تورنتو-كندا: قاسم محمد الكفائي
تقوم الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا, بنشاط متميز لمساعدة النازحين العراقيين من خلال جولاتها الميدانية لمخيماتهم في العراق وتقديم التقارير الى الجهات الكندية والمجتمع الدولي لجهة الوقوف معهم في محنتهم الحالية.
الجمعية تأسست في عام 1994 في تورنتو بكندا وقامت بالعديد من النشاطات على الساحة الكندية وساعدت اللاجئين العراقيين في دول العالم. نظمت مهرجانات كبيرة للتضامن مع الشعب العراقي وكان ابرزها مهرجان "محاكمة صدام حسين" في قلب مدينة تورنتو الكبرى. واصدرت نشرة دورية (صوت العدالة) باللغتين العربية والانكليزية.
توقفت نشاطاتها بعد سقوط النظام في 2003 نتيجة التغييرات التي حصلت في العراق ولسفر العديد من اعضائها الى العراق للمساهمة في بناء البلد. بيد انها اعلنت في 13 نيسان/ ابريل 2014 في اجتماع عام عن معاودة نشاطاتها في الدفاع عن حقوق الانسان العراقي.
"صوت الجالية" التقت السيد جورج منصور رئيس الجمعية والوزير السابق لشؤون منظمات المجتمع المدني في حكومة اقليم كردستان- العراق.
ما الذي قدمته الجمعية لإستمالة الجهات الرسمية والرأي العام الكندي؟
لقد تصدّت الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا من خلال مشاركاتها الفاعلة في التظاهرات والفعاليات في المدن الكندية الكبرى بألقاء الكلمات والمناشدات المعبرة, منذ ان استولت جماعات داعش الأرهابية على بعض المدن والقرى العراقية ، مستبيحة الدم والشرف العراقي, وسبي النساء الايزيديات، وافتعلت أقبح الأعمال بحق المرأة والطفل والشيخ من المدنيين العزل، وذبحت آلاف الشباب، وهجرت مئات الألوف من تلك المدن والقرى والقصبات، كما قامت تلك العصابات بهدم الدور والكنائس والمساجد والحسينيات، حتى وصلت فضاعة جرائمها الى مطالبة غير المسلمين بدفع الجزية أو القتل ومصادرة الممتلكات، ولم تسلم دور العبادة، ولا المزارات أو المتاحف من عمليات هدم وسرقة.
ان جمعيتنا قد اخذت على عاتقها مهمة الدفاع عن الانسان العراقي أينما يكون، وقد ضاعفت هذه الفاجعة والجريمة الكبرى بحق العراق والعراقيين من همة ونشاط وعمل الجمعية, حيث ناشدت رئيس الوزراء الكندي السيد ستيفن هاربر،ووزير خارجيته، ورئيس البرلمان لمساعدة العراقيين النازحين من مدنهم وقراهم، أو الذين مازالوا يعيشون سوء العذاب تحت تسلط عصابات داعش الأرهابية. 
وعلى ضوء ما تقدم فقد تلقت الجمعية رسالة من المدير التنفيذي لمكتب رئيس الوزراء الكندي يشكر فيها على تواصلها مع مجلس الوزراء الكندي فيما يخض مستجدات الشأن العراقي الراهن، خصوصا اهتمام الجمعية بالقضايا الأنسانية العاجلة، المتعلقة بقضايا حقوق الأنسان في العراق. جاء في نص الرسالة المؤرخة في 26 ايلول (سبتمبر) 2014 ما يلي :
"ان مطالبات الجمعية التي جاءت في رسائلكم الى رئيس الوزراء الكندي, قد تم دراستها بعناية وهي موضع إهتمام الحكومة الكندية".
ما هي النتائج الملموسة التي تمخضت عن جولة وفد الجمعية لمخيمات النازحين والمهجرين العراقيين؟
بعد كل النشاطات التي قامت بها الجمعية في كندا, التقيت انا ومستشار الجمعية بنيامين هارتلي باعضاء من البرلمان الاتحادي في اوتاوا, فجرى الاتفاق على ان يقوم وفد من الجمعية بزيارات ميدانية لمخيمات النازحين والمهجرين العراقيين في مدن اقليم كردستان للاطلاع على اوضاعهم عن كثب وتقديم تقرير الى البرلمان والجهات الرسمية الكندية.
