تراجع امريكي عن وصف القوات العراقية بمنعدمة الارادة وتأكيد كندي معاكس
    

تدارك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن التوتر الذي حصل بين العراق والولايات المتحدة في أعقاب تصريح لوزير الدفاع الامريكي حول الجيش العراقي، ووصفه اياه بأنه منعدم الارادة، فيما أصرت كندا على أن الجيش العراقي يجب أن يحسن كفاءته بدرجة هائلة.

فبعد 24 ساعة من انتقاد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر لما وصفه بـ"الافتقاد إلى الإرادة" لدى الجيش العراقي في قتال التنظيم المتشدد، أشاد بايدن خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بـ"تضحية هائلة وشجاعة" من جانب القوات العراقية.

وكان كارتر قال إن الجيش العراقي "لم يبد إرادة بالقتال" في مدينة الرمادي، منوها لوجود "مشكلة مع إرادة العراقيين في قتال داعش وفي الدفاع عن أنفسهم"، وأضاف أن الجنود العراقيين "لم يعانوا من نقص في العدد، بل كانوا أكثر عددا بكثير من القوات المقابلة، إلا أنهم انسحبوا من المنطقة".

تعهد امريكي بدعم القوات العراقية

وقال البيت الأبيض في بيان رسمي، إن بايدن رحب بقرار الحكومة العراقية تعبئة قوات إضافية و"الاستعداد لعمليات مضادة" لاستعادة مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، من أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش.

كما تعهد بايدن أيضا بدعم أمريكا الكامل "لهذا الجهد وغيره من الجهود العراقية لتحرير الأراضي من تنظيم الدولة الإسلامية"، بما في ذلك "بذل أقصى ما هو ممكن لمساعدة القوات العراقية الشجاعة، بما فيها قبائل الأنبار لإنقاذ المحافظة (الأنبار) من إرهابيي تنظيم الدولة."

وجدد بايدن تعهد واشنطن بـ"تسريع إجراءات توفير التدريب والمعدات الأمريكية للتعامل مع التهديد الذي يشكله استخدام تنظيم الدولة الإسلامية للشاحنات المفخخة."

العبادي مستغرب من وصف جيشه بالمنعدم الارادة

ويأتي هذا الاتصال بعدما أبدى العبادي استغرابه من تصريحات كارتر، إذ قال إنه فوجئ بما قاله الوزير الأمريكي، مشيرا إلى أنه متأكد من أن كارتر حصل على معلومات خاطئة بهذا الصدد.

وأبدى العبادي أسفه لسقوط الرمادي بيد داعش قبل أكثر من اسبوع، وقال إن الأمر "جعل قلبي ينزف"، متعهدا باستعادة السيطرة على المدينة قريبا.

كما أكد المتحدث باسم العبادي أن تصريحات كارتر كانت مفاجئة وجاءت مبنية على معلومات مغلوطة، مبررا سقوط الرمادي بسوء الإدارة وضعف التخطيط من قبل بعض المسؤولين العسكريين الذين كانوا في موقع المسؤولية في المدينة.

خطة امريكية للانسحاب الجزئي من العراق

وكشف النائب عن التحالف الوطني موفق الربيعي عن خطة أمريكية للانسحاب الجزئي من العراق، وقال في بيان له إن "واشنطن أوعزت لمستشاريها الأمريكيين بإعداد خطة انسحاب جزئي من كل العراق في حال سقوط قاعدة الحبانية بيد عصابات داعش الارهابية".

وأضاف الربيعي، وهو مستشار الأمن القومي السابق، أن الخطة "تعكس مخاوف واشنطن على سلامة جنودها الذين يدربون القوات العراقية ويقدمون لها المشورة في عدة قواعد عسكرية بالبلاد".

وأرسلت الولايات المتحدة نحو ثلاثة آلاف عسكري الى العراق في أعقاب سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على مساحات واسعة في العراق صيف العام الماضي، وهم يتولون تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها في الحرب ولا يخوضون قتالا على الأرض.

يجب أن يحسن الجيش العراقي كفاءته بدرجة هائلة

وجاء الموقف الكندي مغايرا لموقف بايدن، وموافقا لتصريحات كارتر، وقال وزير الدفاع جيسون كيني إن المكاسب الحديثة لتنظيم داعش تظهر أن الجيش العراقي يجب أن "يحسن كفاءته بدرجة هائلة".

وأضاف كيني للصحفيين "لسوء الحظ أن الوضع في الرمادي يعد انتكاسة بوضوح ونداء تنبيه للجيش العراقي لتحسين كفاءته بدرجة هائلة."، مستطردا "نتفق مع التقييم الأمريكي بأنهم ينبغي أن يفعلوا المزيد.. ينبغي أن يؤدوا بشكل أفضل."

وأوضح أن كندا -العضو في التحالف الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم داعش- ليست لديها خطط لتوسيع عملياتها التدريبية الحالية في إقليم كوردستان، لكنه أكدا  التزام بلاده بالمساعدة في تدريب قوات البیشمركة.
 
ازدواجية المعايير في محاربة "الإرهاب"

وجددت روسيا دعوتها للأطراف الدولية والإقليمية إلى "التخلي عن الممارسات المفضوحة لاستخدام المعايير المزدوجة في مكافحة الإرهاب وإلى التعامل الفعال مع حكومات دول الشرق الأوسط التي تواجه داعش بشكل مباشر".

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية "نضطر للتأكيد أنه، وبالرغم من الجهود التي يبذلها ما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة أمريكية، فإن داعش ينشط بصورة أكثر تنظيما وهو لا يتوقف عن جرائمه الأكثر وحشية من أجل الوصول إلى هدفه، أي إقامة الخلافة العابرة للحدود على الأراضي الواسعة من دمشق وحتى بغداد".

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن تقدم "داعش" في مختلف جبهات المجابهة مع القوات الحكومية السورية والعراقية يعد حاليا تحديا هو الأكثر خطورة ليس على سوريا والعراق فحسب، بل وعلى الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها. وقالت إنه لا يمكن وقف المتطرفين إلا من خلال توحيد جهود المجتمع الدولي اعتمادا على القانون المعترف به دوليا".

الحل العسكري لا يكفي لمحاربة داعش

ورأت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن هزيمة داعش لن تتم؛ إلا إذا تمت معالجة الأسباب الرئيسية وراء وجوده في سوريا والعراق.

وقالت موغيريني أثناء تسلمها جائزة 2015 من معهد الدراسات السياسية الدولية في روما إن الرد العسكري على مسلحي التنظيم ضروري لكنه ليس الحل الوحيد، مبينة أنه سيكون من الممكن التغلب على داعش لو "يصبح العراق صلبا وديمقراطيا، ويتم دمج جميع مكوناته".

وأضافت موغيريني أن البعض يتوقعون أن يكون النزاع في هذه المنطقة "حربا لـ30 عاما"، مؤكدة أنه في الدبلوماسية "يجب إيجاد حلول تعود بالفائدة على الجميع، حلول يكون فيها الكل رابحين".

محرر الموقع : 2015 - 05 - 26