذا جرم ... وبدل ان تحارب الكازينوهات والنوادي وتقتل البنات ..؟!
على العوائل تربية أبنائها على احترام البنت على أنها اخته ولذلك ستطول التنوره في عينه .. واما المنطقة الخضراء ليس منطقة جميلة كما تتصوروا .. بل تأكدوا أنها تحمل اوسخ وأحقر أشخاص ترونهم في شاشات التلفاز .. في الوقت الذي فيه المواطن أصبح مجرد أجير يحتاج إلى من يكفله كي يعيش .. لان الكفالة في العراق أصبحت بكل شي وحتى وصلت في  افران الصمون اذا عندك احد جوه الفرن تستلم صمون أسرع .؟!! في الوقت الذي فيه تقوم  خيرة شبابنا بمنح ارواحها من أجل الوطن نرى التخاذل من قبل السياسيين ان يجتمعوا يوما من اجل منحهم شي .. وفي الوقت الذي فيه الدماء الجديدة والعقول الشبابية تتخرج من الجامعات نرى ظهر  الحكومة لهم وكأنه ( عاهرة أعطت ظهرها لشباب لم يمنحوها مبلغا مرضيا  ) وهم شعلة الحاضر وشمعه المستقبل .. واما أوربا التي تحلمون بها وتظنون أنها مهد الإنسانية ... ماهي سوى مجرد قبر كبير لكل من يحلم ان العدالة ما زالت على قيد الحياة .. الفرق الذي بيننا وبينهم حين تسأل نفسك لما شوارعهم نظيفة ولديهم طبيعه وخضار بكل مكان ... الإجابة عزيزي القارئ لأنهم يتعاملون مع وطنهم كأنه بيتهم ... وانت بالعراق تتعامل مع بيتك كاوطنك .. لذا شوارعنا قذرة وبيوتنا نظيفة ..؟؟؟؟

محرر الموقع : 2016 - 10 - 24