وفعلا بالتعاون والتنسيق مع ممثلنا في اقليم كردستان شكلنا وفدا للقيام بمهام مختلفة. فقام هذا الوفد بجولة ميدانية استمرت اكثر من اسبوعين, التقى فيها برئيس ايبارشية الكلدان في اربيل المطران بشار وردة، وزار مراكز إيواء المسيحيين والنازحين من الموصل وبلدات سهل نينوى، وشارك في إفتتاح مستوصف خاص بالنازحين في عنكاوا بأربيل. كما زرنا مخيمات الايزيديين في خانكي بدهوك، ومخيمات الشبك في برده ره ش. كما التقى الوفد بالنازحين والمسؤولين القائمين على المخيمات، كذلك بمسؤول ملف النازحين في الاقليم, وممثل الصليب الاحمر, والمدير التنفيذي لمؤسسة روانكة الخيرية, والنائبة الايزيدية فيان دخيل, والامينة العامة للمجلس الاعلى لشؤون المرأة في الاقليم. التقى كذلك السيد وزير التربية, ووزير الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كردستان، والمدير العام لشؤون المسيحيين، والمدير العام لشؤون الايزيدية, ورئيس فرع منظمة الشعوب المهددة بالانقراض الالمانية في العراق. كما التقى العديد من منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والناشطة التركمانية هيمان رمزي.
ما هي المطالبات التي تقدمت بها الجمعية الى الحكومة الكندية بعد زيارتها الميدانية الى العراق ؟
قامت الجمعية من خلال مستشاريها المختصين, بإعداد التقرير الميداني الاول باللغة الانكليزية من اثنتي عشرة صفحة من القطع الكبير معززا بالارقام والوثائق والجداول, وتم تقديمه الى الجهات الكندية المعنية.
يضم التقرير مقدمة حول التأثيرات الدراماتيكية التي خلفتها سيطرة جماعة داعش الارهابية على مدن ومناطق في العراق، واستهدافها المكونات الدينية والمذهبية والعرقية، والتركيزعلى النساء والاطفال بارتكاب أفضع الجرائم بحقهم. إن أهم نتائج الجرائم التي تهتم بها هذه العصابات هو خلق حالة من الرعب والأنقسام داخل المجتمع العراقي المتعدد الأطياف.
تضمن تقريرنا كذلك استعراضا لإهداف "دولة داعش" في المنطقة وتحليلا للاسباب التي ادت الى سيطرة العصابات الارهابية على المدن والقصبات العراقية وحدوث كارثة انسانية. توقف التقريرعند الحالة الراهنة للنازحين, وقدم تقديرات لإحتياجاتهم العاجلة والمستقبلية, ومقترحات وتوصيات لزيادة مساعدتهم معززة بالوثائق والصور. ويؤكد التقرير على الظروف القاهرة التي تعيشها العوائل النازحة والكوارث التي سببها ارهاب داعش في هتك الاعراض وقتل الابرياء وسبي النساء.
أيضا عكس التقرير انطباعات وفد الجمعية الذي قام بزيارات ميدانية الى مخيمات النازحين المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان في اربيل ودهوك ومناطق اخرى وهي عبارة عن خمسة مخيمات في اربيل ويبلغ عدد النازحين فيها 16600 شخص, وفي دهوك ستة عشر مخيمات مكتضة بالنازحين يبلغ عددهم 185790 شخص وفي السليمانية خمسة مخيمات يبلغ عدد النازحين فيها 21400 شخص. إضافة الى هياكل البيوت والعمارات غير الجاهزة التي تشغلها العوائل النازحة, حيث يبلغ مجموع المواقع التي تأوي النازحين 2000 موقعا موزعا على مساحات واسعة من الاراضي المكشوفة وفي اجواء قاسية. ويخلص التقرير الى استنتاجات مفادها ان مايقارب 1.260,000 نازح ينتظر المساعدات منهم 60,000 بحاجة الى مساعدات عاجلة وفورية.
