موت الاخفاق بتواجد الحكيم
    
سلام محمد العامري
قال الممثل الأمريكي أنطوني دانجيلو: "الفشل الحقيقي هو الفشل الذي لم نتعلم منه".
منذ سقوط النظام الصدامي, والسعي لبناء عراق جديد, مبني على نظام برلماني, يحاول بعض الساسة, إفشال التجربة الجديدة, ومحاولة الرجوع للدكتاتورية بحجج واهية, فما بين المظلومية للأغلبية, التي لم تحصل على أدنى الحقوق, والتهميش المبني على قاعدة, العودة لما كان ورفض كل تجديد, بقى العراق يراوح بين الفساد والفشل.
فوجيء الشعب العراقي, بعد فرحته التي لم يكن يحلم بها؛ فقد أنهت حقبة البعث, كل حُلم للأمل بالخلاص, من حكم التسلط والدكتاتورية, بتسلُطٍ من نوعٍ آخر, ألا وهو تَسلُق بعض الطحالب السياسية, التي عكرت صفو الانتصار, عن طريق سلالم الكذب والخداع, والتخويف من المكونات الأخرى, فما بين مزور لشهادة, ومحسوبية زعيم قائمة, وتملق خَبِرَ لعق الأيادي, وَصَلَ ساسة مُزيفون, ليتم ركن المجاهدين المخلصين.
كان نتاج المرحلة بين 2003و 2014, ضياع ثروة العراق, وتخمة خزائن بعض الساسة, وتفاقم الأزمات والصراعات العرقية والمذهبية, وبدل الاستفادة من فشل المرحلة, فيصحح المسار بالمرحلة الجديدة, يُصار إلى تضخيم المشكلة, وتجذير الفتنة, كي يبقى الحال كما هو عليه, وعلى الشعب والشرفاء من الساسة الصبر!
الوعود الكاذبة, أفقدت الشعب الثقة ليتملكه الإحباط, ففرح بذلك كل بعثي, أملاً منهم للعودة, إلا أن الحكماء من ساسة العراق, كانوا ينتظرون الفرصة الذهبية, حيث العمل الحثيث, لجمع شمل الأخوة المتناحرين, واضعين نكران الذات نُصبَ أعينهم, رافعين راية التعاون, واحتضان كل شريف مخلصٍ, تحت راية خدمة العراق.
قال الكاتب والصحفي مصطفى أمين:"   قيمة الوطن, أنك تَجدُ فيه العدالة, أكثر من أي مكان آخر, قيمة الوطن, أنكَ تجدُ فيه الحُب, أكثر من أي مكان آخر, وعندما يخلو الوطن, من الحماية والعدالة والحب, يٌصبحُ المواطِنُ غريباً", لقد أحس المواطن إحساس الخُلوِ, فكان السقوط نتيجة حتمية.
لم يركن الشرفاء والحكماء للكسل, بل تم طرح مشروع إنقاذ العراق سياسياً, من خلال جعل التحالف الوطني, مؤسسة ذات تأثير إيجابي, من أجل السير بالبرلمان العراقي, لإقرار القوانين المُنعشة لروح النصر, وليكون ذلك القرار, بادرة أملٍ لعودة ثقة الشعب بممثليه.
وكما قال الروائي الجزائري, واسيني الأعرج:" لا أدري لماذا علينا ان نفقد البعض؛ لتعاود النظر لهم بشكل آخر, أكثر وضوحا, وربما اكثر حباً وتسامحاُ".   
محرر الموقع : 2016 - 12 - 09