ماذا لو لم يفتي السید السيستاني بالجهاد الكفائي ؟
    

تمر علينا هذه الايام الذكرى السنوية الاولى للفتوى التاريخية للمرجع الديني الاعلى الامام السيد علي السيستاني التي دعا فيها كل من يتمكن من حمل السلاح للتطوع في صفوف القوات الامنية للدفاع عن العراق والمقدسات.

ولكن لو اردنا ان نتحدث عن اهمية هذه الفتوى التاريخية ؟ وتوقيتها ؟ وماذا لو لم تصدر هذه الفتوى ؟!!!

تعتبر فتوى الامام السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي والتي صدرت من النجف الاشرف من الفتاوى التاريخية كونها جائت على خلفية تهديد وجود العراق بجميع مكوناته العرقية والطائفية ، وقد سجل لنا التاريخ المشرق للمرجعية الدينية في العراق وفي النجف الاشرف بشكل خاص مواقف مصيرية كثيرة كانت ولا تزال عامل مهما لبقى ووحدة العراق والحفاظ على المذهب .

ولو اردنا ان نستعرض بشكل سريع بعض هذه المواقف والفتاوى نذكر على سبيل المثال لا الحصر فتوى المرجع الميرزا محمد تقي الشيرازي بالجهاد ضد القوات البريطانية عام 1920 وفتوى زعيم الطائفة الامام السيد محسن الحكيم عام 1961 بتحريم الانضام للحزب الشيوعي والوقوف بشكل تام امام المد الشيوعي الذي كان يهدد العراق، وايضا فتوى السيد الحكيم بتحريم قتال الاكراد .

كما سجل لنا التاريخ المعاصر عدد من الفتاوى والموافق المشرفة للمرجعية الدينية في النجف الاشرف ،،،منها حث جميع ابناء الشعب العراق للخروج والمشاركة في الانتخابات والاستفتاء على الدستور والوقوف امام اشتعال الحرب الطائفية بين السنة والشيعة على اثر تفجير مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام عام 2006 .

واليوم ونحن نحيي الذكرى السنوي الاولى لصدور فتوى الجهاد الكفائي سوف نتحدث عن اهمية هذه الفتوى وتوقيتها وماذا لو لم تصدر هذه الفتوى ؟

وللجواب عن هذه التسألات ؟؟

نقول ان اهمية هذه الفتوى تأتي من حجم الخطر الذي كان ولا يزال يهدد العراق بجميع مكوناته دون استثناء فالجميع مهدد بالقتل والتهجير وجميع المدن مهددة بالاحتلال والتدمير ، فهم يكفرون الجميع السنة قبل الشيعة والعرب قبل الاكراد ، كما انهم يعتبرون كل من لا ينتمي اليهم مرتد ويحل ذبحه وحرقه ، اما عن اهمية توقيت هذه الفتوى ؟ فأنها جائت بشكل مدروس وبقراءة للوقائع الميدانية على الارض !! فبعد سقوط الموصل وبعض المحافظات والمدن الاخر بيد تنظيم تكفيري لا يعرف غير لغة القتل والتدمير ، واقترابة بشكل كبير من العاصمة بغداد وتهديد اربيل عاصمة اقليم كرد استان والاعلان بشكل علني عن نية التنظيم الارهابي بالزحف الى المدن المقدسة كربلاء والنجف الاشرف وسامراء وتهديم المراقد المقدسة فيها !! جائت فتوى الجهاد الكفائي لتعطي الاذن الشرعي بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة من قبل ما يسمى بتنظيم ( داعش ) التكفيري فكان ابناء الوسط والجنوب اول الملبين لهذا النداء فخرج مئات الالاف من الشباب وحتى كبار السن وجميع من يستطيع حمل السلاح الى ساحات الجهاد للتصدي للخطر ومن ثم الانطلاق بشكل منظم تحت راية العراق وبتوجيهات حكيمة من قبل المرجعية لتحرير وتطهير الارض من دنس هذه المجاميع الاجرامية.

ونحن نعيش الانتصارات التي يسجلها ابناء المرجعية في فصائل المقاومة الاسلامية بجميع مسمياتها دون استثناء في قوات

( الحشد الشعبي ) اليوم نشعر اننا بأمان تام من الخطر الذي كان يهدد وجود العراق ، فضلا على ان من انضم لقوات الحشد الشعبي اصبحوا قوة عقائدية مدربة تمتلك جميع انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي تمكنها من التصدي لاي تهديد من الممكن ان يهدد العاصمة بغداد والمدن المقدسة بشكل خاص، كما تعتبر القيادات السياسية والعسكرية لفصائل الحشد الشعبي اليوم هم الاقرب من نبض الشعب العراقي كونهم حملوا السلاح ولبسوا الزي العسكري ليس لاخذ الصور التذكارية انما للوقف على الخطوط الامامية في مواجة الدواعش المجرمين.

النهایة

بقلم: طاهر الموسوي

محرر الموقع : 2015 - 05 - 22