من كان وراء إستضافة النائبة الايزيدية فيان دخيل في البرلمان الكندي في مطلع كانون الاول 2014؟
قمت بتقديم طلب الى البرلمان الاتحادي في العاصمة أوتاوا, لإستضافة النائبة ألايزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل سعيد للتحدث عن المآسي التي لحقت بالايزيديين وغيرهم من المكونات واتباع الديانات والمذاهب في العراق..
استجابت اللجنة الدائمة للعلاقات الخارجية والتنمية الدولية التابعة للبرلمان الكندي لطلب الجمعية, واستضافت صباح يوم الثلاثاء الثاني من كانون الاول (ديسمبر) الجاري, وبحضور وزير الخارجية الكندي واعضاء البرلمان الاتحادي, النائبة فيان دخيل عبر الدائرة التلفزيونية للتحدث في الجلسة الافتتاحية المباشرة والمخصصة لموضوع (إستجابة الحكومة الكندية للجرائم المرعبة والاضطهاد الديني والتهجير القسري التي تقترفها منظمة داعش في العراق والمنطقة).
استعرضت النائبة فيان دخيل اهم المحاور الانسانية والعسكرية والسياسية, وناشدت للعمل الجاد لإنقاذ المختطفين الايزديين الذين يبلغ عددهم بين 5000 الى 7000 اغلبهم من النساء والاطفال، وحث الحكومتين في بغداد واربيل بزيادة مساعداتهما للنازحين، وإيجاد مصادر للاغاثة العاجلة للحيلولة دون وقوع كوارث إضافية، وبناء مخيمات تتوفر فيها ابسط مستلزمات الحياة. كما طالبت الاعتراف بقوة حماية سنجار وتسليحها وتدريبها والتنسيق بينها وبين القوات العراقية وقوات البيشمركة وفتح باب التطوع فيها.
وفي معرض حديثها ناشدت النائبة فيان دخيل, اهمية الاعتراف بالأحداث التي وقعت في سنجار على أيدي تلك العصابات واعتبارها جرائم إبادة بشرية، وحملة شعواء مقصودة للقضاء على الايزيديين، وطالبت بتعويض العوائل المتضررة في سنجار وسهل نينوى, وتوفير الحماية الدولية لهم وللمكونات العراقية التي تعرضت للاضطهاد بسبب الهوية الدينية. ودعت الامم المتحدة لتحمل مسرولياتها الاخلاقية والانسانية تجاه الايزيديين، والعمل على دعم مشروع إقامة حكومة محلية في سنجار بحماية دولية ضمن هيكلية الدولة العراقية, وإقامة مناطق محمية في مناطق الايزيديين والمسيبحيين والشبك وغيرهم من مناطق سهل نينوى تحت حماية الامم المتحدة وبالتنسيق مع حكومتي بغداد واربيل.
كما اشادت بعمل الجمعية العراقية لحقوق الانسان في كندا، ومساعدة النازحين, وطالبت الجهات الكندية المانحة بارسال مساعداتها القادمة للنازحين من خلال قنوات الجمعية.
وهل شاركت الجمعية في الذكرى 66 للإعلان العالمي لحقوق الانسان؟
تمكنت الجمعية بالتنسيق مع 150جمعية ومنظمة حقوق الانسان ومنظمات مدنية أخرى تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في داخل العراق وخارجه من إصدار بيان شامل ومهم بمناسبة الذكرى 66 للإعلان العالمي لحقوق الانسان التي صادفت يوم العاشر من كانون الاول (ديسمبر).
وهل لدى الجمعية برامج تنوي تحقيقها ضمن توجهاتها المستقبلية؟
من المؤكد ان عمل الجمعية يتواصل على جميع الاصعدة, سواء بمحاولة توطيد علاقاتها مع اصحاب القرار الكنديين، أوكسب الرأي العام في الاهتمام بالشأن العراقي وما يواجهه من تحديات خطيرة ، والتواصل في مساعدة النازحين والمهجرين. كذلك تحرص الجمعية على مواصلة جهدها بالقيام بجولات ميدانية في العراق للاطلاع عن كثب الى ما آلت اليه اوضاعُهم.