هل يحتاج التكفيريون الى منبر إعلامي مع وجود "الجزيرة"
    

بعد لقائه الاول مع قناة “الجزيرة” القطرية في 19 من كانون الأول / ديسمبر عام 2013 مع الارهابي تيسير علوني ، بعد خروجه من السجون الاسبانية لتورطه بالارهاب ، خرج علينا الارهابي التكفيري ابو محمد الجولاني زعيم تنظيم القاعدة الارهابي في سوريا ، مرة اخرى وفي ذات القناة ، يوم الاربعاء الماضي 27 ايار/ مايو مع الاخواني المصري احمد منصور الطائفي الحاقد والمتعاطف للعظم مع كل التكفيريين دون استثناء ، واللافت ان الارهابي المطلوب للعدالة احمد زيدان مدير مكتب الجزيرة في باكستان ، هو الذي رتب هذا اللقاء لعلاقته الوثيقة مع ارهابيي القاعدة في باكستان وافغانستان وسوريا.

كما كان متوقعا كان اللقاء ينضح كراهية وحقدا وتكفيرا مقززا ، حيث هدد الارهابي التكفيري الجولاني ، العلويين بالقتل والابادة اذا لم يلقوا اسلحتهم ويدخلوا في دين الجولاني ، اما الشيعة فلم يكن لهم من رحمة الجولاني نصيب فهددهم بالابادة والقتل دون السماح لهم ب”التوبة” ، اما الدروز فقد ارسل اليهم من يدعوهم لدينه ، ويبدو ان السيف سيكون مصير من يرفض ، كما هدد حزب الله بالابادة ، والحكومة السورية بذات المصير ، بينما “اسرائيل” فليس لها من مكان في تفكير هذا الارهابي التكفيري ، بل انه حاول جاهدا ان يطمئن “اسرائيل” والغرب وامريكا ، بقوله ان زعيمه ايمن الظواهري اوصاه بالقتال داخل سوريا ضد الحكومة وحزب الله ، اما الغرب فلا مكانه له في استرتيجية القاعدة في سوريا حتى لا تتداخل الجبهات وحتى لا يتم التشويش على القتال في سوريا.

تأبى اي قناة تلفزيونية تحترم نفسها ادنى احترام ان تكون منبرا لبث كل هذا الاجرام والحقد والتكفير والتحريض والتهديد والطائفية المقززة ، عبر لقائها مع مجرم سفاح ارهابي وهابي قاتل ، ولكن يبدو ان قطر التي تملك قناة “الجزيرة” لا يمكن الا ان يقوم بدورها الوظيفي القذر في خدمة الصهيونية العالمية ، عبر ايصال مستوى الوعي العربي الى هذا الدرك الاسفل من الانحطاط والغرائزية ، عندما يتحول انسان قاتل ارهابي مجرم الى ظل الله في الارض يوزع الجنة والنار على عباد الله هكذا وبكل سهولة من على شاشة قناة انكشفت عورتها وبان دورها التخريبي الارهابي الاجرامي بحق الانسان العربي والمجتمعات العربية وبحق التاريخ والجغرافيا وبحق الدين الاسلامي.

كان واضحا ان من لقاء “الجزيرة” ومذيعها الطائفي الحاقد مع المجرم الجولاني ، ان “الجزيرة” تعمل على محاولة تسويق “جبهة النصرة” الارهابية التكفيرية ، للغرب وامريكا على انها الفصيل الذي يمكن ان يعتمدوا عليه لقتال اعدائهم امثال حزب الله والحكومة السورية ، وانه لا خوف على “اسرائيل” من هؤلاء ، بل على العكس تماما ان هذا الفصيل يمكن استخدامه كسلاح يرفعونه بوجه كل من يناصب “اسرائيل” والمخططات الغربية العداء.

المخزي والمشين ، هو هذا السيل الجارف من المدح والثناء الذي امطر به الطائفي الحاقد احمد منصور على المجرم الجولاني ، كما فعل من قبل الارهابي خريج المعتقلات الاسبانية و تيسير علوني من قبل مع “الفاتح” المجرم ، بل الاكثر خزيا وعارا هو تبني الطائفي الحاقد منصور وجهة نظر الارهابي الجولاني في كل شيء من “وهبنة الدروز” والتهديد بقتل العلويين او ادخالهم في الدين الوهابي ، وابادة الشيعة ، والقضاء على حزب الله ، واسقاط الحكومة السورية ، بل زاد على ذلك تاكيده على وجود امن وامان في ظل حكومة الجولاني وان الناس يعيشون في خير عميم ورغد طافح ، مع نشر لقطات لتجوال منصور في مملكة الجولاني القاعدية.

لقد ذهب ذلك الزمن الذي كان بالامكان خداع المشاهد العربي ان “الجزيرة” الارهابية تسجل سبقا صحفيا ، عندما كانت تلتقي بالمجرمين الارهابيين امثال بن لادن والظواهري وسفاحي طالبان بنسختيها الباكستانية والافغانية ، واليوم مع سفاحي القاعدة في سوريا امثال الجولاني ، وغدا مع السفاح البغدادي ودولته الداعشية ، فهذا الامر لم يعد ينطلي على احد بعد ان تبين التوجه العام للسياسة القطرية ، والتي لا تتجاوز دورها الوظيفي في اشعال فتن طائفية في العالم العربي بهدف تقسيمه ، لتنعم “اسرائيل” بالامن والامان ويغرق العرب في بحار من الدماء والفوضى.

لا يحتاج المرء ان يكون خبيرا في شؤون الاعلام او في السياسة ، ليكشف الدور الارهابي الخطير الذي تضطلع به قناة “الجزيرة” ، عندما تتحول “داعش” و القاعدة وكل السفاحين القادمين من شتى بقاع الارض الى سوريا ، بقدرة الجهات التي تقف وراء “الجزيرة” ، الى معارضة و ثوار ومقاتلين احرار ، بل ومعتدلين ، بينما يتحول حزب الله الى ميليشيا ، والجيش السوري الى شبيحة ، وايران الى دولة صفوية مجوسية رافضية ، بينما الدول العربية الرجعية امثال السعودية وقطر وغيرهما الى اكبر داعمي حركات التحرر في العالم العربي نحو الديمقراطية والتعددية ، وامريكا الى منقذ ، و”اسرائيل” الى دولة صديقة بل حليفة ضد محور ايران حزب الله سوريا.

ترى بعد كل هذا هل تحتاج المجموعات التكفيرية الارهابية امثال “داعش” و”جبهة النصرة” واخواتهما الى منبر اعلامي او قناة فضائية خاصة ، يمكن ان تروج لها وتغسل ادمغة الشباب العربي ، وتدس فيه السموم الطائفية الحاقدة ، وتمزق الجسد العربي الواحد طائفيا ، وتُظهر “اسرائيل ” كملاك ، وايران كبعبع ، والشيعة كعدو ، مع وجود قناة “الجزيرة” .

بقلم:جعفر صادق

محرر الموقع : 2015 - 05 - 30